| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
انماط كثيرة وغريبة وعجيبة توالت على حياتنا خلال العقود الأخيرة من قرن الفضائيات وصبغت تلك الحياة بألوانها المرّة والقاتمة حتى أصبحت هذه الانماط عادات وسلوكيات لكثير من الأسر ولا سيما تلك التي تحافظ على شكليات معينة كنا قد ظننا انها رحلت مع طفرات التقدم التي طغت على القرن العشرين.
وتكمن الخطورة في انماط الحياة الاجتماعية التي تشكلت اخيراً فخلقت لنا وفي عالمنا العربي مشكلة عويصة كنا في أمس الحاجة لتجنبها والابتعاد عنها الا وهي مشكلة العنوسة,, التي كانت تقتصر على الجنس الخشن ومست شغاف حياته,, وصميم تكوينه,, وإذا كانت العنوسة عند الفتيات بسبب تعنت الأهل في اختيار شريك الحياة وزوج المستقبل لبناتهم الى جانب العادات والتقاليد التي عفا عليها الزمن,, فإن العنوسة عند الشباب جاءت بهرمون العوز والحاجة وتدني المستوى الاقتصادي بعد ان اصبحت الشهادات العليا تعلق على ناصية الشارع,, وتحتها يقف الشباب إما متسكعاً او باحثاً عن ثقب إبرة ينفذ منه الى السبيل الذي قد يحقق حلمه وآماله، وربما ايضا لعشقه المفرط في حياة الحرية بعيداً عن عذابات المسئولية التي تطوق عنقه وتكبل خطاه.
إن العنوسة عند فتيات بلادنا العربية الغنية وخاصة دول الخليج العربي تأتي من باب الثروة والرفاء والبذخ عندما تشترط الاسر على عريس العمر المغالاة في المهور وتقديم اكوام الذهب والسكن والسيارة الفخمة,, مما فرض واقعاً جديدا تمثل في تدخل جمعيات معينة لحل هذه المشكلة واقناع هذه الأسر مع إظهار الحقائق لعواقب تأخير الزواج وارتفاع معدل السن عند الفتيات.
فنحن في عالمنا العربي وللأسف لا نصحو إلا على المصائب، لذا تتراكم المشاكل وتنعدم حلولها بعد ان تكون في متناول اليد.
دراسة نسبية مخيفة:
قرأت مرة عن دراسة ميداينة عن شباب الجامعات بالسعودية حيث أجمع 75% منهم على اعتبار غلاء المهور في المجتمع السعودي العائق الرئيسي أمام إقدامهم على الزواج,وأن 54% اعلنوا انهم يفضلون مواصلة تعليمهم الجامعي على الزواج لخشيتهم من ان تعوقهم مسؤوليات الزواج عن متابعة تعليمهم.
ظافر الدوسري الدمام
|
|
|
|
|