| عزيزتـي الجزيرة
يتردد بين الحين والآخر مقولة مفادها إلغاء مكافأة الطلاب والطالبات في الجامعات رغم الحاجة الماسة لبقائها خصوصا للأسر من ذوي الدخول المحدودة، فهي تعد بمثابة دخل إضافي مساعد للآباء الذين أصبحوا مرهقين بأعباء الحياة المتزايدة، ويكاد التضخم المالي أن يضرب مختلف السلع والخدمات والرسوم ولا يزال راتب الموظف المحدود الدخل مكانك سر منذ عام 1395ه (1975م) وحتى اليوم!
فماذا يفعل رب الأسرة من هذه الفئة خاصة إذا كان لديه ما لا يقل عن ولدين وبنتين في الجامعة!؟
إما ان يتجه إلى الاقتراض، أو البحث عن عمل آخر، (النظام لا يسمح الجمع بين عملين) في آن واحد، أو التسول أو اللجوء إلى الجمعيات الخيرية طلبا للمساعدة، وتحمل تكاليف المعيشة المرتفعة التي اصبحت تنهك جيوبهم بحيث أصبح (الراتب) لا يبقى سوى سويعات، ويطير بين فواتير الكهرباء والماء والاتصالات ثم تأتي رسوم الخادمة (الشغالة) والسائق الباهظة التي أصبحت تشكل عبئا إضافياً على رب الأسرة.
هذا بإيجاز شديد وضع ذوي الدخول المحدودة، وهم يشكلون أكبر شرائح المجتمع في الوقت الحاضر.
فترديد تلك المقولة مضيعة للوقت، فالدولة أعزها الله لا ترضى بتاتاً الإضرار بهذه الفئة، ولا بغيرها ما دامت قادرة بحمد الله على إنشاء المؤسسات التعليمية الجامعية، وتجهيزها بكل ما تحتاج إليها من معدات ومستلزمات ووسائل وسوف تظل إلى ما شاء الله توفر كل مايجعل مواطن هذا البلد المعطاء ينعم بالرخاء في العمل والتعليم، وتخفيف أعباء الحياة المعيشية سواء عن طريق تقديم الإعانات أو تخفيض رسوم الخدمات إلى الحدود الدنيا بعد زوال مسببات ارتفاعها.
وتجربة جامعة الملك عبدالعزيز الأهلية لا تزال ماثلة للعيان فلم يصلح حالها إلا بعد أن تولت الدولة مباشرة دعمها ومساندتها بالمال والرجال، ونرجو ألا تتكرر مع أي تجربة أخرى.
وكان يفترض أن يقترح كحل مؤقت لاستيعاب كافة خريجي (المرحلة الثانوية) في الجامعات بإضافة مساعدات أو مقررات حتى لو استدعى الأمر الدراسة في الفترة المسائية ولا سيما ان أساتذة الجامعة يتمتعون بإجازة طويلة في نهاية العام الدراسي، وهذا ما يحدث في أعرق جامعات العالم بلا ضجيج إعلامي لا مبرر له!
والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام: أين البحوث والدراسات المتعمقة في هذا الخصوص، ولماذا لا تقدم المقترحات سواء في التوسع في القبول مثلاً في الكليات العلمية أو التقنية، وترك إدارة عمادات الكليات من قبل متخصصين في الإدارة وبمراتب أقل من مرتبة أساتذة الكليات حتى يتفرغوا للتدريس، وإعداد البحوث والدراسات الخاصة بكل كلية على حدة!؟
طلال محمد نور عطار
|
|
|
|
|