| الثقافية
* تغطية: عبدالحفيظ الشمري
شهدت قاعة الملك فيصل للمؤتمرات وتحت مظلة الرياض عاصمة الثقافة العربية محاضرة للاستاذ الدكتور مراد هوفمان تركزت للحديث عن كتابه (الاسلام كبديل) الذي صدر بطبعته العربية (الثالثة) هذا العام عن مكتبة العبيكان,, علما بأن طبعته العربية الاولى صدرت في العام 1418ه ويعد هذا الكتاب الذي قدمه المحاضر من اهم المؤلفات التي كاشفت قضية الاستشراق وعلاقته بالعالم العربي.
في بداية المحاضرة تحدث مديرها الدكتور ابراهيم الجوير بتقديم موسع للضيف مستهلا هذا اللقاء بسرد سيرة ذاتية تمثلت بأن الدكتور هوفمان هو من مواليد المانيا وجنسيته المانية وديانته الاسلام وحصل على العديد من الجوائز وحاز على درجات ابرزها دكتوراه في القانون، والقضاء، والدبلوماسية.
ويشير مقدم الامسية ومن واقع السيرة الذاتية للدكتور هوفمان الى انه تقلد العديد من المناصب السياسية والقانونية في المانيا وحاز المراتب الشرفية والعضوية التي أسهم من خلالها في التعريف بالاسلام.
واشار الدكتور في بداية المحاضرة الى مؤلفات الدكتور هوفمان وهي (مذكرات مسلم الماني 1985م) (الاسلام كبديل 1992)، (السلام كبديل 2000م)، (رحلة الى مكة)، (الاسلام في الالفية الثالثة)، (ترجمة معاني القرآن الكريم) ووسائط اعلامية للحديث عن الاسلام.
رحب الدكتور هوفمان بالحضور وشكر مقدم المحاضرة ووصف وجوده في هذا المكان وقرب الدرعية واشار الى ان شوقه عظيم الى مكة المكرمة.
وعدد العديد من الأئمة الذين اثروا في الاسلام من الشيخ محمد عبده والامامي الافغاني والامام محمد بن عبدالوهاب.
واشار المحاضر هوفمان الى ان الملايين من الناس يتوقون الى المقدسات في مكة والمدينة مؤكدا على ان خروج النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الارض الطيبة والتي اشعت في كل ارجاء المعمورة.
وأكد المحاضر قضية الاسلام التي تفاعل معها وجعلته يعيش حيرة زمانية ومكانية اشعرته بأن الاسلام دين عالمي,, وقصد به ان يكون عالميا في اساسه,, واشار (هوفمان) الى ان عام 620م قام الرسول صلى الله عليه وسلم بارسال العديد من الرسائل قبل ان يفتح مكة يدعوهم فيها الى الاسلام,, ويوضح في هذا السياق ان (الاسلام) وعبر اربعة عشر قرنا اخذ دوره في الحياة الانسانية.
واستشهد المحاضر (هوفمان) بأن انتشار المساجد في بلاد مثل المانيا والسويد يؤكد حضور الاسلام وقوته حتى اليوم الذي يرى اننا ندرك ان الاسلام يعيش بلا امام منذ سقطت الخلافة الاسلامية للدولة الاسلامية.
ولفت انتابه الحضور الى انه لم يأت ليحكي عن الكتاب (الاسلام كبديل) وانما جاء ليوضح بعض الحقائق التي اكتشفها في بعض المؤلفات التي قرأها وقت ان كان في (المغرب) ويخص كتاب الدكتور (فوكوياما) الذي انبرى له وكتب معارضا لهذا الكتاب الذي يوضح هذا الخلط العجيب في بعض المفاهيم المنحرفة من بعض المفكرين الذين يتناولون الديانات.
واستعرض المفكر الالماني وهوفمان بعض المواقف والقصص التي حدثت له ابان اسلامه في مطلع الثمانينيات الميلادية والتي اوضح فيها المعضلة التي يتعرض لها اي انسان يهم بدخول الاسلام,.
وتساءل المحاضر عن التعريف المهم للاسلام والمسلمين والذي يتناوله اي دارس لهذه المعتقدات,, وحاول في هذا السياق ان يبين الاختلاف الذي تتعرض له بعض الرؤى والمواقف التي تواجه كل انسان حديث عهد بالاسلام.
وتناول المحاضر بعض الامور التي تخدم الحضارة في الاسلام ويلخصها (بالحرية) ويرى اننا نحن المسلمين واقعون في مأزق الحصار الحضاري,, واهمها خطورة النظرة اليهودية والصهيونية,.
واشار الى ان (العولمة) ليست غريبة على الامة الاسلامية من خلال الارقام مثلاً فالمسلمون يستخدمون الارقام الهندية والغرب يستخدمون الارقام العربية,, وهذه من وجهة نظره عولمة.
ويستطرد الدكتور مراد هوفمان في الحديث عن (العولمة) بوصفها عالما جديداً سينير العالم بالعقل الجديد الذي سينطلق لهدم بعض هذه المسلمات التي ألفها اهل الديانات الا ان الذي تصدى لها بعض الملحدين الذين ينطلقون من منطلقات مادية صرفة لا تتناول الروحانيات التي تسهم في خلق الانسان.
ويصل المحاضر الى ان العلوم الجديدة تنطلق من هذه النظرة المادية دون ماهية هذه الانجازات مثل (الكيمياء، والجاذبية، والفلك) ويرى ان هذه الحلول ناقصة في رحلة البحث عن (لغز) الوجود.
ويرى ان قضية (الاسلام في الغرب) تفاقمت بسبب عدم فهمهم للدين الاسلامي على احسن حال,, مؤكدا على ان كثيراً من المسلمين الذين جاءوا الى المانيا هم مسلمون جاءوا بمواقف مسبقة لم يستطيعوا التسامح وفهم العالم الآخر مثلا في اسبانيا وايطاليا,, واستدل بوصول بعض (اللوردات) في بريطانيا الى مكانة مرموقة وهم مسلمون وهذا مثال يرى انه جانب آخر مضيء للاسلام والمسلمين في البلاد غير المسلمة.
واكد الدكتور هوفمان ان (حقوق الانسان) تحاول جاهدة انصاف هؤلاء المسلمين الذي يأتون للبحث عن وجود وحياة بين هذه المجتمعات.
ويوضح المحاضر اشكالية اخرى تعترض طريق المسلمين وهي (نظرة الغرب للاسلام) فيما يتعلق بحقوق المرأة.
ويلخص المحاضر العديد من العناصر التي تدمر الغرب الآن وهي الدعارة والمخدرات والجريمة,, ويرى ان الاسلام في ظل هذه الظروف هو البديل فعلا.
ويشير في نهاية المحاضرة الى ان الحضارات اخذت في التراجع والانهيار ولم يبق الا الدين الاسلامي الذي يرى انه الخلاص والملاذ للأمم المغلوبة على امرها.
وفي النهاية اشار مدير المحاضرة الدكتور ابراهيم الجوير الى ان هناك العديد من الاسئلة التي تدور حول الاسلام والمسلمين,, فكان السؤال الاول جاء للحديث عن نظرة (فوكوياما) عن اللبرالية الغربية هي التي تتسيد العالم ونظرة المحاضر (هوفمان) الى ان الاسلام هو البديل,, فأجاب مؤكدا على ان الاسلام سيحقق المجد الموعود.
عبدالرحمن الانصاري كان هو المعلق الاول على هذه المحاضرة والذي صاغها على هيئة سؤال يتحدث عن (المؤامرة) وكيف يمكن ان تتشكل على نحو خطير على الاسلام,, فأجاب مؤكدا على ان الاسلام لا يمكن ان يعادي بشكل واضح وعلني إنما هناك (مؤامرة) في الخفاء يجب ان نهتم بها.
وردت الى المحاضر اسئلة تستفهم عن رحلته في البلاد العربية,, واشار في معرض اجابته الى ان رحلته الى مكة المكرمة هي الحلم الذي تكشف لي فيه البحث والقراءات في الكثير من القراءات الفلسفية من امثال ابن رشد والغزالي والفارابي,, وعلماء عرب ومسلمين.
وتكررت اسئلة الحضور حول طريقة اسلام المستشرق الالماني (المسلم) مراد هوفمان,, والذي علق بدوره على ان (قصة اسلامه) نبعت من قناعات شخصية تؤكد له ان الاسلام هو العامل المهم في بقاء الانسانية.
واشار الدكتور ابراهيم الجوير (مدير المحاضرة) الى ان اسئلة الحضور جاءت متناولة كتاب الضيف (الاسلام) كبديل ليؤكد من وجهة نظره ان جل الاسئلة التي وردت اليه في هذه الامسية هي فاحصة مدققة بأبرز ما تناوله المؤلف من قضايا في ثنايا طبعات كتابه الثلاث,, بل انه اشار الى ان الاسئلة ناقشت حتى الاخطاء المطبعية وبعض المآخذ التي ربما تجاوزها وتلافاها (المؤلف) في الطبعات التالية.
ولخص مدير الأمسية جل الاسئلة ودمج بعضها ببعض لأنه يرى انها مكررة وقد سبق للمحاضر ان تناول ابرزها,, ومن ثم علق (المحاضر) د, هوفمان بأن زيارته للجنادرية قبل عامين والتي جمعته بالمستشرق هنكتونتون والذي تحدث عن بعض (الملاحظات) التي تدور حول اختلاف في منطلقات التناول للاسلام كمعتقد ومنطلقات.
وتواصلت اجابات (المحاضر) حول فصول كتابه الذي صدر في طبعة ثالثة وحقق مبيعات متميزة جعلتها فرصة مناسبة لان تدعو (مكتبة العبيكان بالرياض) الضيف للحديث وذلك بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب,, والامانة العامة لبرامج الرياض عاصمة ثقافية للعرب 2000م.
وختم مدير المحاضرة الدكتور الجوير حديثه بالشكر للضيف والحضور,, واصلا الشكر والثناء للرئاسة العامة لرعاية الشباب ومكتبة العبيكان التي جمعته مع هذا الحضور بهذا العلم الاسلامي المرموق.
|
|
|
|
|