| الاقتصادية
يعتبر العمل أساسا من الأساسيات التي يتوجب على المرء تقلده ليكون عضوا نافعا في هذه الحياة خصوصا داخل مجتمعه، ولاشك ان التعليم قاعدة ينطلق من خلالها كل إنسان، ومنه تتكون وتتحدد بعد ذلك قدراته العلمية والثقافية، بعد ان ينال المستوى التعليمي الذي يصل إليه سواء تعليم عام او عال، وللمشاهد في المجتمعات المتقدمة صناعيا وتقنيا ان الغالبية العظمى من افرادها هم السبب الرئيسي في عملية دفة التقنية العالية في بلادهم والذي زادهم ذلك شموخا وبناء يضاف إلى ما يمتلكونه من أرصدة علمية وثقافية وخبرات متعددة الأوجه وليس المال وحده سبب تقدمهم في تلك المجالات بالرغم من ان المال عصب الحياة إلا ان المال وحده لا يكفي لتقدم أي بلد دون تضافر جهود أبنائه الذين بسواعدهم تنهض بلادهم عازمة على كسر الحواجز التي تعترض سبيل ابتكارهم وتقدمهم ما استطاعوا, ومن هذه المقدمة احببت الكتابة هذا الاسبوع عن موضوع احسبه مهما في نشر واجب تطبيقه وأرى انه مسلك تربوي قبل ان يكون تعليميا او تدريبيا ألا وهو تعريف الأبناء صغارا على هوية العمل وهم على مقاعد الدراسة ذلك الأسلوب الذي اعتادته الأديال السابقة حينما يكونون مرافقين لآبائهم وأجدادهم في مجالات أعمالهم بعد فراغهم من وقت الدراسة، ملحقين هؤلاء الأصول هذه السياسة التدريبية بتعليم أبنائهم في المدارس والمعاهد التي منها استفاد الأبناء الصغار آنذاك فوائد عديدة منها زرع الثقة في النفس منذ الصغر حيث بدأت الحياة العملية لديهم سهلة المنال في الدخول إلى عالمها، واسهم ذلك في تطوير قدراتهم العلمية إضافة الى حصيلتهم العلمية في المدرسة والعديد من الخبرات التي تكتسب جراء ذلك التوجه، ومن هذا المنطلق أدعو الآباء والأمهات وكل ولي أمر ان يسعوا جاهدين في توجيه ابنائهم وهم على مقاعد الدراسة بأن يلتحق كل منهم في أعمال وقتية خلال الفترة المسائية من كل يوم ولو لمدة ساعتين يوميا في أفرع القطاع الخاص وبغض النظر من وجهة نظري عن نوع العمل مادام عملا شريفا وان يرتضي ابناؤنا أي أجر يقدم لهم لأن الهدف المنشود أسمى من تلقي الأجر في مثل هذه الحالات حيث إن الهدف الأساسي هو صقل المواهب لدى الأبناء وتدريبهم صغارا، كما ان عملا كهذا وبهذا الطابع الوقتي المحدد يجب ان يفهم المقابل المادي يسمى مكافأة وليس أجرا ، وألا يكون توجها كهذا محصورا على فترة الاجازات الدراسية فحسب بل يجب ان ندرك أن هناك وقتا من الفراغ طويل يعود لصالح الطالب حيث يبدأ من الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى الساعة التاسعة ليلا قرب السبات، فمن خلال هذا الوقت الطويل وقدره تسع ساعات يوميا بالإمكان استغلال الطالب له بالعمل في أية مواقع لمدة ساعتين يوميا كما ذكر آنفا، وتكون في النهاية محصلة تثقيفية واجتماعية أهمها ما يلي:
1 استغلال جزء من وقت الفراغ للطالب في مجال يعتبر تدريبا وتأهيلا له في المستقبل، بدلا من ضياع ذلك الوقت في أمور قد تكون سلبية عليه وعلى أسرته.
2 زرع الثقة لدى الطالب عند اشراكه مع أصحاب الخبرة في الحياة العملية.
3 الرفع من المستوى الفكري للطالب عندما ينهل من الحياة العملية ويمزجها بالحياة العلمية.
4 شعور الطالب وهو في سن المراهقة بالمسؤولية الجزئية تجاه نفسه عندما يطلب منه بعد نيله اجرا او مكافأة على عمله الذي يؤديه المشاركة مع أسرته ولو في مصروفه الخاص.
5 زيادة الدخل لدى بعض الأسر التي تعيش حالة كفاف اقتصادي فضلا عن ارتياحهم اسريا بوجود عضو من أفرادهم وقد شعر بالمسؤولية الأسرية مبكرا.
6 النيل من كوادر وطنية قد نهلت قدرا لا بأس به من الخبرة العملية خصوصا في مجالات التسويق والمبيعات عند تخرجها من المؤسسات التعليمية وسهولة قبولها بعد ذلك في العمل لدى أفرع القطاع الخاص, وأرى ان المجالات واسعة في نهج سياسة كهذه ومنح الفرصة لهذه الفئة في العمل واعتقد ان هناك العديد من المنشآت ترحب بذلك فعلى سبيل المثال لا الحصر مقاهي الإنترنت، مراكز الوجبات السريعة، محلات بيع الخضار والفواكه، محلات بيع المواد الغذائية، محلات بيع الأجهزة الكهربائية، المكاتب العقارية، مراكز الترفيه، الكبائن الهاتفية، الوكالات البريدية، والعديد من المنشآت التي غالبا لا تتطلب انشطتها طابع الديمومة في العمل وإنما طابعها يأخذ طريقة الورديات في العمل الأمر الذي معه يمنح الفرص العديدة في ايجاد وظائف مؤقتة للطلاب عموما.
وأجزم ان البدء في مثل هذا البرنامج وتحقيقا لنجاحه إن شاء الله تعالى أحب ان يتأتى من طرفين ولي الأمر في تشجيع من هو ولي عليه في الخوض في معترك الحياة العملية منذ الصغر والطرف الآخر الموظف لهذه الفئة وهو أفرع القطاع الخاص التي من الممكن ان تحتضن مثل هذه الفئة من المجتمع التي بلاشك ان تدريبها والصبر عليها له نتائجه الايجابية التي تصب في مصلحة المواطن على وجه الخصوص والوطن عامة الذي مهما يكن لن يرتقي به غالبا إلا بسواعد ابنائه المخلصين,, والله الموفق.
للتواصل فاكس 4560386/01
|
|
|
|
|