بين الجوانح في الأعماق سكناه
فكيف أنسى ومن في النار ينساه
وكيف أنسى حبيباً كنت في صغري
أسير حسن له جلت مزاياه
ولم أزل في هواه ما نقضت له
عهدا ولامحت الأيام ذكراه
في كل عام لنا لقيا محببة
يهتز كل كياني حين ألقاه
بالعين والقلب بالآذان أرقبه
وكيف لا وأنا بالروح أحياه
والليل تحلو به اللقيا وإن قصرت
ساعاتها ما أحيلاها وأحلاه
فنوره يجعل الليل البهيم ضحى
فما أجل وما أجلى محياه
ألقاه شهراً ولكن في نهايته
يمضي كطيف خيال قد لمحناه
في موسم الطهر في رمضان الخير تجمعنا
محبة الله لامال ولا جاه
من كل ذي خشية لله ذي ولع
بالخير تعرفه دوماً بسيماه
قد قدروا موسم الخيرات فاستبقوا
والاستباق هنا المحمود عقباه
صاموه قاموه إيماناً ومحتسباً
أحيوه طوعاً وما في الخير إكراه
وكلهم بات بالقرآن مندمجاً
كأنه الدم يسري في خلاياه
فالأذن سامعة والعين دامعة
والروح خاشعة والقلب أواه