| شرفات
ظلت الكاتبة السودانية نفيسة الشرقاوي تكتب لمدة عشر سنوات قصصاً, بأسماء مستعارة كان أشهرها اسم أم أحمد، وكادت أن تفقد أسرتها في المرات التي نشرت فيها أعمالها باسمها الحقيقي ولكنها تغلبت على كل ذلك بالعلم والثقافة ومزيد من الابداع حتى احتلت مكانة رفيعة على الساحة الأدبية والثقافية في السودان.
فازت بالمركز الأول في مهرجان الثقافة بالخرطوم عام 1997م، ومنحها الرئيس السوداني عمر البشير وسام الجمهورية نوط الجدارة كما كرمتها جمعيات الإعلاميات السودانيات عام 1999م تقديراً لإسهاماتها الكبيرة، وقال عنها الشاعر السوداني الكبير محمد الملكي إبراهيم الأديبة المقتدرة أم أحمد تكتب أدبا ناضجاً وابداعاً متمكناً وهي تمتلك اسلوبا مميزاً في الكتابة ولها قضية تدافع عنها.
تشغل أم أحمد (اسم شهرتها) منصب مدير الثقافة والإعلام بولاية البحر الأحمر بالسودان كما شغلت من قبل رئيس اتحاد الأدباء والفنانين بنفس الولاية.
وإلى جانب كتابتها للقصة القصيرة لها العديد من المؤلفات والدراسات في مجال الإعلام والقومية والوحدة السودانية ومن مؤلفاتها في هذا المجال الإعلام الاقليمي القومية السودانية والوحدة الوطنية ولها دراسة قيد النشر حول دور الإعلام في المملكة العربية السعودية.
التقت بها (الجزيرة) وكان هذا الحوار:
* هل تتعارض طبيعة عملك الرسمي مع كونك مبدعة وكاتبة؟
لا تعارض هناك فأنا أعمل مدير للثقافة والإعلام لولاية البحر الأحمر ببورتسودان وهذا العمل له أعباء كثيرة ويحتاج لإمكانات وجهود لمخاطبة الجماهير في القرى واقامة القوافل الثقافية ولكن هذه المهام تساعدني أيضا في عملية الابداع وتوليد الافكار والاحتكاك بالواقع، كما نقوم بعمل التغطيات الخبرية لولاية البحر الأحمر كما نصدر نشرة اخبارية يومية ومجلة أدبية اسبوعية وكذلك قمنا الآن بإعادة تأهيل مسرح الثغر ونشارك في إعداد وتقديم برامج الإذاعة الاقليمية التي تم انشاؤها عام 1994 وهي تسمع في جدة واليمن واقدم فيها برنامج لحظة من فضلك وهو عبارة عن لقاءات مع المبدعين والمثقفين في الوطن العربي.
* لماذا أطلق عليك لقب أم أحمد؟
هذا اللقب ارتبط بي منذ خمسة وعشرين عاما، فقد كانت التقاليد السودانية تحد من الكتابات الصريحة للمرأة فقمت بإخفاء اسمي الحقيقي والكتابة باسم مستعار خوفاً من غضب الأسرة وبعد أن تطورت أحوال المرأة السودانية أصبحت أكتب باسمي نفيسة الشرقاوي وإلى جانبها أم أحمد فهو اسمي المعروف لدى القراء منذ عام 1962 حينما كتبت أول خواطر وجدانية اشبه بالشعر في جريدتي الرأي العام والأيام واستمررت في هذا النوع من الكتابة حتى أصبحت أكتب القصة القصيرة وكانت تنشر في الصفحات الثقافية لجرائد المملكة العربية السعودية منها عكاظ والمدينة والجزيرة ومجلة اقرأ، حيث كنت أراسلهم من بورتسودان كونت صداقة مع كاتبة قصة قصيرة من مكة المكرمة معروفة باسم نجاة الملاح ثم تقابلت معها أثناء تأدية مناسك العمرة وتفاكرنا معا في هموم المرأة العربية خاصة نشاط المرأة السعودية ومشاركتها في العمل العام.
الأديبة السودانية
* هل أخذت المرأة السودانية الأديبة مكانتها الآن وتستطيع ان تكتب بحرية؟
تبوأت المرأة السودانية الآن مكانة معروفة في الأدب خاصة الشابات، حيث تكثر كتابتهن في الصحف فهناك الشاعرة نجلاء عثمان عمرها 22 سنة تكتب الشعر في جريدة الخرطوم بقلم وثقافة رجل تجاوز الخمسين من عمره كما ان شعرها فيه روح العصر ونمطية جديدة وأشاد بها أستاذنا عيسى الحلو والكاتب يحيى فضل الله وهناك كاتبات القصة والرواية منهن سلمى الشيخ سلامة وبثينة خضر مكي وصحفيات كثر, ولكن انتاجهن قليل.
وهذا يرجع إلى ان المجتمع السوداني يصرف المرأة عن الإبداع والكتابة المستمرة لكثرة المجاملات والمشاركة والأفراح والأتراح وهذا يجعلها تنصرف عن القراءة والاطلاع وبالتالي القلة في الكتابة وحتى هذه الكتابة قليلة غير معروفة لقلة وسائل النشر السودانية وغلاء أسعار الطباعة وحالتي خير شاهد على ذلك فلدي سبع مجموعات قصصية لم أستطع طباعتها على نفقتي الخاصة ولذا قمت بنشر بعضها في الصحف والباقي أغلقته في أدراجي!! والآن بعد حضوري إلى القاهرة توفقت في إبرام عقد مع الهيئة المصرية العامة للكتاب لطباعة قصص قصيرة بعنوان شموع تحترق وهي تدور حول انعكاس شرائح المجتمع السوداني ومعاناتهم خاصة المرأة الريفية بسبب التقاليد فهي ما زالت تجبر على الزواج من ابن عمها أو ابن خالها وقد تناولت كل قضايا المرأة السودانية بجرأة وعندما قمت بنشر هذه القصص بالصحف السودانية احدثت ضجة وسط الأسر السودانية وقاموا بالهجوم علي وقالوا ان الذي كتبته لا يحدث في المجتمع واعتقد أنهم يقومون بذر الرماد في العيون لأني أكتب الحقائق والواقع.
إشكالية النشر
* تبوأت منصب رئيس اتحاد الادباء لدورتين بولاية البحر الأحمر فهل الاتحادات تستطيع ان تحل إشكالية النشر للمبدعين؟
اتحاد الأدباء في الماضي لم يلعب دوره المناط به فاتحادنا به خمس روابط هي المسرحيون والتشكيليون والأدباء والفن الشعبي والفن الحديث فهو اتحاد فريد من نوعه كلنا في مبنى واحد ويجمعنا دستور ومالية واحدة وأثناء دورتي عجزت عن حل مشاكل المبدعين لضعف الميزانية وأصدرنا مجلة إبداع لنشر أعمالنا لتوزع على مستوى محافظة البحر الأحمر ولكن للأسف بعد فترة قصيرة توقفت ولأننا في أقصى الشرق لم يقرؤها من في الخرطوم أو المحافظات الأخرى وهذه مشكلة السودان ان مبدعي الأقاليم يتعرف عليهم بالمصادفة ففي عام 1997 اتحاد الأدباء والفنانيين بولاية البحر الأحمر شارك في مهرجان الثقافة الرابع بالخرطوم ففزنا في جميع مجالات الإبداع وحصدنا الكثير من الجوائز وتم تكريمي كامرأة مبدعة من قبل الرئيس عمر البشير وحصلت على نوط الجدارة.
* ما رأيك في كتابات المبدعات العربيات ,,,؟
كل عام تقريباً أزور القاهرة من أجل ارتياد مكتباتها وأقوم بتجميع كل الكتب الجديدة وأتعرف على كتب المرأة وكتاباتها منهن غادة السمان وسلوى بكر وأحلام مستغانمي وليلى العثمان ويمنى عيد ووجدت المرأة العربية الحمد لله قفزت قفزات رائعة خاصة في كتابة الشعر والقصة القصيرة فلدينا الشاعرة المتمكنة سعاد الصباح فسبحان الله هذه السعاد أعطاها الله المال والجمال والموهبة,
ومن السودان أقرأ لملكة الدر محمد التي كتبت في ظل مجتمع مغلف بتقاليد يحظر كتابة المرأة فتحدث ذلك فكانت أول سودانية مبدعة للقصة والرواية.
|
|
|
|
|