|
| فنون تشكيلية
 *
متابعة رياض العسافي
احتفت الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م يومي الاربعاء والسبت الماضيين بافتتاح معرضين للفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي,, ففي امسية من امسيات التلاحم العربي الجميل اقام ابناءمصر الشقيقة معرضا للفنون التشكيلية بصالة الامانة بالملز افتتحه صاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب وبحضور السفير المصري لدى المملكة.
(الجزيرة) كعادتها تواجدت في موقعي الحدثين ورصدت انطباعات وآراء المسئولين والمشاركين في هذين المعرضين وكانت البداية مع رئيس الوفد المصري ورئيس قطاع الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة الدكتور احمد محمد اسماعيل الذي اوضح ان الاسرة العربية من المحيط الى الخليج تربطها وشائج حب ومودة وقواسم مشتركة لا حصر لها لكن الذي يربط مصر قلب العروبة النابض بالمملكة العربية السعودية بلد ميلاد الاسلام يفوق علاقات الجوار وحتى روابط الدم الى آفاق العلاقات الروحية التي ترقى الى مستوى الاستثناء الذي يجعل اغلب المصريين يتعلقون دائما بزيارة الاراضي المقدسة في الوقت الذي يتطلع فيه السعوديون الى زيارة القاهرة.
واضاف رئيس الوفد المصري بان اي نشاط ثقافي او فني بين المملكة ومصر امتداد طبيعي لعلاقات ضاربة في عمق التاريخ, وقد تذهب الى ما قبل ظهور الاسلام، واذا كان التواصل عبر مجالات العمل التشكيلي قد تأخر قليلا عن المأمول لفن يعد واحدا من المكونات الاساسية للثقافة في العصر الحديث الا ان المعرض يأتي في هذا التوقيت ليكون بداية دفعة قوية للعلاقات في مجال الفنون التشكيلية خاصة وانه يتزامن مع اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية للعام الجاري وهي المناسبة التي حرصنا ان نشارك من خلالها وتمنى د, اسماعيل ان يكون هذا المعرض بمثابة استمرار على طريق نشاط تشكيلي عربي نتواصل فيه سويا ويتنامى على الساحتين العربية والدولية.
التواصل مع الأشقاء مستمر
كما عبر مدير عام النشاطات الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب الأستاذ عبدالرحمن بن محمد الحميد عن اعتزازه بمشاركة الاشقاء في جمهورية مصر العربية بهذه المناسبة الثقافية الهامة التي تأتي احتفالا بالرياض كعاصمة للثقافة العربية لعام 2000م وذكر الحميد بان هذا المعرض جاء بتوجيه من صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الامير نواف بن فيصل بن فهد وقد تم التنسيق بين وزارة الثقافة المصرية والرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة بالادارة العامة للنشاطات الثقافية لاقامة هذا المعرض وتمت عدة اتصالات حتى تم الاتفاق على خطوات التنفيذ وها هو والحمد لله يظهر المعرض للوجود واحتوى على العديد من الاعمال الجيدة والتي تعكس تطور الفن التشكيلي المعاصر وأوضح بان المملكة دائما على تواصل مع الأشقاء في مصر بجميع المجالات الثقافية وهناك ايضا الكثير من المشاركات السعودية في المعارض الدولية التي تقام في القاهرة منها بينالي القاهرة الدولي وبينالي الخزف الدولي والعديد من المعارض الشخصية التي تقام بالإضافة الى تبادل ثقافي في الشؤون المسرحية والشعبية.
للسعودية أياد بيضاء على الحركة الثقافية العربية
كما تحدث لالجزيرة عضو الوفد المصري الدكتور عطية محمد حسين عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة الاسكندرية وعضو المجلس الاعلى للثقافة قائلا: ان المعرض اختير بعض النماذج منه لبعض الفنانين ليتمشى مع الهدف وهو توطيد العلاقات الثقافية السعودية المصرية وأبدى د,عطية سعادته بهذا الحشد المتواجد في المعرض من الشباب السعودي المهتم بالفن التشكيلي العربي والمتعطش الى توطيد العلاقات الثقافية السعودية المصرية ونوه الى الايادي البيضاء للمملكة على الحركة الثقافية العربية من خلال دعمها وتشجيعها للمبدعين والمتفوقين بتخصيصها جوائز كبيرة مثل جائزة الملك فيصل العالمية وغيرها متمنيا ان يحظى الفن التشكيلي ايضا لتكريم من قبل المسؤولين على هذه الجائزة العالمية واكمل بان هذه المعارض تعطي فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة والمودة بين شباب البلدين الشقيقين ونحن نعرف الكثير من الشباب السعودي الذين كانوا يدرسون في المعاهد والجامعات المصرية وكانوا زملاء لنا وعن بينالي القاهرة الدولي الذي سيعقد خلال الشهور المقبلة قال: انا علمت ان هناك فنانين سعوديين سيشتركون في البينالي واتمنى ان يحصلوا على بعض الجوائز ليثبتوا بأنهم رواد في الفن التشكيلي كما كانوا روادا في الادب والشعر.
شاهدت في الرياض ثمارا كنت قد زراعتها
وأخيرا التقينا بقوميسير المعرض الفنان على نبيل وهبة الذي كشف لالجزيرة بأنه سبق له ان درس في جامعة الملك سعود من عام 1974 1984م لذا له خط مشاعري يربطه بالرياض وبالانسان السعودي خاصة وانه شاهد في المعرض بعض طلبته الذين اصبحوا رجالات يشار لهم بالبنان لذا يشعر بسعادة غير عادية وهو يشاهد الثمار الذي ساهم في زراعتها واسهمت في وجود رجال في منتهى التفتح والنضج والتحضر واعيا لجيله ومستقبله ايضا.
اما عن المعرض فذكر بانه حرص على الحضور منذتلقيه دعوة المشاركة لحرصه على حضور الحوار التشكيلي السعودي المصري لانه حوار يمتد جذوره الى سنوات بعيدة جدا الى نشأة التربية الفنية في المملكة على ايدي رواد من مصر ويواصل بان الحركة الفنية في المملكة نشأت على درجة كبيرة من الوعي بعكس الحركة في مصر التي نشأت ولم يكن الوعي في هذا المجال قد وصل على المستوى المطلوب وقد جنت المملكة الثمار سريعا نتيجة البداية العلمية السليمة ووصلت الى مستوى نضج الحركة التشكيلية المصرية رغم فارق الخبرة الزمنية، وهذا يعود كما أسلفت للانطلاقة الصحيحة للحركة التشكيلية السعودية.
18 فناناً وفنانة في 51 لوحة
وقد شارك في المعرض 18 فناناً وفنانة هم السيدة عبده سليم ود, الغول علي احمد وجميل شفيق وجيهان علي سليمان ورباب غرود ود, رضا عبدالسلام ود, رمزي مصطفى وعبدالرؤوف رأفت وشادي النشوقاتي وصبري احمد السيد وصلاح حماد ود, عادل المصري ود, عبدالسلام عيد وعبدالوهاب وعبدالمحسن ود, عزة ابو السعود ومحمد عبلة ود, مدحت نصر وناجي فريد خطت أيديهم 51 لوحة متنوعة شملت النحت على البرونز والفل الابيض والبوليستر والحديد والنحاس ورسم ابيض واسود على الورق وتصوير زيتي واكريلك وطباعة وطباعة زنك وطباعة خشب وطباعة بارزة ملونة وجرافيك ورخام مطعم بالبرونز.
معرض (عالمنا العربي)
كما استضافت الرياض معرض (عالمنا العربي) الذي نظمته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض مساء السبت الماضي والذي افتتحه وكيل الحرس الوطني للشؤون الثقافية والتعليمية الاستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر وهو يمثل عرضا للصور الفوتغرافية التي التقطها المصور سامر معضاد للانسان العربي في كل مكان من وطننا العربي الكبير من خلال عدسته لواقع الحياة الانسانية العربية بكل أبعادها ومظاهرها من خلال رصد حركة الانسان العربي في حياته اليومية البسيطة,, والفنان سامر معضاد ولد سنة 1964م في بلدة يزيدين بلبنان حاصل دبلوم في فن التصوير سنة 1988 ونال الدكتوراة الفخرية في الاعلام المصور سنة 1992 من جامعة لييج في بلجيكا وبدأ العمل في وكالة فر الفرنسية في باريس سنة 1988 وبعدها عين مسؤولا عن العلاقات مع العالم العربي سنة 1992 في متحف الاليزيه للصور في لوزان بسويسرا وفي عام 1996 قام بتأسيس المؤسسة العربية للصور في بيروت.
وقد التقت (الجزيرة) بسامر معضاد وسألته عن المعرض فرد قائلا: إن هذه الصور التي يحتويها المعرض استغرق العمل فيها منذ عام 1988م وتجولت في العالم العربي من مغربه الى مشرقه ابحث عن العنصر الانساني (من هو الانسان العربي) لانني عندما هاجرت الى اوروبا اخذ الاوروبيون ينظرون إلي نظرة غريبة ويتحدثون عن العرب بشكل سطحي ولا يعرفون من هم العرب وما تاريخهم، وما التقاليد الموجودة عندهم والحضارات القديمة التي عاشوها مما دفعني الى البحث في العالم العربي عن اجوبة لهذه التساؤلات المطروحة في العالم.
وعما اذا كان قد اقام معارض مماثلة في دول اخرى اكد معضاد بأنه اقام في مايو 1999 معرضا في جنيف وفي بيروت ايضا وباريس ومدينة ارضمن المهرجان العالمي للتصوير الفوتوغرافي والآن في الرياض بعدها سأغادر الى المانيا واقيم عدة معارض في شتوتغارت وبرلين وبون.
واضاف بانه اول كتاب عمله هو (أطفال العرب في لبنان) وايضا تجول حول العالم وهو تعبير شخصي لتجربة عاشها بنفسه لانه من اطفال الحرب عندما كان عمره 10 سنوات عام 1975 وعبر عن مشاعره بصدق من خلال الصورة وعمل كتاب (العودة الى غزة) ومعرض مصاحب عام 1993م وهو عن عودة الفلسطينيين الى غزة.
وعن مدى اقبال الجمهور الاوروبي على المعارض التي اقامها هناك اجاب بانه اقبال عظيم ففي هذ المعارض اكتشفوا ما هو العالم العربي وما هي قضيتهم وعاداتهم في الداخل حتى اصبحوا يسموني مصور (العالم العربي في الداخل) وكانوا يسألوني عن اللوحات والتقاليد لان الاعلام لديهم لا يعطي الصورة الحقيقية والواضحة لعالمنا العربي.
وعن طموحاته المستقبلية اجاب انه منذ عامين انشأنا مؤسسة في بيروت اسمها المؤسسة العربية للصورة وبدأنا فيها تجميع تاريخ الصور العربية ومكتبة الملك عبدالعزيز قاموا بجهود جيدة ورائعة بالنسبة لتاريخ التصوير العربي القديم من القرن التاسع عشر واتمنى ان نوحد جهودنا وندمج هذين النشاطين ونبرزهما,كما اعمل انا الآن في مشروع جديد (العرب) وهو يعني بالجزيرة العربية وتعاطيها مع افريقيا.
وعن التشجيع الذي وجده من المسؤولين في مكتبة الملك عبدالعزيز اجاب قائلا: من اهم الناس الذين تعاملت معهم كنت اقول في السابق الالمان اما الآن فأقول السعوديين والالمان يستطيع من يتعاون معهما الخروج بنتائج رائعة وجو عمل مثالي وفهم وتقنية متطورة على جميع المستويات.
|
|
|
|
|
