قال الدكتور غازي القصيبي في محاضرته الأخيرة رجال الأعمال العرب والعولمة ,, ان كل ما اطلع عليه من كتب عن العولمة تحذر منها ويبدو ذلك مباشراً من عناوينها,, فهي ما بين نذر العولمة وفخ العولمة ومأزق العولمة,, الخ.
وهذا يذكرني بما يكتب عن ربط التعليم الجامعي بالوظيفة فالأغلبية تكتب وتقول انه لابد من ايجاد وظائف للتوسع في التعليم الجامعي,, أي أنه متفق عليه وبشكل حاسم ان لا يتم التوسع في التعليم الجامعي إذا لم يقابل ذلك توسع في فرص العمل.
ألا ترون معي أن المنطق هنا مقلوب,, فما من شك أن مجتمعا متعلما ولو كان عاطلاً خير من مجتمع غير متعلم عاطل,, ثم لماذا ربط التعليم الجامعي بالوظيفة؟
أليست مرحلة سنية ينتقل فيها الشاب من مرحلة المراهقة 18 سنة إلى مرحلة الرجولة 23 سنة,, هذه الأربع أو الخمس سنوات أليس من الجدير إشغالها بالعلم والتعليم,, أي علم وليس بالضرورة تعليم لوظيفة.
هناك من هم في موقع المسؤولية في بلادنا يصرحون مثلاً أنه يجب حد التعليم ومخرجاته على الاحتياجات الوظيفية المتاحة,, وآخر صرح انه لن يكون هناك تعليم أهلي جامعي للفتاة دون ايجاد مسارب عمل لها,, أما الثالث فقد تساءل بالبنط العريض ما الفائدة من التعليم اذا لم يكن هناك وظيفة؟!
الفنانون يقولون الفن للفن,, ألا يمكن أن نقول وذلك أضعف الإيمان العلم للعلم,, ولم لا,, وهل من الصحيح أن يكون هم دخول الجامعة أكبر من هم ايجاد الوظيفة؟,, وأيها أخطر على المجتمع مراهق عاطل أم جامعي عاطل؟
ارجوكم لا تربطوا التعليم بالوظيفة.
|