| محليــات
من الأدوار الإيجابية التي يؤديها الإعلام، التركيز على القضايا الاجتماعية التي ترتبط عادة بأي متغيّر اجتماعي,,,، وليكون التركيز فاعلاً مؤثراً في القضية، لا يكفي عرضه، أو الحديث العابر عنه، بل وضعه موضع الحملة بالمصطلح الاستهلاكي القريب من أذهان العامة والخاصة، كي يجذب أطراف القضية إليه، ويدفعهم للبحث في شأنه، ومن ثم بسط خفاياه، وتفنيد أجزائه، ووضع الرأي فيه موضع الإمكان لتنفيذه,,.
ومثل هذا الدور يحتاج إلى وقت يخصَّص للموضوع القضية، كما يحتاج إلى تفريغ جهود أفراد بذواتهم كي يقوموا به ويوفوه حقه، وكذلك إلى مرونة تامة في تقبل المواقف الفردية منه.
ولقد لاحظت في الآونة الأخيرة أن وسائل الإعلام تقوم بأدوار مماثلة تتعلّق بطوارىء متغيّرات المجتمع، بمثل ما تتعلق بالقضايا الكبرى التي لا تدخل في خانة الطوارىء.
ويقوم الإعلام المسموع المذياع بهذه الأدوار على شكل أكثر فعالية وإيجابية,, مما يستدعي الخاصة والعامة إلى عدم إغفال دور الإذاعة المسموعة مع زحف الفضائيات بوسائل وأساليب جذبها وتنوع مؤثراتها.
دعاني لهذا الحديث برنامج أهلاً بالمستمعين الذي تقدمه إذاعة الرياض وعلى وجه الخصوص الحلقات التي تقدم هذا الأسبوع وتنتهي بانتهاء مساء هذا اليوم تتحدث عن قضية اجتماعية طرأت لكنها ثبتت مع متغيرات المجتمع الشاملة وعلى وجه الخصوص العامل المادي، وارتفاع الأسعار، وتزايد أعداد الخريجات الجامعيات، والحاصلات على الثانوية العامة، أو الدبلومات المختصة.
هذه القضية هي عمل المرأة وتمحور السؤال في: هل عملها حاجة اجتماعية، أو تحقيق للذات؟,.
ولقد عرض الموضوع اثنان من الكفاءات الإذاعية المتميزة هما الإذاعي المثقف محمد عابس الذي عهد له بالفكر الجيد والمواكبة الدقيقة والأسلوب الواعي، والكاتبة والإذاعية المعروفة مريم الغامدي التي عُرفت بتنوع عطاءاتها، وجميل تعبيرها، ولماحيتها، وذكائها,.
الذي لفت نظري أن الموضوع على قدر حجمه أخذ بعداً زمنياً هو أسبوع من زمن البرنامج في ساعاته الست ، إذ زمن البرنامج ساعة زمنية كل مساء.
والأمر الآخر أنه قدّم بشمولية، حيث تناول الفكرة المذيعان، بينما تناول التحليل نخبة من المختصين وذوي الخبرة من أساتذة الجامعات والمفكرين نساء ورجالاً.
ولم يقف التناول في هذا الحد، ولم يُزج البرنامج القضية في ركن المختصين ويتركها في برج عاجي,,,، بل وضعها بين أيدي المستمعين على اختلاف تجاربهم، وخبراتهم، فأدلى كل برأيه,, فتنوّع التناول، وتعددت الآراء،,,,.
وكان فيما ناقشته فئة من الفتيات ما أثلج صدري، وشدّني لمواصلة الاستماع، وحفّزني كي أمنح الإذاعة لهذا البرنامج وقتاً يوافق وقت تقديمه,,.
قضية عمل المرأة من القضايا الحيوية، ولكنها تأزمت بفعل المتغيّرات العامة والخاصة في البيئة الوظيفية وما يتعلّق بها من أركان العرض والطلب وفق الحاجة والمتاح ,,.
ولأن الحديث في شأن عوامل تصاعد الحاجة إلى عمل المرأة تتزايد، فإن السؤال الذي جاءت به الشابة شمة العتيبي : لماذا تصاعدت الحاجة وتزايد التهافت على طلب العمل للمرأة يستدعي بالتأكيد دراسة متأنية تضع في أسسها: المتغيّر التعليمي، والمتغيّر الاقتصادي، والمتغيّر الاجتماعي، ولا تغفل في هذه المتغيّرات أمور: العمل للحاجة، أو لتحقيق الذات من خلال الحصول على المؤهل التعليمي، والعمل للحاجة المادية لارتفاع المعيشة والأسعار فلا تستطيع الأسر مواجهة الضرورات بدخل الرجل فقط؟ ، والعمل لحاجة المرأة لتغيّر دور الرجل من المرأة وفق المتغيّرات العامة، فتخلى عن دوره وتقاعس عن هممه تجاه المرأة؟,,, ولعل الدراسات تخرج بنتائج تؤكد أو تنفي أو تضيف لما قدّمه البرنامج,,.
وأحيي بصدق هذا التوجّه المتميز في الإذاعة,,.
وأحيي على وجه التخصيص محمد عابس ومريم الغامدي,,.
وأهنئ إدارة إذاعة الرياض لمواكبة الواقع الإعلامي الواقع المعاش في ضوء التقدم القائم وما يرافقه من متغيّرات,.
كما أشير إلى سعادة بالغة بمستوى ما قدمته نساء هذا المجتمع من فتيات وزوجات وأمهات عاملات وغير عاملات في هذا الخصوص.
ولعل ذوي الشأن في وزارة الخدمة والمؤسسات المختلفة قد أفادوا مما قدّم لتتم المنفعة ويكون للدور الإعلامي نتائجه المتوخاة.
|
|
|
|
|