| أفاق اسلامية
* حوار:فهد بن راشد الغميجان
في شهر رمضان تتعطش النفوس للتزود بالعلم النافع وتتهيأ وسط أجواء روحانية لزيارة الأماكن المقدسة,.
حيث يشهد الحرم المكي إقبالاً متزايداً وحضوراً فاعلاً من المواطنين والمقيمين بالمملكة كما يشهد حضوراً مكثفاً من المسلمين من خارج المملكة لأداء العمرة لذلك تستعد الهيئة استعدادا خاصاً لمواجهة هذا التزاحم على مكة المكرمة لكيلا تحدث منكرات أو سلوكيات مخالفة للشرع.
وقد أجرت الرسالة حواراً مع مدير عام فرع الرئاسة العامة بمنطقة مكة المكرمة الشيخ جابر بن محمد الحكمي الذي أجاب على العديد من الأسئلة والاستفسارات التي تشغل الناس في رمضان وزيارتهم للأماكن المقدسة، فإلى نص الحوار:
شرف الزمان والمكان
* كما يعلم فضيلتكم يتوافد زوار بيت الله الحرام في شهر رمضان المبارك بشكل متتابع ومستمر، ما مدى استعداد مراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لذلك؟
يتوافد على مكة خلال شهر رمضان المبارك أعداد هائلة من الزوار والمعتمرين نظرا لشرف الزمان والمكان، فالزمان هو شهر القرآن وشهر التوبة والغفران والشهر الذي فيه ليلة خير من ألف شهر والمكان هو بيت الله الحرام أطهر بقعة على وجه الأرض،
ولذلك فإن مسؤولية ودور الهيئات في هذه البقعة يتضاعفان.
وقد تم بفضل الله إعداد خطة عمل للمراكز العاملة في مكة المكرمة وكذلك في جميع الهيئات والمراكز التابعة للفرع في المنطقة عموماً.
وسنتحدث عن مراكز هيئة مكة حيث يرغب كثير من المسلمين الصيام فيها فمن أبرز نقاط الخطة التي سيبدأ تنفيذها إن شاء الله من أول يوم من شهر رمضان المبارك:
1 التركيز على المناطق القريبة من الحرم والأسواق والمحلات التجارية لكثرة مرتاديها.
2 الحرص على حسن التعامل مع الجمهور ومع ضيوف الله والتحلي بالصبر وتوجيه الناس وإرشادهم بالرفق واللين.
3 تمديد فترات العمل ليكون على مدار الساعة.
4 يقوم اعداد من الأعضاء العاملين في المراكز البعيدة من الحرم بمساعدة المراكز القريبة من الحرم أو المراكز العاملة في الأماكن المزدحمة وذات الكثافة.
5 المتابعة الميدانية من قبلنا ومن قبل عموم المسؤولين لتنفيذ الخطة والعمل على حل الصعوبات التي قد تعترض طريق العاملين.
وفي هذا المقام أجدها فرصة لشكر الله عز وجل ثم أقدم جزيل الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة على توجيهات سموه المستمرة وإشرافه المباشر ودعم هذا الفرع بما يحتاجه من عدة وعتاد.
دعم من ولاة الأمر
* من المعلوم أن دور رجال الحسبة دور رقابي توجيهي وتوعوي وإرشادي في نفس الوقت، في نظركم هل أعضاء الهيئات في الوقت الحاضر يملكون العلم والخبرة الكافية للتعامل مع شرائح متعددة الجنسيات ومتنوعة الثقافات؟
مع تغير الأحوال المعيشية والاجتماعية والثقافية وذلك بما أنعم الله علينا أصبح يفد إلى المملكة أعداد من طالبي العمل من مختلف الثقافات إضافة إلى ما يفد إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة من زائر ومعتمر وحاج بحيث أصبح من الضروري مواكبة التغيير والتعامل مع المتغيرات وفق شرع الله سبحانه وتعالى, وعلى ذلك فإن الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالدعم والمساندة الذي تلقاه من ولاة الأمر وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله قفزت قفزات جبارة وخطت خطوات رائدة في الإمكانيات المادية والبشرية، فأصبح الراغب في العمل في هذا الجهاز يخضع لاشتراطات عديدة لعل من أهمها أن يكون العضو قادراً على أداء هذه الأمانة العظيمة ولن يكون قادراً إلا إذا تحصن بالعلم الشرعي والمعرفة، أما الخبرة فقد نظمت الرئاسة العديد من الدورات التوجيهية والمتخصصة وكذلك تنظيم اللقاءات مع العلماء والمشايخ وطلبة العلم في مقرها الرئيسي بالرياض وفي الفروع والهيئات إضافة إلى التعاون المثمر والبناء مع بعض الجامعات ومع معهد الإدارة العامة وغيرها من مراكز التدريب والتطوير، مما انعكس على أداء منسوبي الرئاسة بالفائدة العظيمة وظهر ذلك في التعامل مع مختلف الشرائع والجنسيات والثقافات.
التنسيق مع الجهات الحكومية
* ماذا عن التنسيق والتعاون المتبادل والمشترك مع الجهات الأخرى المسؤولة عن الدور التوعوي في مكة المكرمة كفروع الدعوة والإرشاد ودعوة الجاليات والهيئة التابعة لرئاسة الحرم المكي والنبوي وغيرها؟
يوجد تعاون بين فرع الرئاسة العامة للهيئات بالمنطقة وغيرها من الأجهزة الحكومية المختلفة وصولاً إلى ما يبتغيه ولاة الأمر وكل هذه الإدارات مكملة بعضها لبعض وتعمل في سبيل رفعة هذا الدين فهناك تنسيق مع مختلف الجهات الأمنية وهناك أيضا تنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية ممثلة في التوعية الإسلامية في الحج ومركز الدعوة والإرشاد وذلك في مواسم الحج حيث تعمل مراكزنا مع مراكز الوزارة جنباً إلى جنب.
كثافة الزائرين
* هل يستعين الفرع بأعضاء من خارجه من فروع أخرى لمواجهة كثافة الزوار والمعتمرين؟
صدرت موافقة معالي الرئيس العام بالسماح للراغبين في العمل خلال مواسم الحج ورمضان والصيف وبعض المواسم في بعض الفروع التي تحتاج إلى مساندة، ونحن في منطقة مكة المكرمة تمر علينا مختلف المواسم ونحن بحاجة إلى اعداد لمواجهة كثافة الزائرين والمعتمرين والحجاج.
تكثيف العمل الميداني
* فضيلة الشيخ ألا ترون أهمية تكثيف الجهود في مراكز هيئة مكة المكرمة من خلال استقطاب أكبر عدد ممكن من الأعضاء والعاملين وتوسيع نطاق العمل وقتاً، وميداناً؟
سبق أن قلت إنه في المواسم كالحج ورمضان والصيف والربيع يتم تكثيف العمل الميداني وقتاً ونطاقاً ففي الحج يستحدث خمسة مراكز توجيهية مؤقتة لخدمة الحجاج في الأماكن التي يرتادها الحجاج ويكون العمل فيها مستمرا طيلة الوقت إضافة إلى مراكز الهيئة العاملة داخل مكة، أما شهر رمضان فسبق الحديث عنه، أما الصيف والربيع فيتم تكثيف العمل في هيئة محافظة جدة لوجود الشواطئ البحرية وكذلك في هيئة محافظة الطائف.
مهام الهيئة
* يحدث بعض الاختلاط بين النساء والرجال في المشاعر، ما نصيحتكم في هذا الشأن، وما دور رجال الهيئة في ذلك؟
الاختلاط بين النساء والرجال في المشاعر يعود إلى الاعداد الهائلة من الحجاج حيث يتواجد الملايين في مناطق محدودة بحدود شرعية لا تتجاوز.
وقد كان يحدث الاختلاط أثناء افتراش الأرض عند الجمرات وتحت الجسور وهذه اختفت بوجود الخيام على كافة أرض منى ووجود العديد من دورات المياه المخصصة لكل فئة، أما الاختلاط في رمي الجمرات والطواف والسعي فيتعذر الفصل فيها ولكن يجب تكثيف الدعوة والإرشاد والتوجيه ويجب أن يعلم أن هؤلاء القادمين للحج أو العمرة قدموا لأداء عبادة عظيمة وهم ينشدون من الله الأجر والثواب.
أما دور الهيئة في ذلك فإن ما يحصل من اختلاط في حدود عمل مراكز الهيئة القريبة من هذه المشاعر فإنه يتم علاجه بالموعظة الحسنة وباللين والحكمة.
النشل والسرقة
* يكثر في الآونة الأخير النشل والسرقة داخل أروقة البيت الحرام، والجميع يدرك خطورة ذلك ، في نظركم من المسؤول عن ذلك، وما دور الهيئة في هذا الجانب؟
السرقة داخل أروقة بيت الله الحرام هي من الأعمال المحرمة وتدل على خسة وضعف إيمان من يقوم بها، فإنه لو علم ما لبيت الله من حرمة وعلم بعظم الذنب فيه لما أقدم على سرقة ضيوف بيت الله فإنما هي جرأة لا يرتكبها إلى من ضعف إيمانه وقلَّ حياؤه، وقد سعت الدولة وفقها الله إلى تطبيق أشد العقوبات في حق مرتكبي السرقة والنشل في بيت الله الحرام.
* هل من كلمة أخيرة فضيلة الشيخ للأعضاء بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك؟
كلمتي الأخيرة أشكر الله عز وجل على نعمه الظاهرة والباطنة، ونحمده ان اختارنا لهذا الدين ونسأله عز وجل أن يصلح لنا النية والعمل، ثم أشكر لولاة أمرنا حفظهم الله جهودهم الموفقة لخدمة هذا الدين وتقديم العون والمساندة لنا والقيام بما أوكل إلينا من مهام.
وأوصي نفسي وإخواني العاملين في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالصبر والاحتساب والاقتداء بسيرة السلف الصالح في دعوتهم وعليهم بذل أقصى الجهود وكل الطاقات في هذه الوظيفة التي هي وظيفة الأنبياء والرسل وعليهم الدعوة بالحكمة واللين انطلاقاً من قول الله عز وجل: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن .
ثم أقول إن النفوس في رمضان تكون أكثر استجابة وقبولاً وأكثر قرباً من الله عز وجل فيجب استغلال ذلك في نشر الخير وإيصاله للغير.
|
|
|
|
|