| المجتمـع
* حوار عبيد العتيبي
إن الشباب الدائم كان ولا يزال حلما يوارد الكثيرين,, مما حدا بالعلماء إلى ابتكار عمليات الوجه الجراحية، كشد الجفون والقطع الجراحي العضلي، محاولين بذلك تحقيق هذا الحلم القديم,.
ولكن وللأسف كانت الخطوط الثانوية سرعان ما تعود بدرجة كبيرة وكانت هنالك أيضا ندبات واضحة تبقى بعد الجراحة وتحول دون تحقيق الرضا التام عن تلك الإجراءات.
وفي خلال الفترة الأخيرة تردد اسم علاج حديث يتعلق بإزالة تجاعيد الوجه بدون جراحة، وتم تداول العديد من المعلومات العلمية والطبية حوله ويسمى هذا العلاج الحديث (حقن البوتوكس) وللتعرف على مدى فاعليته والنتائج الإجابية لهذا العلاج فقد التقينا الدكتور أسامة بدر معوض استشاري جراحات الليزر في العيادات المتخصصة لجراحة الجلد والليزر بالرياض.
وقد أكد الدكتور معوض بأن اكتشاف استخدام البوتوكس لعلاج تجاعيد الوجه قد تم مصادفة وقال : وذلك حين لاحظت طبيبة عيون كندية أن المرضى الذين كانت تعالجهم بهذا الدواء من حالات الحول كانت تختفي تجاعيد الوجه لديهم,, وقد كان زوج هذه الطبيبة يعمل استشاريا للأمراض الجلدية وقد شكلا معا فريقا للبحث حول هذا الموضوع وحققا معاً نتائج رائعة.
ويضيف الدكتور معوض قائلاً: إن البوتوكس كان قد استخدم ابتداء من ستينات القرن الماضي لمعالجة الحول، حيث كان يعمل على إرخاء العضلة المتوترة، ثم استخدم لعلاج حالات التشنج العضلي والتوتر وتشنج الجفون، ومما يميز هذا العلاج أنه كان آمنا تماما، حيث لا تتكون ضده أجسام مناعية مضادة بالإضافة إلى نتائجه العلاجية الممتازة.
وحول آلية عمل هذا العلاج في إزالة تجاعيد الوجه يجب علينا أولا أن نفهم كيف تتشكل التجاعيد؟ وكيف تنقبض العضلات؟ فالتجاعيد تتشكل نتيجة فرط انقباض في العضلات التعبيرية في الوجه كما يحدث في المنطقة الصغيرة بين الحاجبين البلجة وفي منطقة الجبهة ومنطقة ماحول الفم.
والعضلات كما هو معروف تنقبض نتيجة أوامر عصبية تصل اليها عن طريق إفراز مادة تسمى الأستيل كولين من أطراف الأعصاب, ويعمل البوتوكس في مكان إصدار الأوامر العصبية إلى العضلات فيمنع إنتاج الأستيل كولين عند مكان اتصال أطراف الأعصاب بالعضلات وبالتالي يمنع حركة انقباض العضلات المسببة للتجاعيد، مما يؤدي إلى انبساط الجلد المغطى لها.
وللعلم فإن البوتوكس لا يؤثر إلا في هذا المنطقة التي يتم حقنه فيها موضعيا، وهو بذلك لا يؤثر على الجهاز العصبي المركزي أو أية أماكن أخرى بالجسم.
وأما عن الأماكن التي يمكن أن تعالج التجاعيد فيها بالبوتوكس فيقول الدكتور معوض:
إن الأماكن الأساسية التي يستخدم فيها البوتوكس هي الوجه وبخاصة الجزء العلوي منه كمنطقة البلجة وخطوط العبوس وخطوط الجبهة العرضية أو ما يسمى بأقدام الغراب، وهي التجاعيد العنيدة على أغلب طرق العلاج الأخرى.
ومن الطرق الناجحة جداً حالياً، مزاوجة الحقن بالدهون مع الحقن بالبوتوكس، فقد وجد أنه يؤخر زوال وامتصاص الدهون المحقونة مما يعطي لتأثير الحقن فترة استمرار طويلة جداً.
وأنصح بتجنب مضادات الالتهاب والأدوية الحاوية على الأسبرين لمدة أسبوع قبل العملية.
كما انه لا يتطلب الحقن بالبوتوكس استخدام التخدير أو المسكنات، حيث لا يصاحب هذا الإجراء حدوث آلام فيما عدا القليل من الشعور بعدم الارتياح الذي قد يحدث عند إدخال الإبرة الدقيقة جدا وحقن السائل ويدوم هذا الإحساس لمدة خمس عشرة دقيقة تقريباً.
ويحقن البوتوكس في مواضع متعددة في الوجه وبكميات ضئيلة جداً, ويمكن العودة إلى النشاط المعتاد بعد الإجراء مباشرة ويوصي بعدم الاستلقاء لمدة 3 4 ساعات بعد الإجراء كما ينصح بعدم تمسيد المنطقة وهناك بعض التمرينات الخفيفة للوجه يتم شرحها للمريض.
وتظهر نتائج الحقن عادة بعد 3 5 أيام وقد تتأخر في قليل من الأحوال حتى أسبوعين، وتبقى النتائج موجودة على الوجه لمدة أربعة إلى ستة أشهر وعندما يبدأ تأثير البوتوكس في الزوال فإن التجاعيد قد تبدأ في الظهور ثانية ولكن ليس بذات العمق السابق.
وقد يحتاج المرض إلى إعادة الحقن مرتين إلى ثلاثة مرات سنويا للحفاظ على شباب الوجه، وقد لاحظنا انه من خلال عدة جولات من الحقن فإن المريض غالباً ما يحتاج إلى عدد أقل من تكرار مرات الحقن.
ويواصل الدكتور معوض حديثه عن الآثار الجانبية المحتملة قائلا بان هذا الإجراء بسيط للغاية ولا يترافق معه أية آثار جانبية جدية، فيما عدا بعض الشعور بعدم الارتياح المؤقت حول منطقة الحقن ويزول هذا الشعور تماما بعد دقائق قليلة, وفي العادة يتم مناقشة كافة تفاصيل هذا الإجراء ومدى ملاءمته لحالة كل مريض على حدة,
وأود أن أؤكد أنه في خلال السنوات الطويلة الماضية، ومن واقع خبرتي مع حقن البوتوكس، أنه قد ثبتت له درجة أمان عالية جداً ولم تحدث معه أية اثار جانبية سواء بعد الحقن مباشرة أو بعد مرور سنوات على عملية الحقن.
|
|
|
|
|