أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 30th October,2000العدد:10259الطبعةالاولـيالأثنين 3 ,شعبان 1421

الثقافية

الغربال
أ,د, عبدالله بن محمد بن حسين أبو داهش
يتجلى موقف الشاعر عروة بن زيد الخيل الطائي واضحاً في بسالته الجهادية يوم نهاوند، حيث ترجم هذا الموقف في قصيدته التائية المشهورة بقوله:


ألا طرقت رحلي وقد نام صحبتي
بإيوان شيرين المزخرف خُلتي
ولو شهدت يومي: جلولاء حربنا
ويوم نهاوند المهول استهلت
إذاً لرأت ضرب امرئ غير خامل
مجيد بطعن الرمح اروع مصلت
ولما دعوا يا عروة بن مهلهل
ضربت جموع الفرس حتى تولت
دفعت عليهم رحلتي وفوارسي
وجردت سيفي فيهم ثم ألَّتي
وكم من عدو اشوس متمرد
عليه بخيلي في الهياج اطلت
وكم كربة فرجتها وكريهة
شددت لها ازري إلى ان تجلت
وقد أضحت الدنيا لديّ ذميمة
وسليت عنها النفس حتى تسلت
وأصبح همي في الجهاد ونيتي
فلله نفس ادبرت وتولت
فلا ثروة الدنيا تريد اكتسابها
ألا إنها عن وفرها قد تخلت
وماذا ارجيّ من كنوز جمعتها
وهذي المنايا شرعّاً قد اطلت

قلت : لقد لبث الشاعر يومه يقاتل في تلك المعركة من أجل اعلاء كلمة الله، حتى إذا انصرم نهاره، استراح راحة الفارس، وقد دلف به النصر مشارف بلاد فارس، يستشرف قصورها، وبأنس شيوع الإسلام في ربوعها، حيث تحقق النصر، وعلت كلمة الحق، حينذاك نشد ابياته تلك السابقة، وقد سمح لذكرياته ان تسنح شواردها في مخيلته، فذكر جهاده، وحقيقة إيمانه، ولم يهمل دنياه، بل ذكر طيف زوجه، لا لشيء وإنما لتشهد مقامه، والنصر الذي حققه مع رفاقه المجاهدين، ومضى في قوله يحقق حبه للجهاد، وعزوفه عن الدنيا، وكأنه يستشرف الجنة، ويشم ريحها.
كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية بأبها جامعة الملك خالد.


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved