| رمضانيات
سلمان بن محمد العُمري
الخير قبل أن يكون كلمة تقال أصبح في بلادنا فعلاً وسمة وصفة تلازم الصغير والكبير والحمد لله، وهذا فضل كبير من الله تعالى فهو الذي أنار قلوبنا بالايمان لتستطيع فعل الخير، وهو سبحانه الذي مكننا بوسائل شتى من أداء فعل الخير، وهو الذي بنوره يهدينا لكي نواظب على هذه الطبيعة والفطرة السليمة السوية.
لقد تعددت أفعال الخير وتنوعت وكلها في النهاية لا تصب الا في مكان واحد ونحو هدف واحد ألا وهو ارضاء وجه الله سبحانه ومن ثم نيل رضوانه وفسيح جناته، وهكذا أضحى عمل الخير متاحاً متيسراً في أي عمل وفي أي وجهة وفي أي مكان وفي كل تحرك وخطوة، وتلك طبيعة الخير الذي أراده الله سهلاً يسيراً لكل مسلم.
أمام هذا الزخم الخيري الذي تعيشه بلادنا، بلاد الخير أصبحت هناك ضرورة للتنظيم والترتيب والدراسة والعمل الجماعي في مجال الخير، وهكذا نشأت وترعرعت جمعيات ومنظمات وهيئات ومؤسسات امتد فعلها الطيب واشعاعها الحضاري لكل أصقاع المعمورة، وأصبحت لا تجد مكاناً يحتاج للعون الا وجدت فيه يداً خيرة تمتد من المملكة العربية السعودية، وهذا بطبيعة الحال لم يكن لينفصل عن التوجه الرشيد لحكومتنا الراشدة منذ أيام المؤسس المجاهد المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحتى يومنا العطر هذا تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية، وهذا توجه وعمل تعيشه البلاد كل البلاد في يومها وليلها ونهارها، فنحن ارض اسلامية لا بل مهد الاسلام ونحن حماة الاسلام ولا منة لنا في ذلك، ونحن الذين كان وسيبقى بإذن الله القرآن الكريم دستورنا الوحيد الى ما شاء الله.
ان كثرة المؤسسات والهيئات التي تعنى بشؤون الخير ظاهرة طيبة وايجابية وتدل على حب أصيل للخير متأصل في النفوس، ولكن هذه الكثرة تحتاج للتنظيم والترتيب أيضاً ولتوزيع الأدوار الخيرة والطيبة، وكذلك لا مانع من تحديد المسؤوليات والمهام رغم أن الخير كل متكامل.
نحن الآن وقد ولجنا أبواب الشهر الكريم رمضان الخير، ونحمد الله أن أوصلنا رمضان هذا العام، هذا الشهر الذي كله خير بخير ولا يشع منه الا النور، ومن كسبه فقد فاز فوزاً عظيماً، والخير الآن أبوابه مشرعة مفتوحة لفاعليه وطالبيه، وكانت مناسبة وأحلى مناسبة أن ينظم فعل الخير في شهر الخير وتحديداً في سادس يوم منه اليوم السبت في عاصمة الخير الرياض ومن لحفل الخير يرعاه غير أمير الخير والجود والعطاء وبطل الأفعال المباركة المجيدة الذي كانت يده ممدودة على الدوام سخية معطاءة تطلب رضوان الله تعالى انه أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه.
نعم سيكون ذلك بإذن الله حيث سيرعى سموه الحفل الخيري المشترك، الذي تنظمه هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية، والندوة العالمية للشباب الاسلامي، ومؤسسة الحرمين الخيرية، وكلها جهات مشهود لها في هذا المضمار وأياديها بيضاء ناصعة البياض وتستحق أن يرعى حفلها أمير الخير بنفسه، الذي بوجوده يجسد اهتمام الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين بهذا الأمر الذي حث عليه الاسلام، وأكد عليه وحرص على أن ينال كل مسلم نصيبه من فعل الخيرات ليكون في موازين أعماله يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم.
يحضرني بهذا السياق قول لرائد الخير الأمير سلمان في حفل العام الماضي الذي تشرفت أن أكون فيه ضمن الحضور,, يقول سموه: ان العمل المنظم المنسق أجدى وأقوى وأكثر نفعاً للنفس لأن كلاً منا لو اجتهد بنفسه لما أعطى كما تعطي الجمعيات المنظمة المشرف عليها اشرافاً شرعياً وإدارياً .
ان تكرار هذا الفعل ليدل على الاستمرارية والمواظبة على متابعة أفعال الخير وهيئاتها, لقد تبرع سموه العام المنصرم بمليون ونصف المليون ريال لهذه الأفعال المباركة ناهيك عن تبرعاته وأعماله الأخرى التي لا يعلم بها الا الله سبحانه وتعالى، وسموه الكريم يبتغي الأجر والمثوبة من رب العالمين فجزاه الله كل خير، وبالطبع هذه ميزته وطبيعته النقية على الدوام التي يعرفها كل قائم من القائمين على الأعمال الخيرية ويشهد له بها القاصي والداني، لقد عمل الكثير من تسهيل الصعاب وتذليل العقبات التي تعترض جهات فعل الخير، ودعمه لا يمكن وصفه الا باللامحدود سواء بالمقياس المادي أو المعنوي.
ان جهات فعل الخير انما تنطلق في عملها من قاعدة وركيزة اسلامية كبرى الا وهي قول الحق عز وجل: إنما المؤمنون إخوة وللأخ على أخيه حقوق وواجبات، ونحن والحمد لله أصبحنا بموضع المقتدر على فعل وأداء الخير، والتقصير بفعل الخير مرفوض، وهذا ما كان حيث هب الجميع شباباً وشيبة وأطفالاً رجالاً ونساءً كل منه على قدره يساهم بهذا الفعل المبارك فعل الخير وصدق الله تعالى حيث يقول: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان .
هذا هو التعاون الحق الصحيح الذي نسعى وسنبقى بإذن الله نسعى له لأن فيه مجدنا وعزتنا ونصرنا وقوتنا وفوزنا بالدارين.
شهر النور والخيرات هل وهلاله أطل وشعاعه يعانق السماء، وأهل الخير يفعلونه في شهر الخير وفي غيره، ولكن شهر الخير يطالبهم بالمزيد ونفوسهم الطيبة المتطلعة للفوز بالجنة تلح عليهم بالمزيد، فهيا يا أهل الخير ويا أبناء الخير ويا حماة الخير، هيا فلتلبوا داعي الخير ولتنتصروا على الوساوس لتفوزوا بالجنان.
ان التبرع بالأموال في بعض المجالات يعتبر جهاداً، والجهاد مكانته في الاسلام عالية رفيعة ومن منا لا يطمح له أو يتطلع اليه، أما كنز الريال والدولار فليس فيه نفع ان لم يسهم بفعل الخير، لا بل هو هم على صاحبه ان لم يحسن التصرف به.
وفي الختام تبقى نقطة في غاية الأهمية وكبير المسؤولية ألا وهي انه بمثل ما نسقت تلك المؤسسات والجهات والهيئات والمنظمات اقامة حفل خيري مشترك يرعاه أمير الجود والعطاء وفارس الخير ورائده، فانه ينبغي لها أن توحد جهودها وتنتظم في سياق عمل منظم سواء على الصعيد الدعوي أو الاغاثي أو الخيري كي لا تكون هناك ازدواجية وثنائية وتعارضات ونسيان لبعض مجالات الخير أو بعض البلدان والأصقاع من هذه المعمورة، نعم نعرف انه التسابق لفعل الخير، التسابق الحميد المحمود ولكن لا مانع أن ينتظم ذلك التسابق بشكل يستفيد منه الجميع فاعل الخير ومتلقيه، بحيث لا تكون الخطوة اثنتين بل عشراً والعشر مئة أو ألف بإذن الله، انه فعل الخير ولا أقول الا نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء, والله ولي التوفيق.
|
|
|
|
|