| الريـاضيـة
* كتب عبدالكريم الجاسر
ذهب ونجوم من ذهب وفريق ذهبي,, هكذا كان نجوم الزعيم بالامس بالامس وهم ينتزعون كأس الامير فيصل العربية الحادية عشرة للاندية ابطال الكؤوس بهدفين هلاليين مدد الهلاليون المباراة للوقت الاضافي حتى يمارسوا هوايتهم المعتادة التي ارادوها هذه المرة امام النصر,, نعم لقد اراد الهلاليون ان ينتزعوا الكأس امام الاشهاد وبفريق لا يمكن ان يكون له مثيل بين الاندية العربية والاسيوية,, قدم الهلاليون مباراة العمر ,, وسجلوا ثلاثة اهداف احدها للنصر ليعادل النتيجة في بداية الشوط الثاني بعد ان تقدم للهلال نجم النجوم محمد الشلهوب,, ثم اوصلوا المباراة للاشواط الاضافية بعد إهدار العديد من الفرص الذهبية مفضلين ان ينتزعو الذهب بهدف من ذهب سجله هداف البطولة والعرب عبدالله الجمعان من نقطة الجزاء.
بالامس قدم الزعيم واحدة من سيمفونياته الكروية,, وعزف الهلاليون الحانا احلى من الشهد تساندهم جماهيرهم الغفيرة ليحتفل الجميع بعد ذلك بكأس العرب في عاصمة العرب لكنهم اختاروا ان يكون الاحتفال الجماهيري الكبير في (الثمامة) فهي الوحيدة القادرة على استيعاب الهلاليين واستيعاب فرحتهم,.
** توج نجوم الزعيم مجهودهم الكبير طوال البطولة باللقب العربي الثمين ومن امام النصر,, النصر الذي دخل اللقاء دون ان يلج مرماه اي هدف,, ففض نجوم الزعيم عذرية شباك الخوجلي بهدفين رائعين كروعة المباراة وقوتها,.
تفوق الهلال في الشوط الاول وقدم كرة خرافية ,, كرة اوربية راقية,, حيث الانتشار والضغط على حامل الكرة واللعب من لمسة واحدة وتطبيق مصيدة التسلل وجمالية الاداء وبشكل عام قدم الهلال كرة حديثة عصرية وسط امكانات فنية عالية للاعبيه وقف امامها الفريق النصراوي موقف المتفرج,, وفي الشوط الثاني تحول اللعب لمصلحة النصر,, فتحرر الفريق من الارتباك والضياع الذي كان عليه في الشوط الاول ليبادل الهلال اللعب ويتفوق في الاستحواذ على الكرة وسط الميدان دون ان ينجح في تهديد مرمى الدعيع,, وجاء هدف التعادل المبكر من قدم ابو ثنين ليغير مجرى المباراة ويمنحها المزيد من الاثارة,.
وفي منتصف الشوط الثاني والشوط الاضافي كان اللعب هلاليا خالصا وتصدت العارضة النصراوية والقائم لكرتين من الكاتو والنزهان ونجح الخوجلي في حماية مرماه من هدف ذهبي في الوقت الاضافي اثر تسديدة الجمعان,, وهو الشيء نفسه الذي فعله الدعيع بالتصدي لكرة يزيد في الشوط الثاني,.
** المباراة الكبيرة اكدت من جديد ان نجوم الزعيم هم نجوم النهائيات والبطولات والالقاب,, ففي عام 2000 وحده حقق الزعيم ست بطولات بألقاب مختلفة وعلى استاد الملك فهد الدولي لم يخسر الزعيم اي نهائي مهما كان,, فكان نجومه هم اصحاب الكلمة الاقوى والاقدر والاحق,.
بالامس قدم الفريق الدولي (8 لاعبين دوليين) نموذجا لاداء جيل الهلال ومستقبل الهلال وكرة الهلال,, كرة المتعة,, والقمة,, والاثارة والموهبة وكرة الفطرة الزرقاء,, هذه هي التي شاهدناها بالامس,, القاب ونجوم وانجازات على كافة المستويات,, بالامس حقق الهلاليون كل شيء,, حققوا بطولتهم,, وتجاوزوا الاستفزازات,, ونالوا لقب اللعب النظيف ولقب افضل لاعب ولقب الهداف,, فلم يتبق للنصر سوى لقب افضل حارس للنجم الشاب محمد الخوجلي (الكنج),,.
بالامس انتصر الزعيم,, انتصر بلاتشي وكرته الجميلة,, انتصر الامير الشاب والخلوق سمو الامير سعود بن فيصل بن تركي,, انتصر وهو يقبل تحدي رئاسة الهلال ليقطف أول ثمرة من ثمار هذا الزعيم اليانعة,, بطولة العرب لافضل فرق العرب ونجوم العرب,, ومستقبل مشرق لكرة الوطن مع زعيم الوطن الكروي,.
** ولكى لا نغفل النصر حقه (كفريق) فقد قدم نجوم الاصفر مباراة كبيرة وتفوقوا على انفسهم في محاولة لمجاراة الهلال,, وساهم الهدف الهلالي لابوثنين في مرمى الدعيع في اعطاء النصر المزيد من الثقة بالنفس ومبادلة الهلال اللعب لكن دون خطورة,, وانحصرت خطورة النصر بالامس في مهاجمة الشاب الواعد علي يزيد,, فهو وحده هدد مرمى الدعيع بكرتين الاولى تصدى لها العملاق الاسيوي والثانية ابعدها الدوخي اما غير ذلك فلم يقدم النصرسوى كرة سلبية وسط الميدان لم تكن كافية لانتزاع الكأس من نجوم الزعيم,, فالمرمى النصراوي كان تحت الضغط معظم فترات المباراة,, واهدر الكاتو ونواف والجمعان عدة كرات امام مرمى الخوجلي في تعبير عن التفوق الهلالي الكامل حتى والنصر يشارك قليلا في السيطرة على الكرة,.
اذا نهائي عربي سعودي هلالي ناجح وبطولة مستحقة للوطن,, بعد ان ذهبت بطولة الهلال للهلال,.
بداية هلالية ملتهبة وأداء هجومي قوي بدأ به التشكيل الهلالي المكون من محمد الدعيع والدوخي والشريدة والمفرج والنزهان وابوثنين والغامدي ونواف والشلهوب,, ومعهم مانجوت والكاتو,, حيث بكر الهلال بالأداء الهجومي الضاغط واللعب من لمسة واحدة بأداء سلس وسريع وسط الميدان أربك الفريق النصراوي وهز صفوفه.
ومن أول دقيقتين تسنح للكاتو فرصة رائعة بالتسجيل حين قطع مانجوت كرة ومررها سريعة للكاتو وضعته وجها لوجه أمام الخوجلي لكنه سددها بجوار القائم في الزاوية الأخرى البعيدة خارج المرمى,, وكان واضحا شكل الأداء الهلالي وقوة الفريق باللعب الجماعي والمتجانس منذ البداية.
النصر بدأ مدربه المباراة بتشكيل مكون من الخوجلي وأمامه رباعي دفاع مكون من الداود، الحلوي، الحارثي، الجنوبي، وفي الوسط خمسة لاعبين هم سيف، ماطر، جونيور، أنور وماجد الدوسري,, وفي الهجوم علي يزيد وحيدا,, واتضح منذ البداية ارتباك النصر وتراجع لاعبيه ومحاولة مدربه اللعب وفقا لأداء الهلال حيث وضع آرثر لاعبه ماجد الدوسري أمام الدوخي وفؤاد أنور أمام الشلهوب وترك ماطر وجونيور وسيف في الوسط لكن الفريق النصراوي ظهر متأثرا بالأداء القوي للهلال وكذلك خضوع لاعبه جونيور للرقابة من قبل عمر الغامدي مما شل حركة الوسط وأضعف الهجمات النصراوية,, ولذلك كان لابد أن يبدأ الهلاليون التسجيل بعد مضي 13 دقيقة من اللعب.
د, 13 هدف هلالي
فمن كرة عرضية من الدوخي بعد أن تلاعب بأكثر من لاعب أمامه حول الكرة داخل المنطقة يحاول سيف ابعادها لكنها تجاوزته للشلهوب المندفع الذي عالجها قوية لم يرها الخوجلي إلا داخل الشباك في المقص الايسر لمرماه هدفا أول,, أكد السيطرة الهلالية والأداء الممتع لنجوم الزعيم منذ صافرة البداية.
حيث ظهر الوسط الهلالي في أفضل حالاته بفضل تقارب المسافات بين لاعبيه والأداء القوي والقتالي للاعبي الفريق في وسط الميدان مما لم يتح الفرصة للنصر في أخذ وضعه الطبيعي إلا مع الدقيقة 25,, عندها بدأ النصر في الاستحواذ على الكرة وتنظيم بعض المحاولات الهجومية التي وقف لها دفاع الهلال بكل قوة حيث تميز أداء الهلال بالأمس بالرقابة على لاعبي النصر والمشاركة القوية مع كل كرة وكذلك التمرير السريع للاعب الخالي عن الرقابة والبعيد عن مناطق الازدحام ولذلك قدم الفريقان مباراة قوية جدا ومرتفعة المستوى الى حد كبير,, واحتاج النصر لوقت طويل جدا للعودة للمباراة لكن دون خطورة على مرمى الدعيع حيث ظل العملاق مرتاحا في مرماه طوال الشوط الأول,, ولم يتعرض لأي تهديد سوى كرة قوية سددها أنور في الدقيقة 38 من هذا الشوط لكنها كانت بعيدة عن المرمى.
هجمات الهلال بالأمس تنوعت كثيرا عن طريق العمق والأطراف وبتواجد جيد للاعبيه وسط الميدان وأمام المرمى,, ورغم تراجع الهلاليين لوسط الميدان بعد منتصف هذا الشوط إلا أن الفريق تعامل مع المباراة كما يجب من حيث متابعة الكرة وعدم اتاحة الفرصة للاعبي النصر في اللعب بحرية أو التحرير,, ولذلك كثرت الأخطاء النصراوية في الوسط وعجز النصر عن تنظيم هجمات صحيحة رغم الجهد الجيد الذي بذله ماجد الدوسري الذي ظهر كأفضل لاعب في النصر خلال الشوط الأول,وقد انحصر اللعب كما قلنا في الوسط معظم فترات اللعب حتى انتهى الشوط الأول بتقدم هلالي بهدف وحيد للشلهوب.
الشوط الثاني
جاء شوط المباراة الثاني مغايرا للأول فأجرى مدرب النصر تغييره الأول بدخول البرازيلي فيلهو مكان لاعب المحور فيصل سيف,, وبادر النصر بالاندفاع الهجومي لمرمى الهلال الذي تراجع لاعبوه لمنتصف ملعبهم للاعتماد على الهجمات المرتدة لكن فيصل أبوثنين غير مجرى المباراة بتحويل كرة نصراوية عرضية هي الأولى هذا الشوط داخل شباك فريقه.
د, 4 هدف تعادل للنصر
فقد تقدم الحلوي بكرة ناحية اليمين وحولها أمام المرمى ليخرج الدعيع لملاقاتها لكن أبوثنين اندفع للكرة وغير اتجاهها داخل الشباك كهدف تعادل نصراوي, هذا الهدف رفع أداء النصر وساهم في ارباك لاعبي الهلال كثيرا حيث تركوا للنصر حرية اللعب وسط الميدان وتخلى الغامدي عن مراقبة جونيور ونشط أداء النصر أمام انكماش الفريق الهلالي رغم اجادة مدافعيه تنظيم صفوفهم والتصدي لكل الكرات النصراوية,وامام اندفاع النصر أهدر الكاتو هدفا لا يضيع حين خطف مانجوت الكرة في الدقيقة 11 من الحارثي ثم مررها للكاتو وحيدا في مواجهة المرمى تسرع بها وسددها قوية من فوق العارضة,, كان يمكن لها أن تغير مجرى المباراة,, ليبادر آرثر باشراك القرني مكان فؤاد أنور ليعزز وسط فريقه ويضغط على الدوخي وسط تراجع كامل للهلاليين حتى الدقيقة 22 عندها قام بلاتشي باشراك عبدالله الجمعان مكان مانجوت وساهم هذا التغيير في اضفاء طابع الخطورة على الهجمات الهلالية وخصوصا بعد مضي وقت جيد من اللعب عندما تفاعل الجمعان مع المباراة ومشاركته بفاعلية في اللعب,, فرغم هبوط أداء نواف والشلهوب وابوثنين حتى منتصف هذا الشوط إلا أن الهلال ظل متماسكا ويؤدي طريقة متوازنة تعتمد على تقدم الدوخي المستمر في الجهة اليمنى بمشاركة عمر الغامدي الذي أوعز له بلاتشي باللعب في مكان مانجوت متقدما قليلا عن منطقة المحور,, وكذلك التخلي عن مراقبة جونيور مما سمح لهذا الأخير بالتسديد على مرمى الدعيع أكثر من مرة,وبعد مضي 28 دقيقة كاد يزيد أن يرجح كفة فريقه في الكرة الوحيدة التي سنحت للنصر بشكل خطر,, حيث واجه المرمى ثم سدد لكن الدعيع كان في المستوى والتصدي للكرة مبعدا اياها الى ضربة ركنية,, رد عليه النزهان بهجمة مماثلة حيث تجاوز أكثر من لاعب وواجه الخوجلي ثم لعب كرته قوية فوق العارضة,, لتضيع كرة هدف هلالي,, وقبل ذلك حول الدوخي كرة بين المدافعين واجهها التمياط عشوائية من داخل المنطقة مرت بجوار القائم.
وظل اللعب متكافئا في وسط الميدان مع أفضلية هلالية في بناء الهجمات الخطرة والوصول لمناطق الخطر,, حيث تجاوز الهلاليون خط الدفاع النصراوي مرات عديدة دون جدوى.
وبعد مضي 35 دقيقة قاد الدوخي هجمة هلالية متجاوزا الجنوبي ثم حول كرة على خط الستة غمزها الكاتو بقدمه لتصطدم بالقائم وتعود يليها كرة أخرى من النزهان في الدقيقة 41 حيث حول كرة عرضية أبعدها الخوجلي لتصطدم بالعارضة وتسقط أمام المفرج الذي جلاها مهدرا هدفا أكيدا,, بعد ذلك قام بلاتشي باشراك فاييه مكان الكاتو,, وحول الجمعان للجناح الأيسر تاركا فاييه في الجهة اليمنى والعمق,, لكن الوقت لم يسعفه حيث أنهى بلقولة هذا الشوط بالتعادل بهدف لمثله ليحتكم الفريقان الى الأوقات الاضافية.
الشوط الإضافي
قدم الفريق الهلالي شوطا هلاليا خالصا,, فقد عاد نجوم الزعيم لوضعهم الذي كانوا عليه في الشوط الأول وسيطروا على اللعب وهددوا مرمى النصر بالعديد من الكرات التي قادها داين فاييه والجمعان وكذلك الشلهوب في الجهة اليسرى,, حيث تحولت هذه الجهة مسرحا للعملية الهلالية بواسطة النزهان والشلهوب والذي حول كرة ولا أجمل للجمعان يراوغ الدفاع ثم يسدد بيمينه في جسم الخوجلي وتهدر فرصة هدف ذهبي,, لكن لم تكد الدقيقة 13 تدخل حتى جاء الهدف الذهبي بالفعل.
د, 13 هدف ذهبي للجمعان
فقد تسلم الغامدي كرة ثم دخل بها منطقة النصر وراوغ ماطر بحركة فنية رائعة ليسقطه ماطر أرضا لم يتردد بلقولة في احتسابها ضربة جزاء صريحة تصدى لها الجمعان بشجاعة وثقة وسددها قوية في الشباك كهدف ثان أنهى المباراة ومنح الهلاليين لقب بطل أبطال العرب بكل جدارة واستحقاق.
من المباراة
* حكم اللقاء المغربي العالمي سعيد بلقولة,, وقد كان قمة في قراراته وأثبت أنه بالفعل مفخرة للتحكيم العربي,, حيث قاد مباراة كبيرة لن تنساها الذاكرة,, وقد منح بطاقات صفراء لكل من صالح الداود من النصر وعمر الغامدي وعبدالله الجمعان من الهلال,, وساعده كل من عثمان محمد من السودان وجمال هواري من ليبيا,, ولم يكن الحكم السوداني الشقيق في مستوى المباراة حيث ظهر ضعف قراراته ومتابعته.
* توج النجم نواف التمياط بلقب أفضل لاعب عربي وكذلك النجم عبدالله الجمعان هداف البطولة بستة أهداف.
* الهلال قدم مباراة قمة في كل شيء,, حيث انتصر نجوم الزعيم ومدربهم الرائع بلاتشي على كل المؤثرات وعلى الارهاق,, والضغط ليقدموا الكأس الغالية لجماهيرهم العريضة.
* النصر بالأمس لم يكن الفريق الذي شاهدناه في البطولة,, فقد اختفى النصر أمام نجوم الزعيم وظهر في فترات متقطعة من الشوط الثاني فقط.
* من الظلم أن نميز نجما هلاليا عن آخر,, لكن الشريدة والدعيع والمفرج والدوخي والنزهان والغامدي ومانجوت ثم الجمعان والشلهوب كانوا في أفضل حالاتهم.
* يزيد وماجد الدوسري كانا أفضل نجوم النصر ومعهم الخوجلي,, أما الداود والحارثي فقد اجتهدا وفشلا في ايقاف تحركات الكاتو وزملائه.
* جونيور ظهر في الشوط الثاني بعد ابتعاد الرقابة عنه وابوثنين هبط أداؤه في الشوط الثاني لتأثره بالهدف الذي سجله في مرماه.
* جماهير غفيرة حضرت المباراة وتفوق الهلاليون في الملعب كما تفوق فريقهم وسط الميدان.
* الخوجلي قدم نفسه في هذه البطولة من جديد ونال كأس أحسن حارس حيث لم تستقبل شباكه سوى هدفين من نجوم الهلال.
* البطولة هي السادسة للهلال خلال عام 2000,, كما أنها تؤكد أن الهلال لم يخسر أي نهائي على استاد الملك فهد الدولي.
* الكاتو أهدر أكثر من فرصة ثمينة بالأمس,, لكنه قدم مجهودا جيدا في ظل بقائه وحيدا طوال المباراة.
* ضربة الجزاء الصريحة التي احتسبها الحكم العالمي بلقولة في مثل هذه المباراة وهذا التوقيت أكدت بالفعل أنه حكم عالمي قدير.
|
|
|
|
|