أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 10th November,2000العدد:10270الطبعةالاولـيالجمعة 14 ,شعبان 1421

تحقيقات

شوارع بلا إنارة ولا أرصفة وشح في المدارس والمستوصفات
حي العقيق يئن تحت وطأة الإهمال
الأحمري: عدم وجود إشارات مرورية أو إنارة أدى إلى وقوع العديد من الحوادث المرورية
المطرودي: 80% من الحي اكتمل ولم يطرأ ما هو جديد على الخدمات الصحية
* تحقيق: ثامر السحيمي وغازي القحطاني
رغم ما تتمتع به مدينة الرياض من خدمات ومعطيات حضارية شاملة لكافة احيائها وذلك بتكاتف وتضافر الجهود بين اجهزة الدولة حتى وصلت العاصمة الى ما وصلت اليه من تقدم وتحضر في كافة احيائها المترامية الأطراف الا انه وخلال العقود الأخيرة ظهرت احياء جديدة وهي بدورها تنشد نصيبها من العناية والاهتمام ومن هذه الاحياء حي العقيق شمال الرياض الذي يشكو سكانه من قلة عدد من الخدمات، وهنا وعبر هذا التحقيق استضفنا عدداً من سكان هذا الحي وألقينا الضوء على احتياجاته وما يعانيه من نقص في الخدمات والاهتمام فإليكم هذه الحوارات مع قاطني حي العقيق الذين تحدثوا للجزيرة عن معاناتهم, ومطالبهم عبر السطور التالية:
< التقينا بداية مع احد سكان الحي المواطن/ سعد مشبب الأحمري وشرح لالجزيرة بأنهم يواجهون عدة مشاكل يعانون منها حيث ذكر أن الحي يعاني لأكثر من عشر سنوات من عدم وجود مركز صحي يخدم الحي وسكانه، واضاف بقوله ان الحي تنقصه النظافة خصوصاً عند كل زاوية في داخل الاحياء تجد مخلفات البناء تملأ المكان وهذا منظر غير حضاري ومخالف لتعليمات البناء.
واضاف ان الزفلتة داخل الحي جيدة ولكنها تفتقد الى عدد كبير من اللوحات الارشادية المرورية وكذلك لا توجد ارصفة تنظم عملية السير داخل الحي أوخارجه في الطرق التي تؤدي الى محافظة الدرعية.
واضاف ان المركز الصحي حاليا مجرد ارض مسورة فقط ونحن ننتظر بفارغ الصبر حتى تفي وزارة الصحة بوعدها لحاجتنا الملحة والماسة لهذا المرفق الهام.
كما اضاف أن الحي بحاجة الى إنارة للطرق جميعها وهذه المشكلة تسبب كثيرا من الحوادث بشكل اسبوعي وهنا تظهر مشكلة الحي في عدم إنشاء مستوصف حيث نضطر الى نقل المصابين لمستوصف المحمدية او مستوصف محافظة الدرعية او احد المستشفيات الخاصة القريبة.
كما لا توجد مدارس حكومية كافية لتخدم اطفال الحي وفوق كل ذلك يوجد زحام شديد في التسجيل ولا توجد سوى مدرسة واحدة للمرحلة الابتدائية ومدرسة للمرحلة المتوسطة ومدرسة للمرحلة الثانوية وهذه المدارس تخدم كل سكان الحي نفسه والاحياء القريبة منه مثل حي حطين والصحافة وغيرها وإضافة إلى ذلك نصطدم بعدم وجود مدرسة للبنات للمرحلة الابتدائية وإنما وجود لباقي المرحلتين في مبان مؤجرة وليست حكومية لا تتسع الا لعدد قليل من الطالبات داخل الحي هذا خلاف الطالبات من خارج الحي نفسه.
واردف القول ان بقايا التعمير وتواجدها بكثرة في الحي هو بسبب اهمال الشخص نفسه زاد على ذلك إهمال مراقبي النظافة لمثل هذه التصرفات اللا مسئولة.

بلا إنارة
وفي مكان آخر من الحي التقينا بالمواطن عبد الرحمن نفاع الحربي حيث قال ان من اكبر المشاكل التي نعانيها هنا هو عدم وجود انارة في شارع الابراج الشارع الرئيسي بالحي وهو يعتبر همزة الوصل الرابطة بين العقيق ومحافظة الدرعية وفوق ذلك نلاحظ عدم الزفلتة الجيدة في الطريق بالاضافة الى عدم وجود لافتات إرشادية وفي هذا الطريق بالذات تكثر الحوادث المؤلمة.
ففي احدى الليالي تعطلت سيارة احد السائقين وتوقف على جانب الطريق وكانت هناك سيارة منطلقة بسرعة ولم يستطع ان يرى السيارة المتعطلة خلف المرتفع الشديد وما ان نزل من المرتفع حتى ارتطم بالسيارة المتعطلة مما ادى الى وقوع حادث مؤسف نتج عنه وفاة السائق وتسبب ايضا في اختناق السير حتى وصل المرور والاسعاف من حي المحمدية البعيد عن مكان الحادث.
وتطرق الحربي في حديثه للجزيرة حول مخلفات البناء المترامية في جميع الحي دون اهتمام من اصحاب المنازل وعدم اهتمام البلدية بالأمر وعدم اصدار مخالفات لهم لرميهم المخلفات كما اردف القول ان البلدية امرت بأن لا تكون مخلفات البناء بارزة بل يجب تمهيدها وتسويتها فقط وهذا يسبب مشكلة اخرى وهي على صاحب الارض الاخرى دفع مبلغ إضافية فوق سعر الارض لازالة هذه المخلفات عن ارضه.
ويقول نحن نعاني من الازدحام الكبير في المدارس خصوصا مدارس البنات التي لاتتسع لعدد كبير من طالبات الحي ولذلك نضطر الى تسجيلهن في مدارس في وسط المدينة بعيدة عنا ونعاني مشقة كبيرة في إيصالهن الى المدارس وارجاعهن وهذا غريب وخصوصا ان هذا الحي يعتبر من الاحياء الحديثة وتكثر فيها الاراضي الصالحة لبناء مدارس كبيرة تتسع لعدد كبير من الطالبات وايضا للطلاب سواء في حي العقيق او الاحياء المجاورة له.

أين اللوحات الإرشادية
وسألنا احد سكان الحي وصاحب احد مكاتب العقار والمقاولات وهو المواطن سليمان عبد الرحمن المطرودي حول رأيه في المشاكل والخدمات التي تنقص حي العقيق حيث اجاب بأن الشوارع التجارية التي تعتبر شريان حي العقيق تنقصها الانارة في الشوارع وكذلك لا يوجد ارصفة على جنبات الطريق وفي الليل تصبح المشكلة كبيرة خصوصا الذي يدخل الحي لاول مرة حيث لا توجد لوحات ارشادية ولا يوجد اشارات مرورية في الشوارع الكبيرة مثل شارع الثمانين الذي هو شريان الحركة الدائمة في الحي وكذلك لا توجد لوحات تبين اسماء الشوارع واضاف انه هو شخصيا يعاني من هذه المشكلة حيث يقع في هذا التقاطع عدة حوادث مؤسفة تؤدي الى الوفاة ويقول انه وضع لوحات ارشادية على حسابه الخاص لتحذير السائقين من هذا التقاطع وتخفيف السرعة ولكن بعد مرور فترة اكتشفت انها اختفت ومايزال هذا التقاطع يشكل خطرا محدقا للسائقين وللمارة من سكان الحي.
واضاف ان الحي يعاني من عدم وجود صرف صحي مجاري وكثرة طفح البيارات في الحي حيث تظهر رائحة مزعجة تعم الحي بأكمله.
وحول قضية المدارس اجاب ان المدارس الموجودة حالياً مدارس مؤجرة وليست حكومية ولا تسمح باستيعاب طلاب الحي وكذلك طالباته.
وذكر ان 80 % تقريبا من الحي قد انشأ ولم تتطور الخدمات ولم يتم افتتاح مستوصف ونحن نعاني من هذه المشكلة منذ بدء إنشاء هذا الحي واردف القول بان الحي يعاني ازعاجا دائما من شاحنات النقل التي تخترق وسط الحي عن طريق الابراج للوصول الى محافظة الدرعية وهذا الشارع ليس جيد الزفلتة.

مدارس البنات مطلبنا
ثم التقينا المواطن زيد البقمي الذي شرح لنا المشاكل الموجودة في الحي بصفته من اوائل سكان هذا الحي حيث قال تنقصنا في الحي مدارس البنات حيث لم يتم تجهيز مدارس لهن مشتملة على جميع المراحل، بل يوجد مدرسة واحدة مستأجرة ولا تكفي لطالبات الحي، واستمر بقوله بأن الحي لا يوجد به تصريف للسويل خلال موسم الامطار حيث نعاني من مياه الامطار التي تعيق حركة السير وتغلق بعض الطرق خصوصاً ان الحي يقع في منطقة منخفضة وتتجمع فيه مياه الامطار من كل النواحي كما لا يوجد مجار في الحي وهذا يسبب ازعاجا لنا من حيث الطفح المستمر لهذه البيارات وينتج عن ذلك ظهور روائح مزعجة طول الليل تعم الحي بأسره وكذلك في اماكن بعيدة عن المباني القليلة حيث للأسف يقوم اصحاب (وايتات) الشفط بتفريغ حمولاتهم في الحي بعيداً عن نظر الناس والمسؤولين دون اعتبار لقاطني الحي ومراعاة الله اولاً قبل مراعاة صحة وسلامة الناس.
واسترسل في شرح معاناتهم بانه لا توجد مستوصفات ومراكز حكومية وبأن مشروع المستوصف الحكومي هنا قابع لأكثر من 20 عاماً دون حراك حيث لم يستجد في أمره جديد.
وهذا يشكل معاناة لنا من حيث نقل المصابين أو اذا اراد شخص الذهاب الى المستوصف من أجل ان يتطبب فانه اما يذهب الى المستوصفات الاهلية القريبة او الى مستوصف حي المحمدية الذي بدوره يعاني من ازدحام شديد من سكان حي المحمدية والاحياء المجاورة له أو الى مستوصف الدرعية وهنا نواجه مشكلة حيث يرفض المستوصف بعض الأحيان معالجة المرضى بدعوى أنهم ليسوا تابعين لهم, واضاف أن الزفلتة في الحي جيدة ماعدا بعض الشوارع العامة مثل شارع الابراج وكذلك لا توجد مطبات عند بعض التقاطعات الخطرة التي يحصل فيها دائماً حوادث خطيرة مؤلمة.

تجمع المياه
كما التقيا احد المواطنين من سكان الحي وهو المواطن محمد ناصر البقمي الذي قال إن الحي يعاني من عدم وجود مساجد كبيرة والمساجد الموجودة حالياً مبنية على حساب أهل الخير والمحسنين واضاف بقوله ان الحي يعاني من مشاكل الزفلتة الرديئة وكذلك لا يوجد زفلتة في بعض المناطق من الحي حيث تجد بعض الطرق ترابية ووعرة وايضا في موسم الامطار تظهر مشكلة وهي انسداد الطرق والمخارج الى الاحياء الأخرى أو حتى محاولة الخروج من الحي نفسه.
واستمر بقوله اننا نلاحظ ان بعض اصحاب المنازل يعانون من انخفاض مستوى الشارع المجاور للمنزل وهذا بطبيعة الحال يكبد صاحب المنزل عناء تسوية الارض مع الشارع وقد تصل التكلفة الى أرقام خيالية في سبيل إصلاح ذلك الخلل ولكن من ناحية اخرى لايستطيع رفع مستوى الشارع الذي يكلف ارقاماً مرتفعة كذلك وهذا يوجد مشاكل للفرد نرجو من البلدية محاولة المساعدة في حل هذه المشكلة خصوصاً ان الشخص قد يكون ذا امكانيات مادية ضعيفة وهذا يشكل معضلة لتحقيق الفرد لأحلامه وهي ملك مسكن شخصي.
ومن ناحية اخرى فان الحي لا توجد به لوحات إرشادية ولا إشارات مرورية لتنظيم حركة السير داخل الحي وكذلك لمحاولة تخفيف نسبة الحوادث التي تحصل بشكل شبه يومي.
وذكر ان احد المشاكل التي يعاني منها سكان حي العقيق هي عدم وجود مرافق صحية حكومية علماً بانه يوجد ارضية مسورة وضع عليها لافتات تشير الى ان هذه الارضية سيقام عليها مستوصف حكومي ولكن حتى الآن منذ أكثر من 20 عاما لم تحرك الارض ولم يتم شيء من اجل انشاء هذا المستوصف الذي ننتظره بفارغ الصبر اي خطوة للإمام, واسترسل في شرح معاناته وهي عدم وجود مدارس حكومية للبنات لاستيعاب اكبر قدر من الطالبات انما الموجود هي مدارس مستأجرة لا تتسع لجميع الطالبات من داخل الحي ولذلك نضطر الى الذهاب لتسجيلهن في احياء داخل المدينة وهذا يشكل عناء لنا جميعاً.

أين نذهب بأطفالنا؟!
كما التقت الجزيرة بالمواطن وليد المحسن من سكان الحي والذي تحدث اولاً عن افتقار الحي للمستوصفات والمراكز الصحية والتي اصبحت هاجسا يؤرق منامنا جراء افتقاد هذه الخدمة الحيوية الهامة لما نعانيه من اصابة اطفالنا في انصاف الليالي مما يحدونا الى الذهاب بهم إلى الاحياء المجاورة والتي تنعم بهذه الخاصية كما نعاني من عدم وجود المجاري وتصريف السيول والتي من المستحيل ان تمر بشارع الا وصهاريج الإزالة تعمل فيه.
وتحدث في هذا الجانب ايضا عبدالعزيز الفاضل الذي تطرق الى افتقاد هذا الحي لجل الخدمات العامة, حيث نعاني من عدم وجود المجاري والصرف الصحي مما سبب لنا الأذى والتضرر وكذلك الاهتراءات التي أصابت طبقة الأسفلت جراء خروج المياه وعبورها الى مناطق بعيدة جداً كذلك افتقاد هذه الشوارع الى الأرصفة وتراكم تلال المخلفات والتي لا ادري كيف وجدت على هذه الصورة واين عين الرقيب منها وهل فعلاً هذا الحي موضوع في عين الاعتبار على انه من الاحياء التي أصبحت تستقطب اعداداً هائلة من السكان والاعتناء به اصبح من الامور الملحة.
واستوقفنا احد سكان الحي منصور السبيعي الذي تحدث عن وضع الحي في كونه يفتقد لاحد اهم الاسباب الحيوية التي يزخر بها أي حي آخر فبالاضافة إلى افتقاد الحي للصرف الصحي وتصريف السيول وإنارة الطرق ورصفها فإن هناك مشكلة كبرى تمحورت في عدم وجود جوامع وإنما اقتصر ذلك على وجود مساجد مؤقتة بسيطة الإنشاء يعود الفضل في إنشائها لله سبحانه ثم الاهالي الحي ممن اضنتهم مشقة الذهاب الى مساجد الأحياء المجاورة بالسيارات كما نعاني من عدم وجود مدارس كافية.
وتحدث ايضا حمد الدوسري وهو من قاطني هذا الحي تحدث ايضا عن مشكلة تزاحم التلاميذ في المدرسة حيث يوجد في الحي مدرسة ابتدائية واحدة ومثلها متوسطة وثانوية ونظراً للكثافة السكانية من قبل سكان الحي أنفسهم ولعدم استيعاب مدرسة واحدة فإن هناك توافد من قبل سكان حي الصحافة وحطين على هذه المدرسة مما سبب لأطفالنا الزحام جراء تراكم التلاميذ بكثافة في الفصل الواحد.
كذلك عدم الاعتناء بالطرقات من حيث الإنارة والرصف وعدم تصريف المياه والتي تظهر بوضوح في كل شارع.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved