| عزيزتـي الجزيرة
إن من بين الأخطار الكثيرة التي تتهدد البشرية المعاصرة، ثمة خطر قد لا يكون بنفس حدة,, الأخطار الأخرى ولكنه قلما يمتاز عنها من حيث ابعاده وقوته، إن هذا الخطير يدعى نقص الموارد الخام .
يقول أرباتوف في كتاب نقاشات حول المستقبل إن الموارد الطبيعية التي يستخدمها الإنسان تتجلى الآن، بوضوح متزايد أبداً، بمثابة موارد مترابطة فيما بينها تؤلف المحيط الحيوي, ولدى ذلك فإن استثمار أحد انواع الموارد يؤثر على حالة موارد أخرى، وان احتمال استبدال أحدها بآخر يغير تغييراً جوهرياً تصورنا عن مدى توفر هذه الأنواع منها أو تلك.
وأهم خاصية للتقدم العلمي التقني والاجتماعي في هذا العصر هي إقرار الرأي العام بضرورة إيجاد حل لمسائل مهمة مثل: توفير الطاقة والموارد والمواد الغذائية وحماية البيئة، وغير ذلك من المسائل لا ضمن إطار بلد بمفرده أو منطقة بمفردها وحسب، بل أيضا على نطاق الكوكب الأرضي كله.
إن إدراك البشرية الطابع العالمي لهذه المسائل يتطلب إعادة النظر فيها مع الأ ذ بالحسبان كل مدى تعقد وترابط النواحي التي تؤلفها، ويتطلب بالطبع مستوى جديداً نوعياً للتعاون الاقتصادي والعلمي التقني على النطاق الدولي.
يقول اميروف: ومن بين المسائل ذات الأهمية العالمية العامة يحتل مكانا هاماً تأمين البشرية بالموارد الطبيعية، وكذلك استخدامها بصورة رشيدة, وهذا أمر طبيعي تماماً، لأن الموارد الطبيعية تشكل المصدر الأساسي للاشياء التي تضمن الحياة، ولمختلف المواد والطاقة, إن تقدم الحضارة مرتبط ارتباطاً وثيقاً باستثمار أنواع جديدة من الموارد الطبيعية، ولذا، فإن مسألة كيف تتطور البشرية، تتوقف بدرجة كبيرة على مدى توافر مواردها.
والمسألة المهمة التي تؤثر على مدى توفير الخامات المعدنية هي التأثير المتعاظم للتقدم العلمي التقني على قطاع الخامات المعدنية في الاقتصاد, ففي ظل الثورة العلمية التقنية التي شملت جميع فروع الاقتصاد المعاصر أخذت تظهر تطورات نوعية في البنية الاقتصادية للمجتمع.
لذا، فإن أخذ التقدم العلمي التقني في الحسبان لدى تقويم مدى توافر هذه الأنواع من الخامات أو تلك، يجب ان يشمل ليس فقط معطيات عن الموارد الصالحة للاستغلال والموارد الجاري استغلالها حالياً والاتجاه التقليدي للاستهلاك، بل كذلك معطيات عن الميادين الجديدة لاستخدام الخامات المعدنية ومختلف التغيرات الطارئة على فروع الاقتصاد القائمة.
إن اقتصاد كل بلد يتغذى حالياً بالثروات الطبيعية لكل الكوكب الأرضي، وهو من هذه الناحية اقتصاد عالمي تماما، وإن ميزته هذه تتعزز بسرعة لا تصدق، ويصعب على المرء ان يتصور كيف تتجلى حتى في عام 2000م.
ولذا، نأمل ان يتم اكتشاف مكامن جديدة ومعالجة ظهور اقتصادية، وتنظيم الاستخدام للموارد الطبيعية.
يقول شاكاي: في العقود الأخيرة من السنين اصبح قطاع الخامات المعدنية يضطلع بدور أكبر في اقتصاد العديد من البلدان النامية, وعلى الرغم من أن مقدار انتاجها في الكثير من أنواع الخامات، ما يزال يتخلف عن انتاجها من قبل البلدان المتطورة، فإن دور هذا القطاع في البلدان النامية يتسم بأهمية خاصة، لأن القسم الغالب من الخامات التي تنتجها معد للتصدير.
إذن، يمكن القول إن قطاع الخامات المعدنية يضطلع بدور هام في اقتصاد المجموعات الأساسية لبلدان العالم المعاصر, غير ان دور هذا القطاع في مختلف الدول متباين, فهو يشكل، بالنسبة، لبعضها محفزاً رئيسياً للتنمية الاجتماعية الاقتصادية، وبالنسبة للدول الأخرى معيقاً كبيراً للنمو الاقتصادي، وبالنسبة لدول ثالثة ينطوي دوره على التحفيز والإعاقة بنسب معينة.
ويغدو واضحا للعيان، توقف تأمين الخامات المعدنية على حل مسائل التوتر الدولي وتخفيض التسلح، ونزع السلاح، ووقف التبذير والهدر في الموارد والخامات.
إن مجموعة هذه المسائل، تعين مسبقاً، الطابع الشمولي، وإمكانية إيجاد البدائل، لسبل حل مسألة تأمين الاقتصاد مستقبلاً بالخامات المعدنية لتلك السبل التي توجد في تشابك أهم مسائل التنمية الاجتماعية والاقتصادية المعاصرة.
د, زيد بن محمد الرماني عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|