| القرية الالكترونية
* تحليل حمد البدراني
بلغ حجم السعة Bandwaidth المتوفرة لخدمة الإنترنت في المملكة حتى شهر اكتوبر الجاري 201 ميجا بايت وهي السعة الموفرة عن طريق مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم ووحدة الإنترنت بها.
وقد ارتفعت تلك السعة الخارجية للارتباط بالإنترنت التي تبيعها المدينة لمقدمي خدمات الإنترنت في المملكة والجهات التعليمية والجامعات طرديا منذ يناير عام 1999م والتي بلغت في ذلك الوقت أقل من 5 ميجا بايت لترتفع تصاعديا وتصل ذروتها في شهر أكتوبر 2000 عندما بلغ حجم السعة المتوفرة عن طريق المدينة 201 ميجا بايت لم يستغل منها لحد الآن إلا 70 ميجا بايت فقط مما يعني انه تتوفر للشركات المقدمة للإنترنت والجهات الأكاديمية والتعليمية 65% من تلك السعة الجاهزة لمن يود شراءها وهو ماركزت عليه المدينة في اجتماعها الأخير بمقدمي الخدمة الذي عقد قبل اسبوعين من الآن.
قفزة ومشكلة
وبنظرة تحليلية متعمقة حول تطوير السعة الخارجية للارتباط بالإنترنت وهي التي كانت في وقت مبكر من دخول الإنترنت للمملكة تشكل معضلة حقيقية استجابت لها المدينة بالتعاون مع شركة الاتصالات وان كانت تلك الاستجابة بطيئة نوعا ما إلا انها حققت المعادلة الأصعب وهي توفير سعة كبيرة للارتباط الخارجي بالإنترنت وبعدما تحقق ذلك ذهلت المدينة من عدم اقبال الشركات المقدمة لخدمة الإنترنت في المملكة على شراء المزيد من موجة الاتصال الخارجي بالشبكة العالمية Bandwaidth وذلك ربما يرجع إلى ضعف المردود المالي لتلك الشركات والتي يذهب أكثر من 80% من دخلها عن طريق الاشتراكات الفردية واشتراكات الشركات إلى شركة الاتصالات السعودية كرسوم خاصة مقابل استخدام تلك الشركات للخطوط الرقمية التي تربطها بوحدة المدينة كما ان المدينة أيضا تقوم بدفع رسوم عالية مقابل استخدام الخطوط الفائقة السرعة المستخدمة في الارتباط الخارجي بالإنترنت وهي أيضا تخسر من توفر تلك السعة المجمدة حاليا والتي لم تستغل لحد الآن.
وبنظرة لتطور الطلب على موجة الاتصال الخارجي بالإنترنت خلال الفترة الماضية ابتداء من يناير 1999م وهو بداية الإنترنت وانتهاء بشهر اكتوبر الحالي 2000 يلاحظ ان السعة المتوفرة في يناير 1999م لم تتجاوز 5 ميجابايت في وقت لم يكن الطلب فيه على تلك السعة كبيرا رغم ان تلك الفترة تمثل بداية ظهور وتكوين شركات الإنترنت التي فضلت الكثير منها في ذلك الوقت الانتظار إلى حين تحسن أحوال شبكة الإنترنت التي منيت بمشاكل متلاحقة أوجبت على وزارة البرق والبريد والهاتف وشركتها الوليدة في ذلك الوقت شركة الاتصالات إلى اعفاء الشركات من دفع رسوم الشهر الأول.
وكان التطور الملاحظ هو ارتفاع حجم الطلب على موجة الاتصال الخارجي Bandwaidth تصاعديا في شهر نوفمبر من العام الماضي إلى ما فوق 5 ميجابايت وفي نفس الوقت لتصل الى اقل من 10 ميجابايت وفي نفس الوقت ارتفاع حجم الموجة المتوفرة لدى مدينة الملك عبدالعزيز مع تحسن التقدم في مشروع عام 2000 الخاص بشركة الاتصالات السعودية والتي تم خلالها استبدال الكثير من المقسمات الهاتفية في أغلب المدن الرئيسية في المملكة مما ساعد على فك الاختناق في الاتصال بالإنترنت وتحسن قدرة التصفح ولو نسبيا في تلك الفترة إضافة إلى ادخال خطوط رقمية عالية السرعة كخطوط E3 وتوفر امكانية الاتصال بالكيبل البحري فلاج.
أرباح هامشية
وكان التطور الكبير في تلك المشكلة الفنية البحتة في شهر اكتوبر الجاري 2000 عندما توفرت المدينة بالتعاون مع شركة الاتصالات السعودية على 201 ميجا بايت في ذلك الشهر لم يستغل منها إلا 70 ميجا بايت فقط مما يعني توفر 65% من تلك الموجة الخارجية للارتباط بالإنترنت لم تستغل لحد الآن وذلك قد يعود في معظمه إلى أسباب مادية بحتة بالنسبة لها وفضلت الكثير منها عدم المخاطرة في التوسع بالطلب على موجة أكبر من سعة الاتصال الخارجي حفظا منها على الهامش البسيط لأرباحها وفي أقل الأحوال تغطية نفقاتها التشغيلية.
يشار إلى ان أصغر موجة خاصة بالاتصال لدى مقدمي خدمة الإنترنت في المملكة تبلغ حاليا 2 ميجا بايت والتي تسمى أيضا خط E1 فيما تعد أصغر موجة للجهات الأكاديمية السعودية 800 كيلو بايت وتعد أصغر موجة للارتباط لغير الجهات الأكاديمية 64 كيلو بايت وهي المعروفة بالخطوط المؤجرة فيما تبلغ أكبر موجة ما نسبته 86% من السعة الخارجية المستخدمة والبالغة 70 ميجا بايت تتحصل عليها شركات الإنترنت وال 14% الأخرى تمتلكها الجهات التعليمية والأكاديمية السعودية.
خصومات وتردد
ولتغطية الخسائر المتلاحقة التي أصابت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووحدة الإنترنت بها عملت المدينة بالتنسيق مع وزارة المالية على إيجاد خصومات مالية على رسوم الارتباط بالسعات الأعلى تشجيعا من المدينة لتسويق تلك السعات المتوفرة والتي لم تستغل لحد الآن فالخطوط المحددة التي تبدأ ب 512 كيلو بايت وتصل إلى 8 ميجا بايت أي 4E1s لا تتمتع بأي خصم يذكر أما السعات الأكبر التي تبدأ من 8 ميجا بايت وتصل إلى 12 ميجا بايت أي 6E1s فسيحصل مقدم الخدمة على خصم مقداره 20% فيما سيحصل مقدم الخدمة الذي سيقوم بشراء خطوط تبدأ من 12 ميجا بايت على 30% كخصم على الرسوم المفروضة كما سيحصل مقدم الخدمة على خصم 40% على الخطوط التي تبدأ من 16 ميجا بايت أي 8E1s ولكن يجب ان يشار إلى ان الرسوم المفروضة على خطوط اتصال بسعة 8 ميجابايت أي 4ELS ستصل إلى مليوني ريال سنويا عدا رسوم التأسيس وهو مبلغ كبير يجعل الكثير من الشركات المقدمة لخدمة الإنترنت تفكر ألف مرة قبل الإقدام على ذلك وأيضا يجعلها دائما ما تبحث عن السعات الأقل لتتفادى دفع تلك الرسوم الباهظة التي قد لا تضمن استغلالها الكامل خاصة في ظل تحديد الأسعار بالنسبة للمشتركين الأفراد بحدين أعلى وأدنى وفي ظل أجواء تنافسية شديدة يعززها تعدد مقدمي خدمة الإنترنت الذين يبلغ عددهم حاليا 29 شركة.
ومما سبق سيكتشف القارئ والمتابع والخبير في الإنترنت بكل سهولة ان الشركات لن تخاطر بالتعاقد على سعات أكبر والتي ستساهم في تحسين خدماتها المقدمة للمشتركين وفي نفس الوقت ستطالب بدفع رسوم عالية حتى مع تلك الخصومات المقدمة من المدينة كما ان التحديد لسقفي الاسعار بالنسبة للاشتراكات الفردية سيكون أشبه بمسمار جحا.
وللمشاركة في التعليق على الموضوع يمكنكم الكتابة إلى بريد الصفحة الإلكتروني.
evillage@suhuf. net. sa
|
|
|
|
|