| الثقافية
ينقسم المفكر والكاتب في بلادي إلى شطرين يناقض الواحد منهما الآخر بشكل مفزع، هذا الانفصال المتضاد إن صح التعبير يأتي ضمن ظروف متعددة خلقت هذا التشوه وأبرزت ملامح القبح الكبرى هذا القبح الذي كان يأخذ في السابق صفة الجهل متعثراً بمحاولات عرجاء يأخذ الآن شكلا مغايرا يمكن ان نطلق عليه (الشعور بالدهشة) وهو صفة معطلة للابداع معطلة للصدق لا تملك سوى امتطاء الكلمات المشحونة بالاثارة والاستفزاز كتعويض لفقدان الابداع من جهة والصدق من جهة اخرى, هذه الدهشة جاءت كمحصل طبيعي لهذه النقلة الحضارية المفاجئة التي اخذتنا من فوق ظهور الجمال والعربات التي تجرها الحمير وقمم الجبال ومن أغوار الوديان بسرعة قياسية وإلى أين؟ إلى وسط المدينة المتحضرة التي وصلت إلينا وبنفس الزمن القياسي,,فما الذي يمكن ان يحدث ونحن لا نملك الفكر المنظم والتفكير العلمي الذي يمكن ان يتيح لنا القدرة على التمييز بين الأشياء ويمنحنا الثقة في الآخرين وحسن النية بهم وبقدرتهم على العطاء.
حدث ان تحولنا إلى أشبه ما يكون بمجموعة من الاطفال الصغار يدخلون ولأول مرة محلا كبيرا للألعاب يملكون النقود والقدرة الشرائية لكنهم لا يملكون القدرة على الاختيار والقدرة على المعرفة فكان ان حملوا ألعابهم ثم مالبثوا أن تركوها على الأرض وتسلقوا الجدار بحثا عن الأعشاش يعبثون بها ويرمون بالبيض على الأرض وعلى المارة بفرح وحشي أدرك ان الثقافة تضفي على الإنسان ملامح جديدة وتؤصل لديه روح الاحترام والتقدير فكيف بمن يطلق على نفسه صفة المفكر أو الكاتب ولابد في كل الاحوال من الاختلاف في الرأي وهو علامة الصحة والكاتب إنما هو فنان يضيف إلى لوحة هذا العالم لوناً جميلاً وبعداً جديداً للحق والجمال.
إبراهيم محمد الجبر ثرمداء
|
|
|
|
|