ويمضي العام تلو العام، ونحن كما نحن نتأمل ونتطلع إلى المستقبل المشرق الذي تعلمنا ودرسنا، وتخرجنا من الجامعات والكليات من أجله.
من أجل خدمة وطننا,, من أجل الإحساس بذاتنا،وهو أننا أصبحنا عنصراً فاعلاً في بلادنا,, ولسنا عبئاً عليه أوعلى أهلنا.
فنحن الشباب والشابات على حد سواء، لنا نفس الاطلاع ونفس الأمنيات،,, فكل منا أراد الحصول على شهادة جامعية,, فحصلنا عليها,, ونريد الوظيفة، ولكن,,!؟
فمنذ سنين بعد أن تخرجنا، ونحن نريد الحصول عليها ,, حيث توقفت أحلامنا الأخرى عليها.
فهذا شاب طموح ، تخرج من كلية ذات تخصص جيد، وبتقدير جيد، فهذه الأمنية الاولى بل الوحيدة التي استطاع ان يحققها, فتوالت الأماني البعيدة الأخرى، وهي الوظيفة ومن ثم امتلاك السيارة، الزواج، الحصول على منزل، إنجاب الأطفال وإدخالهم المدارس ,, الخ، وأماني أخرى لا تحصى.
فالطموح ليس له حدود، ولكن متى سيصل إلى هذه الطموحات وكيف سيحققها، فالأمر مرتبط بتحقيق الأمنية الأولى التي بعد التخرج.
فإذا أراد السيارة، وحتى إن كانت بأقساط فلابد من تعريف من وظيفة، ومقدم دفعة أولى ومن ثم أقساط شهرية وما تتطلبه من إجراءات ,, وإذا أراد الزواج فلن يجد من تقبل به دون وظيفة وإن قبلت به فمن أين سيصرف عليها، ويؤمن لها السكن والعيش وغيرها,, وغيرها,.
فالعمر يمضي، والسنون تمر، ونحن كما نحن لا جديد لا حراك سوى البحث عن تلك الوظيفة التي ستستمر ونكمل بها حياتنا,, فكل العام نتطلع إلى الجرائد للبحث عن الوظيفة، ولكن دون جدوى فإن وجدت الوظيفة، فلابد من الخبرة، إجادة اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي,, وغيرها الكثير من الشروط التعجيزية وإذا اكتملت، يبلغ بأننا اكتفينا من الطلبات هذا بالنسبة للشباب.
ولكن الفتاة، فلا يوجد سوى وظائف تعليمية، فإن وجدت فلا يوجد مجال تخصصات كثيرة، وإن وجدت فليس في مدينتها التي تخرجت منها، بل مدينة أخرى، فلابد من وجود شهادة إقامة, في نفس المدينة من العمدة أو المحافظ ومكان عمل المحرم بأنه يعمل في نفس المدينة,, وغيرها,.
نحن نطالب ونريد الحل من أصحاب القرار، واصحاب السلطة من وزارة الخدمة المدنية، وزارة المعارف، الرئاسة العامة لتعليم البنات ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والتفكير في شباب وشابات اليوم، وتقدير أثر البطالة وبالأخص على الشباب.
وماذا ستجد على كل شاب، فإذا وجد الشباب والفراغ فكيف سيستثمر الوقت، وكيف ينشغل البال، وكيف سيكمل الإنسان حياته, ,, هل سيحصل ذلك؟! ,, وإن حصل، فمتى سيكون؟!,, هل بعد الكبر، وماذا سينتج بعد؟!,, وغيرها من الأسئلة اللامنتهية.
فاستغلال قدرات الشباب الطموح في قمة توهجها قبل برودها أو انطفائها,, فالحل في أيديكم، أوجدوه لنا.
هدى أحمد الشاعر الرياض
|