| العالم اليوم
مع تيقنها من أنها ستكون كسابقاتها من الاجتماعات التي عقدت فوق الأراضي الأمريكية، قبلت القيادة الفلسطينية دعوة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون للرئيس ياسر عرفات ورئيس وزراء العدو الإسرائيلي لاجراء مباحثات مع الرئيس الأمريكي الذي سيسعى إلى أن يحولها - فيما بعد - الى اجتماعات ثلاثية مشتركة.
ومع تيقن القيادة الفلسطينية من أنه لا فائدة من حضور مثل هذه الاجتماعات لأسباب تتعلق بالجانبين الأمريكي والإسرائيلي معاً,.
إلا أن القيادة الفلسطينية تؤكد من خلال إعلانها الموافقة على المشاركة في مثل هذه الاجتماعات بأن الفلسطينيين لن يتركوا أي باب أو فرصة للحفاظ على عملية السلام، وهو موقف سياسي يسجل للقيادة الفلسطينية، وهو وإن لم يُضف لرصيد العمل الفلسطيني السياسي، إلا أنه لا يضر خاصة إذا ما واصل الرئيس عرفات صموده وتشبثه بمواقفه الحازمة في الدفاع عن حق شعبه في الحصول على استحقاقات السلام، وأولها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وبالحدود الدولية المحددة وفقاً للقرارات 242 و 338 التي تعتبر كل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967م حقاً مشروعاً للفلسطينيين.
هذا الموقف الذي يُعد الحد الأدنى الذي يمكن أن يقبل به الرئيس عرفات مقابل الاعتراف بإسرائيل لا يُنتظر مقابله من الجنرال باراك الذي قد يذهب إلى واشنطن وقد أكمل تشكيل حكومة وحدة الحرب مع خصمه اللدود الجنرال أرييل شارون ، وبالتالي سيكون قد تأبط شراً، وسيكون حديثه كحديث جنرالات الحروب الذين يتصورون أنهم قد كسبوا معركة حربية، رغم ان المعركة التي يخوضها الجنرال باراك لم تحسم بعد,,, وجنوده يواجهون أطفالاً وشباباً سلاحهم الحجارة,,,,!
هذا الجنرال قد يصطحب جنرالاً سجلُّه الحربي أسوأ من قرينه، فالجنرال شارون ان يكن مصاحباً للجنرال باراك في حال تشكيل حكومة الحرب الإسرائيلية، فإنه سيكون مصاحباً لباراك على الأقل في ذهنه ووجدانه إن هو لم يتوصل إلى تشكيل حكومة الحرب الائتلافية- وبالتالي فلا يمكننا أن تتصور بأن القيادة الفلسطينية سوف تحقق مع مثل هؤلاء المفاوضين أي اضافة لمسيرة السلام,, فمثل باراك وشارون مهمتهما تدمير السلام وليس إنقاذه,, وحتى محاولة وقف العدوان والحرب المعلنة الدائرة الآن ضد الشعب الفلسطيني لا يُنتظر ان تسهم مثل هذه المباحثات في تخفيفها و -ليس وقفها - كما يعلن الرئيس الأمريكي، خاصة وان موقف الرئيس بيل كلينتون وأركان ادارته وبالذات بالنسبة لحرب الابادة الآن ضد الفلسطينيين، هو موقف أقل ما يمكن أن يقال عنه متحيزاً,, ولا نريد أن نزيد على ذلك فالرئيس كلينتون واعوانه يرون ان الأطفال والشباب، هم المعتدون ،وأن الجنود المدججين بالسلاح وبالرصاص الحي وقذائف ال500 مللم التي تطلقها الدبابات والصواريخ المحمولة على طائرات الهيليوكبتر يراهم كلينتون وأعوانه هم الضحايات رغم ان الفلسطينيين قدموا 176 شهيداً ومثلهم حالاتهم خطرة بعضهم يُعدّ متوفى سريرياً إضافة إلى آلاف الجرحى.
بهذه الصورة المعكوسة لدى الأمريكان والعدوانية لدى الإسرائيليين، سيدخل عرفات المباحثات القادمة، ولذا فلا يمكن أن تحقق المباحثات المقبلة شيئاً إلا انها قد تضيف تأكيداً آخر على ثبات الموقف الفلسطيني وعدوانية الإسرائيليين، وكذلك الانحياز الأمريكي للعدو الإسرائيلي.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|