| مقـالات
هناك عقليات تكتسب معرفة جديدة,, فتتغير,, ويستفيد من يحملها من هذا التغير,, بل يأمن كثيراً في حياته,, إذ إن بعض العقليات، قد تجر شراً على أصحابها,, وقد تجر الموت بسبب سوء الاعتقاد,, وعدم فهم أمور الحياة الجديدة,, وما يحدث من أمراض,, وشرور,, وما يعتور المجتمع الإنساني من زلازل ومحن,, خذوا مثلاً,, الكبار في السن والذين عاشوا مراحل حياتهم بعيداً عن الظواهر الحديثة، والمخترعات,, والمستجدات,, لا يهمهم إن تحدثت إليهم عن المشاكل القائمة، أو أطريت لهم الوسائل الحديثة للتطور الحياتي، حتى الأمور الصحية تجد من لا يخضع نفسه من هؤلاء للأضرار التي قد تلحقه من جراء التعنت وعدم التحفظ في المأكولات والمشروبات، لأنهم دأبوا على التوكل والإيمان بأن ما سيحدث، لا بد أن يحدث,, لكنهم لا يسلمون بأن من الأسباب ما يمنع وقوع المكروه، مثل الدعاء، والاستغفار,,حدثني أحدهم عن قريته قال: فيها رجل كبير في السن، لكنه يعمل بهمة ونشاط,, رغم فتك السكر به,, ومع هذا,, كلما جئت إليه من الرياض لزيارته، قال: يا فهيد وهذا طبع أهل نجد، لا بد أن يصغروا اسم من يحبون أو من يكرهون قال,, يا فهيد شف البريق في العشة,, حطه على الغاز ولِتَّه سكر ثم يردف ساخراً مع ضحكة صفراء, يقولون إني أبا أموت من السكر، هو علم الموت عندهم ,,, ؟!، هكذا,, يؤمن كثير من كبار السن خاصة القرويين الذين لم يتعلموا,, والذين لهم ميزة عرفوا بها في القرية,, كالعناد,, ويبوس الراس كما يقول,, وصاحبنا هذا,, رحمه الله من هؤلاء وكم حملوه للإنعاش بعدما زاد عليه السكر,, وإذا نصحوه بترك الحلويات، وزيادة السكر في الشاي لم يترك سخريته، ويقول: هاه، دخت,, وسلمت، هو الموت عندهم ,,, ؟!
وأخيراً,, كانت القاضية، ولا كل مرة تسلم الجرة، حمل كالعادة لغرفة الإنعاش فكانت,, الحملة الأخيرة من المزرعة، وتبع ذلك حمل على النعش للمقبرة رحمه الله.
ما زال كثيرون يستأنسون بطباعهم التي ربّوا عليها، وعايشوها، فهم لا يريدون التخلص من ذلك الإيمان الذي يخالجهم، ولا ذلك الشعور الذي يعايشونه، انها أشياء ترسبت في العقول، ولم تستطع تلك العقول التخلص منها، ولا شك أن الفهم والإدراك والاستيعاب لا تأتي كاملة ومؤثرة من منتصف الطريق، لكنها غرسات تبدأ من الطفولة ليتشبع بها هذا العقل ويعايشها، وتلازمه ويلازمها، وتؤثر كثيراً في العقلية عندما أيضاً تقع تحت طائلة التطور الدائم والمتابعة لأحداث وتطورات الحياة.
|
|
|