| الاقتصادية
أن تقوم الشركة الثانية في الولايات المتحدة في مجال النفط (CHEVRON) بشراء ثالث أكبر شركة (TEXSACO) بقيمة 35 مليار دولار، حيث تنتج الشركة ما يتجاوز 11,2 مليار برميل من المكافئ النفطي بمعدل يومي يبلغ 2,7 مليون برميل وتمتلك اسهما في فنزويلا وغرب أفريقيا ومنطقة بحر قزوين,, ويسبقهما في ذلك شركة إكسون موبيل وبي, بي إمكو، فهذا نذير بالثبور والوعيد من شركات النفط العالمية لشركات دول العالم أجمع، فتركز مبلغ مائة مليار دولار كرأس مال لشركة عملاقة جديدة سيجعل العالم على حافة ولادة دول جديدة ليس لها حدود أو مياه إقليمية أو سيادة محددة داخل الدول التقليدية، مما يعني أننا بدأنا بالفعل نشأة (الدول المتعددة الجنسيات) والتي بلا شك ستخرج عن سيطرة الدولة القطرية وسيصبح الاجتماع التقليدي الذي يحرص عليه الرئيس الأمريكي للقاء كبرى الشركات الأمريكية غير ذي فائدة وبلا معنى بالنسبة لرؤساء الشركات العملاقة إذ سيختلط الأمر عليهم وسيبرز التساؤل الكبير من يحكم من؟.
أعتقد أن ديف أوريلي رئيس مجلس إدارة الشركة الجديدة لن ينتظر كثيرا حتى يسمح له بالدخول إلى البيت الأبيض فالإذن بالدخول يلازمه أينما ذهب في أي مكان في العالم، مما سيعطي مؤشرا جديدا في نظري لإعادة ترتيب،و نشوء جماعات ضغط جديدة غير تلك التي عرفناها في المجتمع الأمريكي في بلد يلعب فيه المال العنصر الرئيس في تحريك الآلة والإنسان وحتى القيم والمبادئ.
إن الولايات المتحدة التي تشهد إندماجا بين شركاتها العملاقة الكبرى في الطاقة والاتصالات والدفاع، ستكون على أبواب تحولات جديدة ستلقي بتأثيراتها على العالم أجمع، مما سيجعل من تلك الشركات الأمريكية في الأصل والمتعددة الجنسيات في واقع الحال ذات نفوذ عالمي ليس في المجال الاقتصادي فحسب بل في المجالات السياسية والاجتماعية.
وبالقياس على واقع الحال بالنسبة لدول العالم الثالث وأخص منها العالم العربي نجد أن الدعوات تنطلق من هنا وهناك لاندماج ليس في الشركات المنتجة للسلع والخدمات غير الموجودة في ساحة المنافسة العالمية عدا اليسير منها، وإنما في الشركات الاستهلاكية لسلع وخدمات الدول الاقتصادية العظمى,, ومع ذلك تتغلب النظرة ضيقة الأفق وتتعثر إجراءات الاندماج بسبب إرث تاريخي أو عائلي أو نفسي أو بها مجتمعة إذ لا زالت العقلية المتحجرة وحب الذات والتمحور حوله يعيق تلك المحاولات ويجهضها، مع أن هؤلاء يطالعون في الصحف اليومية إعلانات كبرى الشركات الغربية التي تقدم منتجات وخدمات عبر وسائل الإعلام المحلية مقتحمة سوقهم ومتدخلة في سلوك مجتمعاتهم الاستهلاكية الذي بنوه طوال سنوات عديدة، ولا تثير فيهم أي دوافع للتحرك والمواجهة، لا أدري هل هي قلة الوعي التجارة أم ماذا؟ أم قد تعودنا منهم على الانتظار حتى يداهمنا الخطر كما تعلمناه من التجارب السابقة التي تمكن فيها المستعمر من احتلال أرضنا العربية وسلب خيراتها, مكتفين الآن بالترقب لحين اكتمال عقد اندماج الشركات الغربية بكافة تخصصاتها حتى تتمكن من إحكام القبضة علينا ونحن نغط في سبات عميق، فانتظروا إنا معكم من المنتظرين.
|
|
|
|
|