| فنون تشكيلية
الالتفاف الكبير بين الفنانات التشكيليات واحتواؤهن لبعضهن البعض وتشجيع الموهوبات بينهن يثير الخوف عند الجانب الآخر (الرجالي) الذي تآكلت أطرافه وتفرقت جماعته نتيجة اختلاف وجهات النظر وبحث بعضهم عن الذاتية على حساب الابداع خصوصا عند تنظيم المعارض.
لقد أخذ التحرك (التشكيلي النسائي) في المنافسة حضورا في المشاركات ثم اعلنت الفنانات نجاحهن في تنظيم معارض جماعية في مختلف مناطق المملكة من ابرزها معرض فنانات الرياض الذي يعتبر اول خطوة جماعية ناجحة ومسجلة في تاريخ المسيرة التشكيلية النسائية السعودية كما هو المعرض الحالي المقام في قاعة المعارض بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي الذي نظمته جمعية الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهبين بمشاركة نخبة متميزة من الفنانات ومن مختلف مناطق المملكة ومن بينهن رائدات في اسبقية التواجد على الساحة خطوة هامة ومطلب اكثر اهمية في ظل التطور الكبير والمدروس في مجالات الثقافة والابداعات الانسانية في بلادنا توازيا مع النهضة الحضارية العامة في مختلف المجالات.
والحقيقة ان الفنانات التشكيليات في معرضهن الاخير اكدن على قوة التلاحم والتعاون الهادف لتحقيق نجاحات قادمة اكثر تواصلا وتمسكا بالغاية الاسمى لهذا الفن باعتباره صورة مشرقة من صور التعبير الوثائقي لمستوى مساحة الحرية الابداعية العامة والتشكيلية بصفة خاصة.
أما الجانب الآخر الذي لا يقل أهمية في مسيرتهن التشكيلية فيكمن في خصوصية الابداع والبحث عن الهوية لكل منهن للخروج من مرحلة التقليد او التأثر الحرفي الى مرحلة اكتشاف الاسلوب او السمة التقنية والموضوعية، فالملاحظ حاليا تقارب الملامح والايحاءات نتيجة لخروج العديد من الفنانات من عباءة التوجيه الاكاديمي في مرحلة دراستهن الجامعية او من تلقي التوجيه من معلمات الدورات الفنية.
ففي المرحلة الحالية وفي وقتها المبكر فرصة مناسبة للتخلص من التبعية الى مرحلة التفرّد ومعرفة ابعاد العلاقة بين الفنانة وجدانا وبين اداوتها بعيدا عن أي مؤثر وهذه هي المرحلة الاهم في الابداع النسائي لتحقيق المنافسة بكل عناصر العمل مع ما يقدمه الفنان الرجل.
ولنا موعد قادم مع هذه الابداع والقواسم المشتركة فيه وملامح الفرق بينه وبين الابداع الرجالي رغم نفي الكثير من الفنانات مثل هذه التسمية.
مشاركة هؤلاء في التحكيم أوقعتهم في الحرج
في المعرض الثاني للفن التشكيلي والفوتوغرافي ورسوم الاطفال لشباب دول مجلس التعاون والمقام حاليا في صالة الامير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بمعهد العاصمة النموذجي بالرياض تساءلت عن غياب العديد من الاسماء الشابة من الفنانين والفنانات السعوديين واقتصار المشاركة على اسماء محدودة لا تتعدى اصابع اليد الواحدة رغم ان المعرض مقام في الرياض ويمكن للدولة المنظمة ان تعطي مساحة اكبر لمنسوبيها وطرحت السؤال على احد المعنيين بالتنظيم من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأجاب بجملة مغلفة باليأس بقوله ان التعاون معدوم بين مثل هذه المناسبات وبين الجهات المعنية بفئة الشباب او من هم تحت الخامسة والعشرين وهم المعنيون بالمشاركة في هذا المعرض وكأني به يعني المسؤولين في اقسام التربية الفنية بكليات المعلمين او الجامعات والتي تزخر بالمبدعين من الواعدين والقادرين على المنافسة.
هذه الاجابة دفعتني لتوجيه اللوم إلى احد المسؤولين المهمين في أحد اقسام التربية الفنية فتردد في الاجابة وحاول التنصل واستدرك الموقف باجابة توقع انها منقذة للموقف محملا الرئاسة عدم ايصال أو اشعار الجامعات او الكليات بمثل هذه المناسبة متناسيا ان الدعوة نشرت عبر الصحف وقبل فترة مبكرة بالاضافة إلى ان عليه كمسؤول متابعة برامج الجهات المعنية بالفنون التشكيلية وبالمعارض معرفة المواعيد وابلاغ الطلبة بها وهي مهمة ضمن مهامة العملية لدعم ابنائه الطلبة.
لم أتوقف عند تلك الاجابة بقدر ما حاولت الوصول إلى ابعد من ذلك مطالبا اياه بالتبرير وعبر الصفحة التشكيلية فأعتذر بقوله ان الامر محرج تجاه الزملاء في الرئاسة، هذا المبرر أو الحرج سيضيع الفرص الكثيرة على الشباب من منطلق حفظ العلاقة بينهم وبين المعنيين بهذا الفن وبتلك المعارض مع ان الكرة اصبحت في مرمى (الدكاترة).
كل الفنانين في الساحة نقاد:
يروي لي أحد الفنانين الشباب مواقف غريبة من بعض من ينتسب للساحة التشكيلية وخصوصا ما يتعلق بالنقد او ابداء الرأي حينما يطالبون بعض الكبار كما يطلق عليهم هذا الفنان ويعني بهم الفنانين السابقين في التواجد في الساحة التشكيلية برأيهم حول لوحاته ولوحات زملائه بأنهم يجدون التجريح والمبالغة في التعبير عن النواقص في اعمالهم علما بأن العديد منها يتم قبوله في المعارض الجماعية وتفوز تلك الاعمال بالجوائز.
ونحن نقول ان من حق هؤلاء وغيرهم ان يقولوا ما يشاؤون في غياب النقد الحقيقي الذي يمتلكه نخبة من الفنانين في الساحة ولكن الوقت لم يحن لظهورهم للضوء.
فنان متوحد في الساحة الحرفية:
كنت أتحدث مع الدكتور محمد الضويحي حول فكرة يرغب في ان تتبناها الجهات المعنية بالفن التشكيلي تتمثل في اقامة معرض خاص بالفنون التطبيقية وأضفت له أننا طرحنا كثيرا رغبة الكثير في تنظيم معارض لكل خامة على حدة منها الاعمال المائية والحفر إلى آخر المنظومة حتى وصلنا إلى الحروفية التي يتميز بها العديد من الاسماء الفنية في المملكة فما كان من احد اولئك الحروفيين الحاضر بيننا إلا ان احتج وأعلن تفرده وان ليس هناك غيره في الساحة مع العلم ان ما يقدمه مازال في حدود التأثر بمن سبقوه.
|
|
|
|
|