| ملحق البيعة
خلال العشرين سنة الماضية شهدت المملكة العربية السعودية أحداثاً,, كما عايشت أحداثا أخرى سياسية، واقتصادية، وتنموية,, فمن حربي الخليج الأولى والثانية إلى الحرب الافغانية, ومن ارتفاع أسعار البترول إلى انخفاضها.
إلى غير ذلك من الأحداث والوقائع التي تشكل في مجملها عناصر التاريخ لتلك الحقبة تُميِّزُها عن غيرها,, ولقد مرت المملكة في هذه المرحلة الزمنية، واستطاعت بحنكة القيادة ان تفرض لها موقعاً هاماً فيما بين دول العالم على المستويين الداخلي والخارجي,, فعلى الصعيد الدولي,, فإن ثقلها الدولي جعل لها مكانة فيما بين الدول العربية، والإسلامية، والعالمية,, بحيث يُعتدُّ برأيها في الصراعات الدولية، ويُنشَدُ تدخلها في كل الصراعات الاقليمية,, ومكانة مثل هذه التي حظيت بها المملكة ما كانت لتتحقق إلا بتوافر عناصر هيأتها لتلك الريادة وفي مقدمتها حنكة وحكمة القيادة، ومصداقية التوجه، ونبل الأهداف، والاستقرار السياسي في خضم هذه الإشكاليات المعاصرة والتي عصفت بالكثير من الدول,, فحتى في أحلك الظروف التي مرت بها المملكة إبان حرب الخليج الثانية لم يتأثر القرار السياسي في مصداقيته، وواقعيته، وسمو أهدافه, بل اصبح أكثر اتزاناً، وهدوءاً نظرا لما تمليه ظروف تلك المرحلة إبان تلك المشكلة,, وإن مراجعة المواقف التي تبنتها الدول خلال هذه الحرب تؤكد ليس فقط ثبات موقف المملكة، بل مصداقيته ووطنيته في حين تتبدل مواقف بعض الدول فيما بين كل عشية وضحاها,, أما على الصعيد الداخلي، فخلال حقبة العشرين عاما التي مضت استمرت قافلة التنمية تسير وفق الخطط الخمسية بل وأحيانا تتفوق عليها، إن في القطاع العام أو في القطاع الخاص,, وبتوجيهات حكيمة من قيادة هذه البلاد فإن مسيرة التنمية في البلاد ظلت تسير وفق برامجها بمنأى عن تلك الإشكاليات العالمية المحيطة بالمملكة,, وبفضل هذه السياسة الحكيمة تشهد المملكة في الوقت الحاضر هذه النهضة التنموية في شتى مجالات الحياة,, مما مكنها من مسايرة ركب الحضارة العالمية متمسكة بمبادئها، وقيمها,, وتلك ميزة تفردّت بها هذه البلاد,, فقلما تجد مجتمعا تشبع بالحضارة المعاصرة إلا وكانت الضحية المبادئ، والقيم لهذا المجتمع,.
إن هذا الموقع العالمي الذي تحتله المملكة في هذا العصر إنما هو نتاج مجموعة من العوامل على مختلف الأصعدة الدولية والداخلية أسهمت بالتالي في تحقيق هذا السبق العالمي,, ومن خلال هذه المعطيات نستخلص الثوابت التي تميز القرار السياسي على الصعيدين الداخلي والدولي في المملكة العربية السعودية خلال العشرين سنة الماضية، حيث أكدت هذه المعطيات استمرارية حنكة وحكمة القرار السياسي، ومصداقيته، وواقعيته,, وبالتالي فإنه في أحلك الظروف وأشدها لم يتأثر بالمتغيرات الشكلية أو بإرهاصات الإعلام المشاكس,, ولقد كان لهذا التميز في القرار السياسي أثره البارز في الاستقرار السياسي,, مما ولّد مناخاً مناسباً لاستمرارية البناء التنموي الداخلي في ظل معطيات هذا العصر التي تسابق الزمن,, فكانت هذه المخرجات التنموية التي يشهدها الوطن، وينعم بها المواطن,, بجانب المكانة الدولية المرموقة التي حظيت بها المملكة العربية السعودية.
ودمت يا وطني شامخاً عزيزاً وأهلُك قيادة وشعباً بكل خير,.
* وكيل إمارة منطقة القصيم المساعد للشؤون الأمنية
|
|
|
|
|