كوني أكتب قبل المباراة النهائية لأمم آسيا التي جرت البارحة فهذا يجعلني أكثر تركيزاً وهدوءاً وإلماما بمعنى وصولنا لهذا المستوى دون الانقياد عاطفياً وانفعاليا وراء نتيجة المباراة بحد ذاتها,, وبالتالي غير مقيد بالاعتماد على ما طرأ خلالها بقدر تعاملي مع شمولية وأبعاد وحقيقة الموقف بصفة عامة سواء فاز الاخضر او خسر,,!!
اذا فاز على اسطورة الشرق المنتخب الياباني محطما بذلك أرقاماً وأزمنة قياسية فهذا هو عز الطلب,, وهو إعجاز وانجاز لواحدة من اهم واصعب واغلى البطولات السعودية على الاطلاق لأسباب واعتبارات عديدة,, ابرزها انها جاءت في وقت تحتاج فيه الكرة السعودية لاستعادة هيبتها وموقعها وتفوقها وايضا اثبات وجودها الذي افتقدته في السنتين الأخيرتين,, ولأنها مرت كذلك بظروف فنية ومعنوية وادارية صعبة كانت وحدها كفيلة بإقصاء المنتخب السعودي منذ الدور الاول وليس الوصول للمباراة النهائية بعد تقلبات ومنعطفات اثارت دهشة واعجاب عموم المتابعين من آسيويين وغيرهم,,!!
في حين ان الخسارة حسب القياسات الاستباقية بالنسبة لي وأنا في هذه الاثناء اقل انفعالاً واكثر امعاناً في تناول هذا الاحتمال,, ارى انها نتيجة طبيعية تتفق مع مقولة (ليس بالإمكان أفضل مما كان) وان بلوغ الاخضر لمرحلة رائعة ومتطورة دليل ان هنالك امورا ايجابية لا بد من الاهتمام بها والمحافظة عليها خصوصا فيما يتعلق بالشأن العناصري بوجود نخبة من النجوم الشباب امثال الصقري والواكد والدوخي ونور والشلهوب والغامدي والتمياط والمشعل وعدد آخر وجميعهم لم يكونوا ضمن القائمة الدولية في أمم آسيا 96 واللافت هنا ان هذا الجيل قدم نفسه في هذه البطولة على طريقة النجوم الكبار اداء ومهارة وعقلية,,!!
ليتعامل مع الموقف ايا كان بلغة العقل والمنطق تقديراً لما جرى وتحسباً لما هو آت,,!!
الجوهر وأشياء أخرى!!
مدرب المنتخب السعودي ظل الشغل الشاغل والاجراء المتغير على مدى سنوات وربما عقود مضت,, وعلى الرغم من الاستعانة بعدد غير قليل من المدربين العالميين الا ان الاوضاع لم تكن مستقرة وعديمة الاستفادة واحراز الهدف المطلوب من التعاقد معهم,, ومثلما نحن مطالبون بالاهتمام بالشأن العناصري بعد بطولة الأمم فان الملف التدريبي من المفترض ان يكون حاضرا ومدروساً بعناية دون الاستسلام للانعكاسات المرتبطة بنتيجة مباراة البارحة,,!!
بالنسبة للمدرب السعودي ناصر الجوهر,, فقد كنت من أشد المتخوفين من اختياره بديلاً لماتشالا,, وها هي الاحداث والايام تثبت خطأ توقعاتي وأنني لم اكن موفقاً بما طرحته في اليوم التالي لصدور قرار ترشيحه لتدريب المنتخب,, اعترف بذلك لكن ليس هذا مهماً فالمهم هو هل الجوهر المدرب المناسب لمرحلة ما بعد امم آسيا وتحديداً التصفيات المؤهلة لكأس العالم,,؟! نجاحه في هذه البطولة هل يعني ذلك تجسيداً حقيقياً لقدراته كمدرب ام ان هناك عوامل أخرى نفسية ومعنوية طارئة قد لا تتكرر ساهمت في تهيئة أجواء النجاح؟! لو كان مدربا للمنتخب قبل البطولة وأثناء فترة التحضير واختيار العناصر ماذا عن الضغوط والتشكيك في اختياراته كما حدث لسابقيه من المدربين السعوديين وغير السعوديين؟! هل يتمكن من تجاوز واحتواء هذه الاشكاليات أم يضطر مكرها للتجاوب معها؟!
لنضع هذه الاسئلة وغيرها في الميزان وقبل استصدار الحكم له أو عليه,, على اعتبار انها مسألة في غاية التعقيد وبالغة الخطورة,, وان كنت شخصيا أرى ضرورة اعطاء المدرب السعودي كناصر الجوهر الفرصة الكافية والصلاحيات الاكبر في اتخاذ القرارات الفنية ليكون مساعداً قوياً وفاعلا ومتدخلاً في بعض التصرفات التي لا يلم بها ولا يحسن تقديرها المدرب غير السعودي بحكم عدم ادراكه للجوانب التي تندرج تحت بند ظروفنا وخصوصيتنا,,!!
الامر هنا لا يتوقف عند حد المدرب ومساعديه,, وحسبي ان النجاح الذي حققه الجوهر لم يكن ليتحقق الا لأنه كان متناغماً اداريا ومعنوياً مع لاعبي المنتخب,, وهذا يفسر بطريقة او اخرى اهمية الدور الاداري وانه كان غائباً في التصرف والتدخل والمعالجة في اللحظات التي تبرر جدوى ومعنى مهامه ومسؤولياته الحساسة جدا,, والتي تتطلب ادارياً يتمتع بمؤهلات الادارة الكروية ومواصفات الخبرة والاقناع والقبول باتجاه المدرب والمساعدين واللاعبين!!
لأنه الأهلي
الاهلي الذي قدم للوطن ألمع نجومه ولم تشمله (مكرمة) تمديد فترة تسجيل المحترفين,, الاهلي الذي خذله الحظ غير مرة وازعجته لعنة النهائيات في اكثر من بطولة,, الاهلي الذي يملك عقلا واعيا وداعما وحضاريا بحجم الأمير محمد العبدالله الفيصل,, الاهلي الذي بذل من اجل البناء وتعب ليصعد منصات التتويج بطلاً وليس وصيفاً,, من حقه ان يفرح ببطولة كأس الامير فيصل بن فهد لتكون بمثابة اول الغيث المتجدد والمختلف وبوابة العبور نحو الطريق الذهبي اللائق به والجدير بالوصول الى قلعته الذهبية التي اشتقات اليه بعد طول غياب ونفاد صبر مؤلمين,,,!!
حتى وبطولته تأتي في الاوقات المتصاعدة والمثيرة لأمم آسيا يظل الوحيد الباعث والمستحق لإعلان حالة الفرح,, لأنه ببساطة لعب بفريق جميل آخر,, ولأنه استطاع ان يتغلب بتفرده وسماته على منغصات التحكيم واحباطات عرقلته واهدار حقوقه,, لأنه قام وقدم واجباته الوطنية كما ينبغي وبلا منة او تهريج او ضجيج وانما ثابر بحكمة وقاتل بعقلانية ليفوز اخيراً ببطولة كل الاشياء الجميلة وليس الكأس فحسب,,!!
هنيئاً للاهلاويين الرائعين,, هنيئاً لنا جميعاً ببطولة الانصاف والتثمين لناد قدم وما زال يقدم للوطن الاسهام والوعي والرقي,,!!
غرغرة
* كنت أتمنى استثمار جوائز افضل لاعب ووصولنا للنهائي وربما احرازنا لكأس البطولة كأجمل واروع هدية سعودية لابطال الانتفاضة المباركة,,!!
* البارحة,, اخشى ان تتغلب لغة الثأر المتوترة على هاجس البطولة,,!
* حكاية (دبلها) وتكشيرة ابوعزيز مناظر مؤسفة مثيرة للاشمئزاز,,!!
* كلما بزغ نجم سعودي جديد جاء من يعيدنا الى الوراء بمقارنات رجعية تدعو للتخلف,,!!
* اهتموا بأنفسكم واعرفوا قدركم اما سامي الجابر فقد تجاوزكم ورد عليكم منذ سنوات,, صح النوم,,!!
* للمنزعجين من (خيمة البربسه) نقول: وهل كنتم تنتظرون غير ذلك من شبكة شعارها الابتزاز والاحتقار للوطن ومواطنيه,,؟!
* (نواف أشيك واد),, عنوان رئيسي سخيف لصفحة رياضية قليلة الأدب,,!!
|