أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 2nd December,2000العدد:10292الطبعةالاولـيالسبت 6 ,رمضان 1421

منوعـات

وينلو,, قرية صينية يموت سكانها بالأيدز بسبب الإهمال
* * وينلو الصين ا ف ب :
لا احد يعلم بالتحديد عدد المصابين الا ان جميع سكان قرية وينلو الصينية يتذكرون كيف كانوا يقومون طيلة سنوات بالتبرع بدمهم لقاء مبلغ زهيد في مراكز نقل الدم التي حقنتهم في المقابل بفيروس نقص المناعة المكتسب ايتش آي في .
وتنطفئ هذه القرية الصغيرة الفقيرة في وسط الصين تدريجيا ففي غضون عامين، توفي ثلاثون شخصا من السكان بسبب الايدز ، ويعيش عشرة اخرون على الاقل لحظاتهم الاخيرة الان, ومن اصل 150 شخصا اخضعوا لفحوصات بالصدفة تبين ان 95 منهم اصيبوا بالفيروس اي ما يعني ان 65% من سكان القرية البالغ عددهم 800 شخص ايجابيو المصل,وصدر الامر للمرضى بالتزام الصمت بعد ان تركوا ليتدبروا امورهم بانفسهم، وباتت القرية مقطوعة عن العالم اذ لم يعد بإمكان المزارعين ان يبيعوا محاصيلهم القليلة من البصل والخس كما تبددت احلام الشبان بالزواج من فتيات من القرى المجاورة.
ويرفض الاطباء في مستشفى مدينة شانغهاي الاقرب الى القرية المنكوبة استقبال مرضى الايدز، لانه مرض يجهلون كل شيء عنه وفي الوقت نفسه يخشونه الى حد كبير, ولم يجد احد سكان وينلو الذي اصيب بجرح في ساقه من يلتفت اليه ليطببه.
وقد بدأت نكبة وينلو في مطلع الثمانينات عندما شرعت بنوك جوالة للدم بالتنقل بين القرى الصينية وتقديم خمسة دولارات لكل تبرع بالدم، وهو مبلغ يعتبر ثروة في قرية فقيرة مثل وينلو.
وكانت تلك البنوك تقوم بخلط الناتج من مختلف عمليات نقل الدم في وعاء واحد قبل ان تستخلص المصل منها وتعيد بيعه الى المستشفيات، في حين يعاد حقن المتبرعين بالباقي لطمأنة الصينيين الذين يخشون فقدان طاقتهم الحيوية عند التبرع بدمهم.
ولم تجر بكين اي دراسة لمعرفة عدد الاشخاص الذين قصدوا تجار الدم قبل ان تمنع تلك الممارسات في 1998، الا ان الخبراء يشيرون الى عشرات ملايين المتبرعين المصابين ربما,وفي وينلو، كل المنازل تقريبا شيدت بفضل راتب الدم الذي ساهم في تمويل دراسة الاطفال وجهاز العروس ودفع الضرائب والغرامات المتوجبة على مخالفي سياسة الطفل الواحد,وروت احدى المقيمات في القرية التي توفيت ابنتها في يوليو الماضي لقد بدأ ابني وابنتي بالتبرع بدمهما منذ كانا في الخامسة عشرة تقريبا، ويرقد ابنها وهو في التاسعة والعشرين الان في السرير وتغطي بقع سوداء ساقيه.
واضافت لقد منعني من التبرع بدمي لانني لم اكن اتمتع بصحة جيدة، وكل مرة كان يتبرع بدمه، كنا نشتري رافدة لبناء سقف البيت .
وعندما بدأ الوباء بالانتشار، عجزت مستشفيات المنطقة عن تشخيص الايدز كما غض المسؤولون المحليون الطرف عن الموضوع خوفا من تعرضهم للعقاب بسبب سماحهم بالاتجار بالدم,ويتهم سكان وينلو اليوم السلطات بتركهم ليموتوا وبعدم تقديم اي مساعدة لهم في حين ان وسائل الاعلام الكبرى في البلاد التزمت الصمت المطبق ازاء مأساة تلك القرية,وقال تشينغ غوتيان وهو يحمل طفلا في الثالثة يتلوى من الالم لقد قالوا لي بعدم التكلم عن الموضوع مع صحافيين لكنه امر يخص اسرتي ولي الحق في الكلام وانا في ال 53 فليأتوا لالقاء القبض علي , واضاف تشينغ لقد رأيت كنتي وهي تموت لكن الاسوأ هو انني عاجز عن القيام باي شيء لحفيدي قائلالقد اقترضت 25 الف يوانثلاثة الاف دولار من المصرف واسرتي لشراء ادوية لكنني تقدمت في السن الان وماذا سيحصل بعد موتي؟ .
وتقدر الحكومة الصينية عشية اليوم العالمي للايدز وجود نصف مليون ايجابي المصل كحد ادنى الا ان خبراء الامم المتحدة حذروا من ان عشرة ملايين صيني يمكن ان يصابوا بالمرض بحلول 2010 اذا لم تبذل الحكومة اي جهود لوقف انتشار الوباء.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved