سألني بكل شوق وحب استطلاع: هل أنت سعيد في حياتك الزوجية؟ فقلت له: ما هو معيار السعادة التي تسألني عنها؟ قال من واحد إلى مائة, قلت له: ألا يوجد أكثر من مائة؟ قال: يا سلام,, أكثر من مائة؟,, قلت نعم,, أكثر من مائة,, وألف,, ومليون,, ومليار,, و,, قاطعني بقوله: غريبة أغلب المتزوجين يقولون إنهم غير سعداء,, أو سعادتهم نصف,, نصف,, أو حتى معدومة,, وأنت تقول ذلك؟ قلت له: نعم يا صاحبي,, لنأخذ مثلا بعض البهارات التي تحيل الحياة الزوجية إلى سعادة مستمرة,, فاعتدل صاحبي في جلسته وبكل حماس قال لي: زدني من بهاراتك لعلك تجعل وجبتي الزوجية ذات طعم سعيد,, قلت أبشر,, أولا لنضيف المرح إلى حياتك,, أن المرح حالة من الانبساط والارتياح والشعور بالسعادة التي تخالج النفس,, وأعتقد أن هناك عدة طرق يمكن أن تبعث المرح في الحياة الزوجية ولكن قد يستغرق اكتشافها شيئا من الوقت وهي حالة تختلف طرقها وأساليبها من فترة لأخرى وذلك حين تكبر العائلة بانضمام إليها.
ومن أهم مظاهر المرح أن تحاول جهدك أن تعرف ما الذي يكدر على زوجتك وقتها السعيد فتحاول أن تخرجها من الزعل والكدر بالمرح وذلك بإخراجها من المنزل في رحلة أو نزهة وهناك تحاول معرفة سبب ذلك الضيق والكدر, كذلك أن يكون كلامك لطيفا مع زوجتك دائما,, عليك أيضا بالمناقشة الحلوة التي تحصل بعد مشاهدة التلفاز,, وكذلك التجمع حول مائدة الطعام مع افراد اسرتك,, وغيرها من الأمور قد تكون صغيرة ولكنها تجلب كثيراً من المرح.
أما البهارة الثانية التي تجلب السعادة الزوجية فهي المصداقية في التعامل مع زوجتك,, لا تكذب عليها,, حتى ولو كانت كذبة بيضاء,, فالزوجة تتقبل اي شيء من زوجها,, إلا الكذب بأنواعه,, وكذلك حاول ألا تتردد في تلبية طلباتها المعقولة,, وألا تكون بخيلا في التعامل مع زوجتك,, ودائما أشعرها,, أنها الأولى وستكون هي الوحيدة في حياتك,, كذلك لا بد ان تبدي إعجابك بكل شيء يخصها, طعامها لذيذ,, وملابسها ممتازة,, ورائحتها عطرة,, وذوقها مرتفع,, واختيارها مميز,, وهي على بعضها حلوة.
لا تنس أيضا أن تؤمن بالمثل الذي يقول: أحبك,, وأحب كل من يحبك,, وأصالح من يصالحك,, وأعادي من يعاديك,, وهذا ينطبق على أهلها,, أمها بالذات هي أمك,, ووالدها هو والدك,, وإخوانها وأخواتها,, جميعهم أسرتك.
ويجب ألا تذكر أو تتذكر أي عيب من عيوبها أمامها أو أمام أسرتها أو أسرتك,, وعليك دائما القول: ما دام معاي القمر,, مالي ومال النجوم فالزوجة دائماً تريد أن تسمع الكلمات والعبارات الممتازة,, مثل أنت ذكية,, وشاطرة,, ونشيطة,, وبالطبع جميلة,, أجمل نساء العالم قاطبة,, وألا تذكر امرأة بالخير أمامها وألا تقول: زوجة فلان طباخة بنت كلب ,, بالرغم ان العبارة الاخيرة شتيمة ولكن في نظرها إطراء.
كذلك الزوجة ترتاح من زوجها الذي يأخذها للتسوق ويضع في يدها مبلغ خمسين ألف ريال,, ويسير بجانبها عشر ساعات دون ان يصيبه الملل أو التعب أو الضجر,, لأنها بعد ذلك ستجلس إلى صديقاتها وستخبرهن أن زوجها طيب وطيب في قاموس النساء بمعنى ساذج وأنه قضى معها في السوق عشر ساعات دون أن ينبس بكلمة واحدة.
والزوجة ايضا تحترم الزوج الذي لا يطالبها بإعداد الغداء أو العشاء في المنزل يوميا,, ويكفي مرة أو مرتين فقط,, وباقي الاسبوع من مطاعم الوجبات السريعة أو يصوم استعداداً لشهر رمضان الكريم.
أعتقد أن هناك بهارات كثيرة لجعل حياتك الزوجية سعيدة,, عليك ان تبحث عنها في منزلك,, وفي مطبخك,, وغرفة طعامك,, وغرفة نومك,, وستكون سعيداً إن شاء الله,, والآن أريد أن أطرح هذا السؤال على قرائي الكرام من الجنسين: هل أنتم سعداء في حياتكم الزوجية؟ ان كان الجواب نعم,, أريد شرحاً,, وان كان الجواب لا,, أريد الأسباب,.
الدكتور محسن الشيخ آل حسان
|
