| الاقتصادية
نتابع اليوم حديثنا عن حمى الضخامة وسنتطرق الى حمى الاندماج وعلاقتها بالحجم الكبير للمنشآة شهدنا مؤخرا موجة اندماج عارمة تحركها الشهوة بالضخامة والحجم الكبير، ولكن!! في مسألة الاندماج هناك صفتان متباعدتان تتجاذبان هذا القرار الاستراتيجي الهام الصفة الاولى هي القوة النابعة من أثر الاحتكار وضخامة الحجم والثانية هي صفة التعقيد الناتجة عن تعقيد الهيكل التنظيمي وتعقد البيئة الداخلية وما يصاحبها من مشاكل انسانية وتنظيمية وصراعات تسببت في احيان كثيرة في فشل قرارات اندماج واعدة.
الاندماج الافقي يؤدي الى اقلال عدد المتنافسين في الصناعة والتوجه اكثر نحو الاحتكار وعندما يكون المندمجان قويين فان القوة الاحتكارية لهما تصبح مضاعفة بفعل الحجم ودمج اصول قوية ومهارات متعددة وقدرات متفاوتة مع بعضها البعض ولكن على الجانب الآخر هذه القوة هي قوة متصدعة .
فالاندماج غير المدروس او الذي لا يدار بطريقة سليمة يكون عرضة للتصدع كبيت من ورق وما زال المختصون ينبهون الى مخاطر ثقافية وسياسية اجتماعية داخل التنظيم قد تؤدي الى انخفاض الروح المعنوية وتدهور نتائج المنشأة الضخمة هذا علاوة على امور أخرى لها علاقة بالتوظيف ومناقلة المديرين ودمج ثقافتين ,, الخ.
من ناحية اخرى من الاتجاهات الادارية الرائعة والتي تعكس الاندماج يبرز بقوة اتجاه نحو التفكيك بحثا عن منشآت او وحدات اعمال متخصصة ذات حجم اصغر ومهارات وقدرات اقل لكنها متخصصة وتابعة لمنشأة واحدة هذا الاتجاه يمنح المنشأة الكبيرة التي انقسمت على نفسها قوة ولكنها ليست قوة احتكارية بل قوة مرونة وسهولة حركة وكفاءة التخصص اي انها قوة غير متصدعة خاصة اذا توفر في المستوى الاداري الاعلى Corporate level قدرات وامكانيات تنسيق وتكامل جيدة وهذا ما تتجه نحوه الآن شركة الاتصالات في خطوة صحيحة لادارة شركة عملاقة وتتعامل مع مجالات ظاهرها التشابه وباطنها التباعد والاختلاف في المهارات والمتطلبات وطرق التسويق.
|
|
|
|
|