| الثقافية
توقفت في منتصف المطبخ لتشرب قدحا من الماء، في تلك اللحظة، انهارت طبقة الجص التي تكسو سقف الغرفة المجاورة، أو أنه جلس في مكتبه الخالي، في وهج أحد أيام مارس، ينصت إلى الكون وهو يصهل في رأسه، عندما تداعى فجأة رف طوله خمسة أقدام, يستغرق العطب في نخره المختلس للصخرة دهوراً؛ ثانية واحدة ويسقط الجسر والحواجز والسياج من فوقه ليختفوا في نياغرا بسرعة البرق، أي قطعة ثلجية تسببت في هذا الانهيار الثلجي؟ بيت ينفجر، نجم، تتحرك الجريمة كجنين في داخل شريكك المستكين, وتهب المستعمرات للثورة بعد ان طرأ تقييم عابث , (1)
لامكان للمفاجأة إلا ظاهرياً في هذا العالم، نفاجأ فقط عندما نجهل (أو نتجاهل) الصدق والتصادق مع أنفسنا ومع الكون والمنطق، هناك أمور تعتمل في الخفاء وتحت السطح لتشكل جبالاً في الجوف تخترق قممها السطح مسببة زلزالاً مفاجئاً وعنيفاً.
إن الحدث المفاجىء ماهو إلا عرض ونتيجة، فالمفاجأة السارة إنما هي هدية سماوية يسبقها إحساس بالقرب والصفاء لا تأتي هذه الهدية لأقوام متبلدين لايتواصلون مع السماء على نحو إنساني عميق (بالمفاجأة السماوية لا أقصد هنا النعم الزائلة والدنيوية بل أقصد شظايا مقتطعة من جسد الحقيقة الذي يحتفظ به في أمكنة هي برزخ بين الواقع والخرافة ولايقدرها ولايصبو إليها إلا الصفوة), والمفاجأة غير السارة إنما هي من صنع أيدينا، خلل تسببنا في خلقه عن عبث وجهل، يستفحل ويتمكن بعد وقت لينهار على أمهات رؤوسنا، لعل صخرة بارث كعضلة القلب التي تجتاحها عوامل التعرية لتهوي بنا من فوق جسر المنطق أو الصحة أو الاستقرار المادي أو ,, أو ,, لم يقصم ظهر البعير من قشة وإنما من أكوام أثقلته, السؤال هو: أي قشة هي تلك التي ستقصم ظهري؟؟ نحن لانعرف متى ستكون ساعة الموت أو المرض أو الفشل التي ستطبق علينا ولكنها آتية لامحالة، وحتى تأتي سنظل نعاني الخوف وعدم الثقة والارتياب في كل القش، إن تحري العوامل والمسببات والدلالات إنما هو ما يجب ان يستقطب انتباهنا وجهدنا على حساب النتائج وليس العكس، ونصر على أن نصم الزمن بالغدر والتقلب، القدر أعدل من أن يباغتنا نحن العزل ألا من العقل والتأمل والعزلة!!
Paperlade@hotmail.com
(1)مراجع:
Barth. John. Lost in the Funhouse. Doublday New York: 1998
|
|
|
|
|