| مقـالات
مركز الملك خالد الحضاري، الذي يُمثل الدارة الرائعة للبرج السياحي لمدينة بريدة، هذا الموقع المتميز بصالاته وقاعاته وحدائقه، هو من أثمن وأغلى الهدايا التي حظيت بها مدينة بريدة من لدن حكومتنا التي لا تدخر وسعا على توالي أمناء عهودها لتحقيق المدنية والحضارة والثقافة لكافة مدن بلادنا: (المملكة العربية السعودية)!
ومن أهم الغايات المقصودة من هذه المراكز الحضارية هو تنشيط الثقافة والفنون والمعارض واثراء الحركة الثقافية على شتى مفرداتها,.
فالحضارة لا تتمثل فقط في جمال العمران، وتصميم الحدائق، ولمعان الزجاج، إنها في أشياء أثمن من ذلك إنها في تفاعل الانسان، ومعطيات الحياة، فالسر أبدا ليس في المكان وإنما في السكان,,!
فهذا الموقع الجميل الرائع الذي كلف مئات الملايين وهو من اجمل معالم بريدة، ما زال مفتقرا الى مزيد من الروح الثقافية التي ان دبت فيه أعطته وهج الحياة وحركتها وشعاعها وإلا ظل رخاما لامعا باردا وزجاجا عاكسا للأضواء والأشجار ومسطحات الماء والخضرة من حوله ثم لا شيء بعد ذلك!
(المتحف) الذي أقامته بلدية مدينة بريدة، وانتصب جنوبا مجاورا للمركز برعاية جمعية الثقافة والفنون والمطعم الحديث الذي تأسس هناك والمؤتمرات واللقاءات والمحاضرات التي تعقد أحيانا في هذا المركز، هي نماذج من الحياة التي نريد المزيد منها ليحدث التفاعل في هذا الموقع المؤهل بجدارة واستحقاق لحضارة الكلمة واللوحة والكتاب وصوت الإنسان، ثمة أفكار سياحية وحضارية ثقافية إضافية على القائم حاليا وهو مبعث إشادة وتنويه؛ لإنعاش هذه المنطقة وجعلها مقصدا يوميا لسكان بريدة وزوارها مما يجعل هذه المنطقة بحق أحد المعالم الرئيسة التي يحرص زائر بريدة على الذهاب إليها، بل إحدى أهم فقرات برنامج زيارته لا ليتطلع إلى جمال المكان فقط، بل إلى جمال روحه الحية أيضا!
ولعل إتاحة الفرصة للجمهور لصعود (برج بريدة) ولو برسم معقول كأحد تنمية الموارد المالية لبلدية بريدة وليستمتع الزائر بنظرة فضائية للمدينة تلك هي أحد أهم هذه الأفكار الإضافية التي ستجذب الناس لهذا الموقع الحضاري الذي يُتوقع له أن يغنى بالمحاضرة والكتاب واللوحة وربما وجد الأدباء على شتى ألوان أدبهم مواقع أو صالونات أدبية أو مقهى أدبيا على لغة العصر، ووجد الإعلاميون ورجال الإعلام مواقع أو مقاهي تمنحهم عنوانا عاماً للتلاقي والتحاور والتعارف يوميا أو أسبوعيا!
وأنظر أحيانا إلى سور حديقة المركز الدائر بمئات الأمتار على محيطه فأتمنى لو استفدنا من رصيف الضلع الجنوبي المقابل للمتحف، فآذنا لبائعي الكتب القديمة أو المستعملة بلغة العصر، بأن يعرضوا ما عندهم فهناك شوق الى الكتاب القديم والمخطوطة التراثية في نفسية محب الكتاب لا يملأ فراغ هذا الحب الكتاب الجديد! ذلك لأن القديم من الكتب هو جزء من التاريخ والتراث في طباعته وندرته وقيمته! وكل مدن العالم تهتم بهذا الجانب كنوع من التعميم السياحي لحضارة الكتاب!
وربما وجدت بلدية بريدة أيضا مواقع حضارية في هذا المركز لبعض الهواة كهواة تربية وبيع الصقور مثلا، والذين يقع موقعهم الحالي بشارع الأربعين، حيث تتجمع ورش الحدادة وبائعو الفحم والحطب! وما علمنا مساكن الصقور إلا الأعالي لا السفوح! كما يمكن أن نجد رصيفا آخر لهواة بيع وعرض التحف والمقتنيات التراثية على سبيل المثال! إن تجميع هذه الثقافات والفنون هو إثراء للمكان بالحياة، وإغناء له بالحضور وإغراء للزوار بالإقبال عليه، وتأهيل للموقع ليمسي حضاريا بحق يقصده الناس لتمضية ساعة فراغ وقضاء لحظات سعيدة نافعة ومفيدة!
كثيرة جدا هي تلك الأحلام والأماني والتطلعات، التي يمكن أن نغرسها في هذا الموقع الذي غرسنا فيه عشرات الألوف من الأشجار التي ظللت الموقع، وجميل أن نستغل ظلها وننعم بفيئها قبل أن تشيخ تحقيقاً للأهداف التي سُقيت من أجلها!
|
|
|
|
|