| العالم اليوم
بالقرار الذي اتخذته الحكومة المصرية باستدعاء السفير المصري في تل أبيب، وإعلان الحكومة الأردنية التزامها بالقرار الذي اتخذته الشهر الماضي بتعليق ارسال سفيرها إلى إسرائيل ما زال قائماً إلى حين وقف العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، بهذين القرارين تكون مصر والأردن قد أعطتا مصداقية لقرارات القمتين العربية والإسلامية, وإذا كانت كل من تونس وسلطنة عمان والمغرب وقطر قد أغلقت المكاتب التجارية الإسرائيلية في عواصمها، وسحبت ممثليها من الكيان الإسرائيلي تنفيذاً لقرارات القمة العربية، فإن القرارين المصري والأردني يكتسبان أهمية بالغة ويعدان رسالة بمثابة الصفعة للإسرائيليين الذين كانوا يحاولون في السابق تجاهل تعيين الأردن سفيراً لها في تل أبيب ليأتي القرار المصري وهو الذي قضى خمسة عشر عاما هناك ليكمل العزلة الدبلوماسية تجاه الكيان الإسرائيلي من قبل الدول العربية التي انكشف لها تماما زيف السلام الإسرائيلي الذي يروجون له, وبقي أن يُدعم القرار المصري الجريء والقوي من قبل دول إسلامية أخرى وبالذات تركيا التي يعوِّل عليها المسلمون كثيراً كونها إحدى حواضر الخلافة الإسلامية العتيدة، فالأعمال الإجرامية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية المحتلة واستعمالها الطائرات والدبابات والبوارج الحربية لضرب شعب اعزل، وتجويع شعب من خلال إحكام حصار حول مدنه وقراه لا يتطلب من الدول العربية والإسلامية فحسب اتخاذ اجراءات حاسمة تُوقف الصلف والاستهتار الإسرائيليين بالمشاعر الإنسانية، بل يتطلب من جميع أعضاء الأسرة الدولية التدخل لوقف الجرائم الإسرائيلية, فالذي حصل يوم الاثنين لقطاع غزة ورام الله والخليل لم تقم به حتى الدول الاستعمارية ولم تجرؤ القوات المحتلة في كل الحقب الماضية على القيام به، ولهذا فإن تمادي إسرائيل في ارتكاب مثل هذه الأعمال جعل مصر والأردن تبادران إلى القيام بما هو مأمول منهما، وهو ما يَفرض على الدول الأخرى وبالذات الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها روسيا وفرنسا وبريطانيا والصين التحرك بسرعة لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الإبادة، لأن كل تأخير في ذلك والاكتفاء بالمواقف الخجولة والمخذلة التي تساوي بين الجلاد والضحية من خلال الطلب من الفلسطينيين والإسرائيليين ضبط النفس، يعني تشجيعاً للإسرائيليين لارتكاب مزيد من الجرائم التي ستدفع الجماهير العربية والإسلامية إلى التحرك والقيام بما هو مطلوب منها في الدفاع عن أشقائهم والدين والدم، وهذا ما سيجعل الاستقرار الهش في المنطقة عرضة للانفجار الذي سيؤدي بدوره إلى تهديد السلام والأمن العالميين.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|