| مقـالات
نظل أحيانا كالتائهين في دروب الحيرة ينتابنا شعور بالالم والعجز حينما نفقد أعز ما نملك في هذه الحياة في وقت كدنا نجد انفسنا وتزداد ثقتنا في أنفسنا بعد ان وجدنا انفسنا في هذا الانسان العزيز، وفي وقت اعتقدنا فيه اننا على وشك الحصول على الامل الخالد في قلوبنا.
ويظل الشعور بالذنب يرافقنا أينما ذهبنا وحيثما حللنا كلما أحسسنا مجرد احساس انا سبب فقدان هذا الغالي الذي تعودنا عليه وأدمَنّا وجوده في حياتنا بشكل لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة مهما حاولنا ان نسلي أنفسنا بأشياء اخرى.
وتظل الافكار الكثيرة المقلقة تراودنا باستمرار عن مدى إمكانية رجوعه إلينا واطلالته علينا ليعيد الى حياتنا بريقها الذي خبا وأصبح باهتاً لا جمال فيه, ويزداد هذا الالم أكثر واكثر اذا شعرنا مجرد شعور وبصدق أننا اولى الناس بهذا الشيء او ذلك الانسان من غيرنا,, وهذا ما نجده في الحبيب المفقود او الغائب وفي اطفالنا وفلذات اكبادنا الذين وجدنا انفسنا بين عشية وضحايا محرومين منهم لسبب او لآخر ولا نستطيع الوصول اليهم بسهولة كما نتمنى لظروف قاهرة عن ارادتنا وكأننا غرباء عنهم ونحن الاقرباء منهم وامام هذه الحقائق المؤلمة نصاب بالانكسار ولا نشعر بالدمع الا وهو ينهمر من عينينا ليبلّل وجنتينا وحتى لو لم ينزل ظاهريا فنحن نشعر به داخليا مع كل لحظة تذكر لتلك المشاعر الحزينة والمؤلمة.
نعم في ظل هذه الظروف الصعبة فأنت مستعد للتنازل عن اشياء من الصعب ان تتنازل عنها مسبقا ولكنك الآن مستعد للتنازل عن كل شيء في سبيل ان يعود اليك هذا الانسان او ان تطمئن عليه من بعيد عله يذكرك الامل الخالد الذي كنت تحلم به وتتمنى الحصول عليه.
وما اقسى لحظات الانتظار التي تطول وتطول دون فائدة ولا تدري ما هو مصيرك,, فانت اثناء قلقك في ظل هذا الحب الجارف له والتعلق الشديد به والرغبة الاكيدة في العودة اليك ينتابك احساس عميق مزعج بأنك سوف تفتقده للابد أي انك لن تراه بعد الآن ولن تسمع صوته, ولو حصل هذا الفراق الذي تخشاه فإنك تتمنى من كل قلبك ان تظل صورة جميلة غير مشوهة لديه,,, وتتمنى ان تكون مكانتك مازالت عالية بالنسبة له او على الاقل ان تظل شيئا حلوا مازال يتذكره ويحتفظ به ويحن اليه من حين لآخر وهنا قمة التضحية والعطاء والاخلاص من جانبه بالطبع فيما لو كنت انت قد اخطأت في حقه ولم تقدر وجوده معك واهميته بالنسبة لك.
مشكلتنا احيانا بل دعونا نقول كثيرا دون مبالغة اننا لا نعرف قيمة ما في ايدينا ولا نقدر تضحياتهم لنا ووجودهم بيننا الا حينما نفتقدهم ولم يعودوا ملكنا بل ملك انسان آخر او اناس آخرين وهذا ينطبق على الكثير من امور الحياة وافراد المجتمع,, انظر ان شئت الى أولئك المبدعين والموهوبين منا كيف يقتل الابداع بداخلهم لعدم درايتنا بقدراتهم الابداعية وكيف يستمر هذا الابداع ويخطف من قبل الآخرين ويوظف لصالحهم على حسابنا لاننا لم نعرف كيف نستغل ونستثمر هذا الابداع وتلك مهارة وموهبة احرى ان نُدرّب عليها.
ترى هل المشكلة تكمن في العقلية التي نفكر بها والتي هي نتاج تنشئة اجتماعية مغيبة؟! ام انها الظروف الصعبة التي تحيط بنا وتجعلنا غير قادرين على تمييز الجيد من الردىء وعلى تمييز من يحبنا ممن يكرهنا وعلى تمييز من يقف معنا ممن يقف ضدنا؟
حقيقة لا نعلم على وجه التحديد ولكن يظل السؤال المهم والاهم هو كيف نحافظ على ما في ايدينا ومن حولنا وكيف نستعيد ما فقدناه أو غاب عنا سواء بإرادته او رغما عنه علما انه يشكل ويعني كل المعزَّة، والجمال الذي تذوقنا به الحياة؟ كيف؟ هل هناك آليات معينة يمكن اتباعها للحصول على ما فقدناه او على الاقل المحافظة على ما لدينا؟
ولكي نجيب على سؤال كهذا ينبغي ان نقول ان اساس كل هذا هو التفهم الجيد لمن حولنا والانصات الواعي اليه والتعامل الراقي معه وعدم التسرع في اتخاذ قرارات قد نندم عليها فيما بعد حتى لو كانت شفهية لانها قد تكون اشد قسوة من الفعل نفسه خاصة اذا كنا نتعامل مع فئات بالغة الشفافية والحساسية.
وهذا بالطبع يتطلب ان نكون موجودين معهم بالفعل والقلب مجتمعين اثناء الانصات اليهم وعند مناقشتهم.
الامر الآخر للمداومة في الحفاظ على ما لدينا هو ان نتخيل او نتصور حياتنا من دونهم كيف ستكون الحياة وهم ليسوا جزءا منها؟
وما جدوى ما يتحدثون عنه ويطالبوبنا به؟ هل يستحق التفكير بالفعل أو اعطاءه فرصة للتعبير؟ بمعنى آخر ان نضع انفسنا في الوضع الذي قد يحدث مستقبلا لا سمح الله او ان نضع انفسنا مكانهم ونسأل انفسنا كيف سنتصرف؟ هل مثلهم او اكثر؟ ومثل هذا الوضع يعطيك انت صورة واضحة عن الامور ويجعلك امام مرايا كبيرة ترى فيها نفسك بوضوح وبصراحة دون الحاجة لمن يقول لك من انت.
اننا بصراحة لا نملك ان نغير الوضع من حولنا بكل صراحة ولكن يمكننا التعديل فيه او تصحيحه الى مدى معين يريحنا ويجعلنا قادرين على تقبله بصورة افضل خاصة اذا كنا نعيش ظروف فقد قاهرة وبحاجة لمن يقف معنا ويتفهم ظروفنا القاسية.
انه شيء قاس على قلبك ان تصل الى طريق مسدود في علاقاتك مع شخص ليس بالعادي بالنسبة لك ولكن هل اللوم هو الحل؟
ينبغي ان نسأل انفسنا من المتضرر من تلك القطيعة أكثر؟ وهل هناك اطراف اخرى؟ من هم وكيف يمكن الوصول إليهم لعدم خسارتهم هم ايضا؟ وهل يستحقون هذه المحاولة من جانبنا؟
ان الوقوف في منتصف الطريق غير مجد كما هو الوقوف الطويل على الاطلال بل لابد لي ولك ولها ان نثبت لانفسنا اولا وللطرف الآخر الذي خسرناه او كدنا لابد ان نثبت له بأننا مازلنا باقين على العهد الذي قطعناه على انفسنا بأن نظل لبعضنا ونخاف على بعضنا.
والاكثر من ذلك ان نشعر الطرف الآخر حتى وهو بعيد عنا حتى وهو قد قاطعنا بمحض ارادته لا بد ان نشعره بشكل او بآخر او بشكل مباشر او غير مباشر اننا قد تغيرنا للافضل, ولابد ان نشعره ان له دورا كبيرا وحقيقيا في هذا التحول الجميل والايجابي في حياتنا.
صحيح انه تحول حدث بعد فوات الاوان بالنسبة له او هكذا قد يقول ومعه حق في ذلك ولكن ايهما افضل ان نتغير للافضل ولو متأخرين او ان نظل كما نحن بكل ما فينا من سلوكيات غير مرغوبة؟
ان الحياة صعبة وقاسية ولاشك ولكن النظرة الايجابية للامور مطلوبة ايضا منا، فالفراق مهما كانت صوره واشكاله يظل صعبا وقاسيا على النفس، ولكنه يظل الحل للكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية التي نعيشها اذا وصلنا الى طريق مسدود بعد فترة عناء طويلة مع الطرف الآخر والحب هو الآخر لا يتغير ولا يتبدل لو كان صادقا مهما غبت عني ومهما كنت من نصيب شخص آخر او عملت معه ومهما حدثت منك نحوي من خلافات من وجهات النظر، تظل كما أنت الصورة المشرقة للجمال والشلال المتدفق للحب والعطاء اللامتناهي للصدق والاحساس المرهف للحياة والوعي الراقي لتفهم الآخرين لانك انت الاسماء الرائعة التي استطعت ان تحتوي بداخلك كل الاشياء الجميلة التي لا يكتشفها الا من كان على شاكلتك من الجمال والروعة والانسانية ربما لانك في حنايا القلب ومأواك القلب.
همسة
لا أكاد أصدق!
ترى أيكون صحيحاً,.
ما أراه أمام عيني؟
ما أعايشه الآن؟
أيكون كل شيء بيننا,.
قد انتهى هكذا؟
* * *
لا,, لا,, لا يمكن!
فحتى هذه الساعة,.
لم أصدق أننا افترقنا,.
وأننا نسير,.
في خطين متوازيين,.
لا التقاء بينهما,.
مهما طالت مسافتهما!
* * *
لم أصدق,.
انني في طريق,.
وانت في طريق آخر!
واي طريق,.
طريق بعيد,, بعيد جدا!
بعد ان كان يجمعنا,.
طريق واحد!
هدف مشترك!
* * *
لا,, لا,.
لا يمكن ان يحدث هذا
فحتى هذه الساعة,.
يعتصرني الألم!
تمزقني المعاناة!
أكاد أجن,.
حينما أرى الحقيقة,.
ماثلة امام عيني,.
حقيقة اننا لن نلتقي,.
ولو من بعيد!
رغم ما بيننا من حب!
رغم ما يربطنا من ود!
من كل شيء جميل!
* * *
قد يكون السبب
في ضياعك من يدي,.
دون ان أدري,.
بسوء تصرف مني!
في عدم صراحتي معك!
* * *
ولكن,, هل أستحق,.
أن أحرم منك,.
طول عمري,.
وبكل ما يربطني بك,.
من قريب أو بعيد؟
* * *
هل استحق,.
ان أفتقدك,.
وأنت قريب مني,.
ولم أشبع منك بعد؟
* * *
ألا يكفي عزائي,.
أنني لم اقصد فقدك؟!
لم اخطط له؟!
لم أفكر به؟!
لم اسع اليه ؟!
* * *
ألا يكفي ان تعرف,.
أن مأواك القلب
ومازال,.
وسوف يظل كما كان,.
كي تعود الي؟
كي تضيء دربي,.
بنور الايمان؟
كي تسعد حياتي,.
بشمعة الأمل؟
لم لا؟!
وانت الأمل الخالد؟
وأنت الربيع العائد؟
* * *
|
|
|
|
|