| الاقتصادية
تغطية : عبدالعزيز القراري - حسين الشبيلي
افتتحت صباح أمس بمقر الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ندوة الانتاج الحيواني في المملكة وقد بدأت الندوة بآي من الذكر الحكيم ثم القى الأستاذ عبدالرحمن الجريسي رئيس الغرفة التجارية الصناعية كلمة رحب فيها بالحضور وأوضح أن الانتاج الحيواني يلعب دورا بالغ الأهمية في حياة الانسان فمنه يستمد غذاءه وكساءه وقد تطور قطاع الانتاج الحيواني خلال العقدين الماضيين متجاوبا مع الدعم الحكومي الذي شمل جميع القطاعات الاقتصادية مما أوصلنا الى الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات كالألبان ومشتقاتها والبيض والمساهمة في تحقيق نسبة معينة من الاكتفاء في اللحوم الحمراء والدواجن إلا أنه خلال السنوات الأخيرة اعترض هذا القطاع عدد من المعوقات التي حدت من نموه وتطوره والتوسع فيه ومع استمرار تلك المعوقات سيتضاعف الأثر السلبي من وجودها والتي من أبرزها معوقات الصحة الحيوانية وعدم توفر المراعي والتغذية المناسبة.
وأضاف الجريسي: هذه المعوقات أدت بطبيعة الحال الى مناقشتها وسبل ووسائل حلها ومستقبل هذا القطاع ضمن إطار اللجنة الزراعية بالغرفة التي توصلت الى ضرورة هذه الندوة والنظر في المعوقات التي تعترضنا والمساهمة في ايجاد الحلول المعقولة والفعالة لازالتها واستشراف مستقبل الانتاج الحيواني ودوره في تحقيق الأمن الغذائي.
وقد أكد أن القطاع الخاص على مدار مسيرة التنمية بأنه جدير بالثقة التي أولتها له الدولة وحقق بذلك انجازات عديدة وكثيرة وأملنا كبير في مواصلة هذا التعاون فيما بين القطاعين الخاص والحكومي والعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه هذا القطاع من خلال عقد مثل هذه الندوات واللقاءات وما تقوم به اللجنة الزراعية ممثلة بلجانها الفرعية.
ثم ألقى الأستاذ عبدالرحمن العريفي رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة كلمة أكد من خلالها بأن الزيادة المضطردة في اعداد السكان يجب أن تواكبها زيادة في انتاج الغذاء كماً ونوعا مع توفر كميات منها كمخزون لمواجهة المتغيرات أو الأمور الطارئة ولا يتأتى ذلك إلا باستخدام تقنيات ووسائل ومستلزمات حديثة في الانتاج الزراعي تساعد على زيادة الانتاجية وكفاءة الانتاج وأن من أبرز القطاعات الزراعية التي استخدمت تلك التقنيات هو قطاع الانتاج الحيواني الذي يعتبر المصدر الرئيسي للغذاء وللبروتين وللعديد من العناصر والمواد الضرورية لقوت الانسان.
وأضاف أن هذا القطاع تعرض خلال السنوات الأخيرة الى جملة متغيرات أفرزت معوقات كثيرة فندرة الأمطار وانحسار المراعي الطبيعية واعتماد غالبية مربي الماشية على نوع واحد من مكونات التغذية الحيوانية وهو الشعير مع ارتفاع أسعاره عالميا مؤخرا.
وأشار أنه انتشرت أمراض لم تكن موجودة من قبل وارتفاع تكاليف التحصن والرعاية البيطرية للقطعان كل ذلك أدى الى وجود معوقات كبيرة لا يستطيع معها المربي الصغير أو حتى الكبير مواجهتها بمفرده مما يستلزم تضافر الجهود من جميع الجهات والمستثمرين في هذا المجال الحيوي للتغلب على هذه المعوقات.
ثم ألقى الأستاذ صالح محمد السليمان مدير عام الصوامع والغلال ومطاحن الدقيق كلمة الدكتور عبدالله المعمر وزير الزراعة التي ذكر فيها حرص الوزارة على وضع الخطط والبرامج المناسبة لهذه المشاريع الطموحة وتقييم جدواها من النواحي الفنية والاقتصادية والتأكد من استجابتها لمتطلبات المواطنين في سبيل تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية,, وتابعت الوزارة مسار هذه المشاريع وبذلت أقصى امكاناتها لتقديم المشورة الفنية والارشادية وتدريب الكفاءات السعودية في مختلف المجالات الفنية من خلال الادارات المختصة بالوزارة وفروعها المنتشرة بمناطق ومحافظات ومراكز المملكة للارتقاء بمستوى الكفاءة في تلك المشاريع وقد تميزت تلك المشاريع بتطبيق مستويات عالية من التقنية الحديثة وتحققت من خلالها بحمد الله معدلات قياسية من المنتجات النباتية والحيوانية التي تضاهي ما تنتجه العديد من الدول المتقدمة في هذا المجال.
وأضاف,, تشير الاحصائيات التقديرية المتوفرة لدى وزارة الزراعة والمياه الى أن ما تنتجه المملكة سنويا من المنتجات الحيوانية يزيد عن 880 ألف طن من الألبان و135 ألف طن من بيض المائدة و400 ألف طن من لحوم الدواجن و155 ألف طن من اللحوم الحمراء اضافة الى 55 ألف طن من لحوم الأسماك من خلال عمليات الصيد في البحار والاستزراع السمكي.
وتجدر الاشارة الى أن المحافظة على تلك المنجزات مسؤولية وطنية تقع على عاتق جميع الأطراف ذات العلاقة بقطاع الثروة الحيوانية بالمملكة، وتتطلع وزارة الزراعة والمياه الى أن يتم في المستقبل القريب امتدادا لما تحقق بحمد الله من الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض من الألبان وبيض المائدة ليشمل كذلك المزيد من المنتجات الحيوانية، وأن ينطلق قطاع الثروة الحيوانية بالمملكة الى آفاق جديدة لتطوير هذه الثروة الوطنية وتنميتها والرفع من كفاءتها الانتاجية بأحدث الوسائل العلمية، كما تتطلع الى استمرار العمل على تذليل ما قد يواجه هذا القطاع الحيوي من عقبات قد تبطىء بخطواته نحو تحقيق الأهداف المنشودة، الأمر الذي يستوجب تضافر كافة الجهود للأطراف المعنية سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص.
وفي نهاية الكلمة سلّم الأستاذ عبدالرحمن الجريسي درعاً تذكارياً لسعادة الأستاذ صالح محمد السليمان.
|
|
|
|
|