| العالم اليوم
استجاب القادة العرب لرغبات مواطنيهم فاتخذوا الحد الأدنى من القرارات لدعم جهاد الفلسطينيين,, فبعد كل الشهداء الذين سقطوا في الأسابيع الثلاثة الماضية والذين يتصاعد عددهم كل يوم,, بل كل ساعة والرقم الذي بلغه عدد الشهداء يشير حتى لحظة كتابة هذه المقالة إلى 134 شهيداً,, ويمكن أن يتجاوز ال140 شهيداً عند الفراغ من قراءتها أو أكثر,.
هؤلاء الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً ودفاعاً عن المقدسات الإسلامية وعن الكرامة العربية كافأهم القادة العرب بقرارات الحد الأدنى وهو ما كانت الجماهير العربية تطالب به، ليس لعدم ثقتها بأن قادتهم غير قادرين على اتخاذ قرارات الحد الأعلى ,, ولكن لأن الجماهير التي تظاهرت وأظهرت غضبها على المجازر الإسرائيلية,, كانت حكيمة,, وعاقلة,, لأنها تعلم أن الأمة بأكملها غير مهيأة لاتخاذ قرارات الحد الأقصى,, أو الأعلى,, فمثل هذه القرارات تعني اعلان الجهاد,, والجهاد يعني أشياء كثيرة,, فهو يعني قبل كل شيء ان تكون الأمة مؤمنة إيماناً تاماً بأن الجهاد يعني الطريق إلى الجنة,, أو تحقيق النصر,, ولكن العرب في هذا العصر,, يريدون الجنة دون ان يتمنوا الموت,, وهذا هو الفرق بين الرعيل الأول من المسلمين الذين كانوا يتمنون الموت إلى الحد الذي يجعل الصحابي يقذف التمرات من بين يديه حتى لا يعطله أكلها عن الجهاد,, والذهاب للجنة,,!
ومن لا يتمنى الموت ويرضى بالحياة المستكينة، عليه أن يرضى بقرارات الحد الأدنى,, والحمد لله أن القادة العرب وافقوا وأقروا المقترح السعودي بتخصيص مليار دولار لدعم الانتفاضة الفلسطينية والحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية للقدس ونخشى ما نخشاه أن يكون التأييد والموافقة على الاقتراح محصوراً داخل مبنى مكان اجتماع القمة فيعود القادة إلى بلادهم وقد نسوا القرارات، فالذي تعلمه الجماهير العربية أن موازنة جامعة الدول العربية تشكو حتى الآن من عدم تسديد الكثير من الدول العربية ما عليها من اقساط والتزامات.
ونخشى ان يقتصر الدعم على ما تقدمه المملكة العربية السعودية ودولة أو دولتين من الدول النفطية ويتناسى الآخرون ما اتخذوه من قرارات,,!!
أما فيما يتعلق بوقف الهرولة وإلغاء خطوات التطبيع فلم يجرؤ أيٌّ من المطبِّعين باستثناء تونس على اتخاذ اجراء فوري بقفل مكاتب التجسس الإسرائيلية في عواصم البلدان العربية المطبعة مع العدو الإسرائيلي، فلا تزال تلك الدول تدرس القرار بحكمة ورويّة، وكأن قرار تونس قرار متسرع,, وكأن دماء الشهداء التي تسيل يومياً لا تكفي لاثارة الحمية وطرد أعدائنا اليهود من الأراضي العربية.
الحمد لله على قرارات الحد الأدنى,, وعلينا كعرب أن نقتنع بهذه القرارات لأنها تترجم حجم الحالة الراهنة للأمة العربية، الإسلامية، فلن يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم,, وقبل أن ندرس قرارات القمة العربية الطارئة ومدى استجابتها لمطالب الشعوب العربية,, علينا أن ندرس أنفسنا بعمق,, هل نحن في مستوى التحدي الذي يفرضه علينا أعداؤنا,,؟!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|