| أفاق اسلامية
الجمعة في الإسلام لها مكانتها وعظيم شأنها، ففي صلاتها من الثواب والفضل الشيء الكثير الكثير، ولذلك فقد خصها الله تعالى في القرآن الكريم بقوله: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع,,) الآية.
وصلاة الجمعة اختصها الله تعالى بتقدم خطبة، وخطبة الجمعة أضفت على المسجد أهمية أكبر وأعظم، فنحن نعلم أن المسجد يشكل ركناً أساسياً في البنيان الإسلامي الشامخ، فهو مدرسة كبرى بحد ذاته، وهو مكان العبادة، يقول تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لاتلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله) الآية.
وبيت الله الحرام هو أول بيت وضع للناس، وثواب الصلاة فيه أعظم وأكبر، وصلاة الجمعة فيه ليست كما في غيره، مع عظم صلاة الجمعة بحد ذاتها أينما أقيمت.
إن بلادنا الحبيبة التي تقوم على أساس الدين الحنيف، ودستورها هو القرآن الكريم، وسنة خير المرسلين صلى الله عليه وسلم ، والمساجد لدينا تراها حيثما وجهت نظرك، وتلقى من الرعاية ماهي أهل له، لابل امتدت يد الخير من بلادنا لتصل كل أصقاع المعمورة، حيث بنت المملكة الغالية، وساهمت ببناء آلاف المساجد في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية، وذلك كمراكز إشعاع حضاري، تساهم في إقامة العدل والحق في أرض الله.
لقد ساهمت وسائل الإعلام لدينا في خدمة دين الله الحنيف وعلى طريقتها، وكانت مساهمتها وأعمالها كبيرة بالمعنى الكامل للكلمة، ولسنا هنا بصدد تعداد تلك الخدمات الجليلة، ولكننا سنخص بالذكر ماتقوم به الإذاعة من خلال برنامجها العام والثاني، وإذاعة القرآن الكريم من بث حي ومباشر لخطبة صلاة الجمعة من المسجد الحرام مباشرة، وهذا له أهميته الكبرى، ليست لنا فحسب، وإنما لإخواننا المسلمين في كل أرجاء المعمورة، والذين كلهم لهفة وشوق لسماع أي شيء من هذه البقاع المقدسة، كما أنها هامة حتى لغير المسلمين، وبذلك تكون كمساهمة في نشر دعوة الحق.
قد لا يشعر بعضنا بأهمية ذلك كوننا نعيش في بلاد إسلامية تطبق الإسلام بحذافيره، وبالتالي نشعر ان الخطبة من البديهيات لدينا، ولكن هناك بقاع إسلامية تفتقد كل شيء، لا بل إنها مسلوبة حتى الحرية،ولذلك يجدون في كل ما يصدر عن المملكة نسمات ربانية تعيد لهم الحيوية والحياة.
أيضاً لاننسى الفائدة التي تحصل عليها النساء في بيوتنا، وكذلك الذين يوجدون في المستشفيات، أو في السجون، أو في أماكن لا يستطيعون مغادرتها، وكذلك العديد من الفئات الاجتماعية التي تجد في خطبة الجمعة المبثوثة على الهواء مناسبة رائعة للتزود بخير الزاد.
ما أردت قوله أحبتي هو أن الخطبة حالة مستمرة، ولاتقتصر على لحظتها رغم أنها تجاري اللحظة والوقت والعصر، وهناك من الخطباء أشخاص على قدر كبير من العلم والمعرفة والبلاغة، وهناك من الخطب المنبرية خطب مميزة ومتميزة، وكلامها سيبقى مؤثراً وفعالاً على مر العصور والأزمان.
إننا ومن مساجدنا، وخصوصاً الحرمين الشريفين، بالإضافة إلى مساجد الرياض، والقصيم، والشرقية، وباقي المناطق والمحافظات، يمكننا انتقاء واختيار عدد منها، وليكن (50)، بحيث توزع على أسابيع السنة، وتبث بأوقات أخرى غير وقت الجمعة، وذلك ضمن برنامج يحمل اسم صدى المنابر، او خطبة مميزة أو دعوة الحق أو ,,,، والخيارات مفتوحة للمختصين في ذلك الأمر.
ويتم في هذا الإطار إجراء تنسيق مابين الإذاعة، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بحيث تقوم الوزارة ممثلة بفروعها باختيار تلك الخطب في كل عام، وذلك وفق شروط تضعها الوزارة، وتستطيع ذكر خطوط عامة لايختلف عليها، مثل مدة الخطبة، وبلاغتها، وقوتها، ومدى مناسبتها للواقع، ومشاكل الواقع والعصر، بالإضافة إلى علم صاحبها، وفكره ومدى تسخيره الكلمة لخدمة الدين الحق.
وضمن هذه الخطوط العريضة وغيرها يمكن ايصال الفكرة للنور، والهدف أولاً وأخيراً تقديم خدمة في سبيل الله الذي أنعم علينا بهذا الدين، دين كل زمان وكل مكان.
إن في تحقيق ذلك فوائد أخرى أيضاً نذكر منها حدوث منافسة بين الخطباء؛ كي تكون خطبهم متميزة، وكذلك بحث وتمحيص من قبل أولئك الخطباء من أجل تحصيل المعرفة والعلم والأفكار الجديدة، وفي هذا النفع كل النفع، رغم اننا نعرف مدى الجهد الذي يقوم به الخطباء حالياً، ولكننا نطمع دوماً للمزيد، ونعلم كذلك مدى العمل الذي يبذل في سبيل إعداد الخطيب، ولكن هذا لا يمنع من بذل المزيد.
إنها فكرة متواضعة نضعها بين أيديكم، ونوجهها لمن يهمه الأمر، والله من وراء القصد.
alomari 1420 @ yahoo.com
|
|
|
|
|