| مقـالات
أصعب شيء في الحياة أن نفقد ثقتنا في أنفسنا، وأن نفقد الأمل في الأماني الحلوة والعزيزة التي نحلم بها وننتظر تحقيقها في أقرب فرصة ممكنة وفي أجواء تمكننا من الاستمتاع بها للدرجة التي ترضينا وتشبع فينا الاحتياج الذي طالما تعطشنا للارتواء منه.
ولك أنت كإنسان أن تتخيّل حياتك مجردة من دون أمل تنتظره ماذا سوف تكون؟ مجرد صحراء قاحلة جافة لا طعم لها، وإلى ماذا سوف تؤول حياتك, إلى مجرد حياة رتيبة مملة لا معنى لها!
صحيح أن الظروف المحيطة بنا محبطة في كثير من الأحيان، وصحيح أن المناسبات الحلوة والسارة أقل بكثير من تلك المناسبات السيئة أو المؤلمة بشكل عام وصحيح وصحيح,, ولكن هذا لا يمنع من أن يكون لدينا أمل يكون بمثابة الشمعة التي تضيء دروباً بعد الله ويجعلنا ننتظر العد بتفاؤل وإشراق، بل حتى أولئك الذي يشتكون من عدم وجود الأمل بداخلهم إنما هم عكس ذلك, أقصد أن بداخلهم أمل وأكثر من أمل ولعل أقرب تلك الآمال هو انتظارهم للغد واستعدادهم له.
فالأمل اذن موجود ولكن ما نريده هو ان ننظر إليه بصورة أكثر إيجابية وأن نزيد مساحته بداخلنا بشكل أكثر على نحو نشعر بأن بداخلنا واحة غناء خضراء مليئة بالمناظر الجميلة والروائح الزكية والأجواء الرائعة المريحة للنفس والتي تشجع على العطاء وتدفع على الإنتاجية.
وهناك لا شك مواقف مؤلمة تمر عليك فتحز في نفسك وتضايقك من نفسك ولكنك حينما تعلم ان مصدر هذا الألم غير المقصود من إنسان تحبه، هنا يختلف الوضع ويتحول اليأس أملاً والاحباط تفاؤلاً لأنه مهما صدر منه، فلا يمكن ان ترى هذا الشيء سوى جميل وله مدلولات أخرى في نفسك ويعني أشياء كثيرة إيجابية وخذ إن شئت المثال التالي، مجرد مثال:
إن أصعب شيء على نفسك وأقساها على قلبك أن يلجأ إليك أعز الناس إلى قلبك وأقربهم إلى نفسك، أن يلجأ إليك والدموع رقراقة في عينية وحشرجة بكائه تكاد تؤملك، يأتي إليك طالبا مساعدتك، وأنت لا تملك سوى ان تقف عاجزا عن تقديم ما يريحه أو عاجزاً حتى عن الإجابة عن تساؤلاته الحائرة! بل الأكثر من ذلك أن تكون عاجزا حتى ان تمسح بيديك تلك الدموع الغالية المنهمرة على خديه لتخفف ما به ولتشعره بأنك معه وقريب منه ولن تتخلى عنه.
صعب عليك أن تسمع صوت بكائه وأنت تحس بداخلك أن ما يشتكيه هذا العالي ومايعانيه لا بد أن يكون قاسياً بدليل أنك تشعر بكبريائه ينهار مع نشيج عبراته المتقطعة وآهاته المتعبة، بل أسفه الشديد المتكرر لك عن كل ما بدر منه من ازعاج لك بسبب مشاركته أحزانه، وما علم هذا الإنسان الغالي انك سعيد أيما سعادة ليس بسبب ألمه ولكن لأنه تذكرك وقت ألمه مما يعني أنك قريب منه ولصيق منه لأن الإنسان وقت الألم لا يفكر إلا في الإنسان الذي يجد فيه نفسه ويشعر به وبحاجته للحديث معه.
وصعب عليك أكثر أنك في الوقت الذي تحاول تتقرب منه وتتفهم ما به فتسمع منه رداً قاسياً، إذ يقول لك مثلا أرجوك دعني وشأني أو اتركني وحالي ! عبارة قوية وقاسية وشديدة على نفسك حينما يكررها عليك كلما حاولت أن تتقرب منه أو تسأله عما به، عبارة تشعرك بحق وكأن هذه اللحظة هي آخر ما بينكما!
ورغم قسوة هذه السهام الجارحة في تلك اللحظات، إلا أنك تنظر لتلك السهام على أنها مؤشر إيجابي لحبه لك وقربه منك بدليل أنه لم يتمالك نفسه وأجهش في البكاء أمامك رغم أن نفسه عزيزة عليه جداً ورغم أنه الحساسية والشفافية نفسها.
هذا فقط مجرد مثال كما ذكرنا ولكن الشواهد الحياتية اليومية تدل على أننا بحاجة لهذا الأمل أيا كان, بحاجة لأن نبحث عنه ونسعى إليه كي نشعر بحلاوة الدنيا ومتعة الحياة.
يظل هناك أمل في أن نتخلص من بعض سلوكياتنا التي لا نرضاها لأنفسنا والتي كثيرا ما أحرجتنا مع غيرنا وساهمت في إيجاد عداءات مع الآخرين نحن في غنى عنها.
وتظل هناك حاجة شديدة وماسة وأمل أكثر في أن نزيد من رصيد حسناتنا وتوطد من صداقاتنا ونحافظ على أعز ما لدينا وأقرب الناس إلينا، فرمضان ما زال فيه الكثير والأبواب مشرعة لأن نوسع دائرة الأمل أكثر وأكثر لتشمل أشياء أخرى جميلة نرضى عنها نحن ويرضى عنها الآخرون ولعل أهمها الأعمال الصالحة ورسم البسمة على شفاه كل محتاج.
أحيانا أتساءل ولم هذا التعلق الكبير بالأمل والانجذاب له، وحينها أقول ربما كان لهذا الأمل معنى جميل ومذاق خاص لأنه يرمز إليك ويرتبط بك.
لا ,, لا,, بل من المؤكد أنه كذلك, لم لا وأنت الأمل نفسه.
همسة
ورغم كل شيء,.
رغم الأيام التي مضت,.
ورغم الأحداث التي جرت,.
رغم المسافات البعيدة,.
ورغم الاحباطات العديدة,.
رغم كل ما حدث لنا,.
وما سوف يحدث,.
مهما كان,.
وأياً كان,.
***
رغم كل شيء,.
ما زال هناك أمل,.
أنتظر تحقيقه بفارغ الصبر,.
أمل غالٍ على قلبي,.
عزيز على نفسي,.
في أن ألقاك يوماً,.
في أن أظل معك دوماً,.
***
سيظل ذلك الأمل,.
في أن يكون الخير هدفنا,.
والصدق رمزنا,.
والصراحة أسلوبنا,.
والتسامح شعارنا,.
والمحبة غايتنا,.
***
وحتى لو غضبت مني,.
حتى لو عاقبتني,.
لو فارقتني,.
لو تخليت عني,.
وقطعت كل ما بيني وبينك,.
سوف يكون لدي أمل,.
في أن تسامحني,.
في أن تعذرني,.
وفي أن تعود إلي,,.
لأنني أعرف,.
أي قلب كبير بداخلك,.
وأي عطف عزيز يتملكك,.
***
نعم رغم كل شيء,.
ما زال هناك أمل,.
في أن يجتمع شملنا,.
من جديد,.
في أن ننسى الماضي,.
بكل آثاره المؤلمة,.
وأن نضعه خلفنا,.
ولا نعود إليه,.
***
ليس ذلك وحسب,.
بل أن نطوي بإرادة,.
صفحاته السوداء القاتمة,.
وأن نبدأ معاً وبعزيمة,.
صفحات بيضاء جديدة.
ملؤها الوعود الصادقة,.
بأن نظل لبعضنا,.
أقوى مما كنا,.
وأن نراعي مشاعر بعضنا,.
وأن يبقى هذا الحب,.
فيما بيننا طاهراً,.
طالما عرفنا قيمة بعضنا,.
صادقاً,.
طالما حافظنا على بعضنا,.
***
من أجل هذا كله,.
وأكثر,.
مازال هناك أمل,.
يستحقك أيها الأمل,.
يستحق انتظارك,.
أينما كنت !
مهما طالت بنا الأيام!
مهما امتدت بنا الأعوام!
مهما اعترضتنا الصعاب!
ومهما واجهنا من عتاب!
***
وكيف لا يكون هناك أمل,.
وما زلت حتى هذه اللحظة,.
أعيش معك!
لحظة بلحظة,!
لم أنسك لحظة!
لم تفارقك,.
عيني وقلبي وعقلي لحظة!
كيف؟!
***
ويكفي أنه أنت,.
ذلك الأمل الجميل,.
ذلك الأمل الخالد,.
ليكون لانتظاره معنى,.
ولصحبته متعة,.
وأي متعة!
***
بل يكفى أنه أنت,.
لأشتاق إليه,.
لأخاف وأغار عليه,.
لأشعر معه أني في أمان,.
لأنه دائما ما يذكّرني بالله.
دائما يرشدني للخير
ويحثني عليه,.
***
|
|
|
|
|