| عزيزتـي الجزيرة
اشارة الى مقالة الأخ خالد صالح الفايز بعنوان هل فارق الحياة، الارشاد الطلابي,, محاولة لإعادة النبض والمنشورة في عزيزتي الجزيرة، العدد 10252 ومن خلال موقعي في الحقل التربوي عاملا في المجال الارشادي نحو ستة عشر عاما تدرجت من مرشد طلابي الى مشرف توجيه وارشاد الى رئيس مركز التوجيه والارشاد بالمنطقة الشرقية، من خلال هذه السنوات وهذا الانشغال أجدني أقرر ما ذهب اليه الأخ خالد الفايز الذي أصاب كبد الحقيقة, فقد شخص الداء, والسؤال أين الدواء؟
لا نعلم لماذا هذا الاهمال الشديد من وزارة المعارف لحقل من حقول التربية التوجيه والارشاد يعتبر المساند الأول للعملية التربوية التي تحدث بالفصول، فلا ميزانية مالية لدعم البرامج، ولا دورات متقدمة أو مشاركة في المؤتمرات للاستفادة من أحدث المستجدات العلمية والتربوية في هذا المضمار, وعندما نستعرض برامج التوجيه والارشاد نجد انها كثيرة ولكنها فقيرة، فمن المسؤول عن ذلك؟ وهنا سوف أقارن بين ما تصرفه الوزارة على برامج النشاط الطلابي وما تصرفه على برامج التوجيه والارشاد، فقد وصلت ميزانية النشاط على مستوى الوزارة لمدة عام دراسي واحد الى 35 مليون ريال بالاضافة الى ما يصرفه رواد النشاط من المقاصف المدرسية على مستوى المدرسة، أما ميزانية التوجيه والارشاد فالله أعلم بها!! وفيما يلي بعض هموم التوجيه والارشاد:
أولاً: الدورات التدريبية:
لا توجد الا قناة واحدة لتدريب القائمين على التوجيه والارشاد من مشرفين ومرشدين، وهي دبلوم التوجيه والارشاد لمدة عام دراسي كامل، وهذا الدبلوم غرق في أعماق البحر ولم يكن معه الأوكسجين الكافي ليطفو على السطح مرة أخرى منذ بداية العام الحالي!!
ثانياً: المطبوعات والسجلات الخاصة بالعمل الارشادي:
بدأت تترنح هي الأخرى، فنجد البعض منها يباع بالأسواق حيث كان في السابق يوزع مجانا دليل الطالب التعليمي والمهني وعندما لم يجد الاقبال تم اسعافه وضخه لإدارات التعليم حتى يوزع، ومذكرة الواجبات المنزلية تحولت الى دليل اعلاني عن المنتجات الاستهلاكية!! وسجلات المرشد الجزء الأول والثاني ما زالت على قيد الحياة غير ان بقية السجلات مقبورة منذ زمن ليس بالقريب.
ثالثاً: مركز تطوير برامج التوجيه والارشاد:
وهذه هي القضية الكبرى التي قامت الادارة العامة للتوجيه والارشاد باستحداثها ومحاسبة أقسام التوجيه والارشاد بإدارات التعليم عن اقامتها ومدى العمل بها، ولكن ليتخيل المرء بأن هذه المراكز لا ميزانية لها علماً بأن بعض المناطق التعليمية انشأت مراكز للتوجيه والارشاد ذاع صيتها لما تقدمه من أنشطة وخدمات سواء للمجتمع المدرسي أو المحلي ومع ذلك لا تجد هذه المراكز من الوزارة سوى النقد وليس غيره دون محاولة للوقوف معها ودعمها بتأهيل العاملين بها بدورات متقدمة أو ميزانية مالية داعمة، فنحن في المنطقة الشرقية قمنا بإنشاء مركز للتوجيه والارشاد هو الأول من نوعه في المملكة وبدأ ينمو ويقدم خدماته للجميع بما فيهم المناطق الأخرى للاستفادة، وله موقع على شبكة الانترنت حيث سبق مواقع كثيرة تابعة للوزارة, ومع ذلك نجد ان مركز نشاط صيفي لمدة شهر واحد تصل ميزانيته الى ما يفوق خمسين ألف ريال ونحن نعمل هنا دون ميزانية مالية.
رابعاً: الأنشطة التي تقيمها أقسام التوجيه والارشاد:
لا شك ان العمل وفق برامج معدة مسبقا وتنفذ على مدار العام الدراسي يعطي دلالة ان العمل يسير وفق خطط سليمة وبطريقة منظمة، ولكن تخيل ان:
أ اقامة معرض للتوجيه والارشاد المهني على مستوى المنطقة الشرقية ويشارك به أكثر من 25 جهة حكومية وأهلية مدنية وعسكرية، ويطبع دليلا للمعرض يوزع على جميع مدارس المنطقة المتوسطة والثانوية وأيضا هذا بدون ميزانية مالية!!
ب أسبوع الطلاب المستجدين: يهدف هذا الأسبوع الى تهيئة الأطفال الملتحقين بالمدارس والمنتقلين من بيئة المنزل الى بيئة المدرسة، ويتم تخصيص ثلاثة ريالات نعم ثلاثة ريالات لكل طفل لمدة أسبوع بكل مدرسة!!!!
ج أسابيع التوعية المختلفة: ما زالت هذه الأسابيع تترنح ولم تثمر في الميدان ونحن القائمين على تنفيذها غير راضين عن مستوى تنفيذها حيث لا امكانيات مالية أو بشرية تساعد في التخطيط لمثل هذه الأسابيع حتى تأتي بثمارها المنشودة.
د المرشد الطلابي يعمل بالمدرسة ومطالب بأداء ممتاز، وينتقد من المسؤولين على مستوى ادارات التعليم والوزارة عندما يقصر أو يخطىء ولكن لا نجد الحوافز المادية أو المعنوية عندما يبدع, تخيل ان ميزانية ودخل المقصف كله في يد رائد النشاط، ومطلوب من المرشد الطلابي أن يعد لوحات ارشادية ونشرات ومحاضرات ويكرم الطلاب المتفوقين على مستوى المدرسة ويدعم المحتاجين والأيتام وهذا بدون تخصيص ميزانية صريحة ومحددة له.
وما يخفى أعظم حيث جاءت، طيبة الذكر، القواعد التنظيمية لمدارس التعليم العام، في مادتها الحادية والعشرين فقرة 14 ما نصه تدريس ما يسنده اليه مدير المدرسة من الحصص والمشاركة في أعمال مراقبة الطلاب وشغل حصص الانتظار ان هذا قتل متعمد لدور المرشد الطلابي بالمدرسة وقبلاً هو قتل للعملية التربوية، مرشد طلابي لم يمارس التدريس منذ تخرجه ويُلزم بتدريس مادة يتأسس عليها نجاح الطلاب ورسوبهم دون أن يكون لهذا المرشد دراية بالتدريس.
خامساً: الأنشطة التدريبية التي تقوم بها الأقسام:
أُستحدث هذا النشاط كبديل عن المأسوف على شبابه دبلوم التوجيه والارشاد وعند سؤال الادارة العامة للتوجيه والارشاد عن الميزانية اللازمة لتنفيذ دورة تدريبية تحتاج الى اعداد ومحاضرات ومستلزماتها وجلب محاضرين وشهادات حضور وغيرها وغيرها من ركائز أساسية ومساندة لإنجاح أي برنامج تدريبي.
تعرفون ما هي الاجابة: دبروا حالكم!! وما يؤلم في المسألة ان هذه الادارة الموقرة سوف تنتقد وتلوم في نهاية العام الدراسي عن عدم اقامة برامج تدريب للمرشدين, وفي المقابل نجد ان قسم النشاط يقيم دورة لمدة يومين لرواد النشاط بميزانية من الوزارة بمقدار تسعة عشر ألف ريال؟!!
سادساً: اللقاءات الدورية لمشرفي التوجيه والارشاد:
تعمل الادارة العامة للتوجيه والارشاد على تقسيم الادارات التعليمية بالمناطق والمحافظات على مجموعات وتكلف بعض المناطق باستضافة اللقاء، وكالعادة، بدون ميزانية مالية تساعد القسم المضيف على تهيئة اللقاء على أكمل وجه, وما يحزن أن أكثر قرارات وتوصيات هذه اللقاءات مصيرها الحبس في الأدراج، وعلى حد علمنا القاصر لم يكن لأي قرار أو توصية من تفعيل منذ بدء هذه اللقاءات!! ولا نعلم حتى لحظتها من المسؤول؟!
سابعاً: في آخر لقاء لمشرفي التوجيه والارشاد بالعام الماضي سمعنا خبرا أثلج الصدور من الأخوة بالادارة العامة للتوجيه والارشاد بأنه مع مطلع العام الدراسي 1421/1422ه سوف يكون هناك لقاء مباشر مع معالي الوزير لننقل له همومنا ومشاكلنا,, وبدأ العام، والأيام تمضي وحتى كتابة هذه السطور لم نتلق ما يخبرنا بموعد هذا اللقاء,,!
والله من وراء القصد.
ابراهيم الصيخان الدمام
|
|
|
|
|