| رمضانيات
* القاهرة مكتب الجزيرة شريف صالح:
في رمضان عام 922ه تسلم طومان باى السلطنة المملوكية على مصر والشام بعد مصرع خاله السلطان قنصوه الغوري الذي قتل في معركة مرج دابق.
وفور توليه السلطنة أظهر طومان باى انه مقاتل مقدام فعندما استقبل البعثة العثمانية التي قدمت للقاهرة لتعرض عليه عقد اتفاق سلام شرط الاعتراف بالسلطان سليم الأول كخليفة للمسلمين كان رده ان قتل أفراد البعثة مما يعني استئناف الحرب.
أخذ طومان باى يستعد للمواجهة فأمر بانتاج المدفعية المثبتة على عربات على غرار المدفعية العثمانية ثم خرج في الثالث عشر من ذي القعدة يستعرض قوة عسكرية من ألفي مملوك وأكثر من 30 عربة خشبية تجرها الأبقار ومزودة بالبنادق والمدافع، وذلك لرفع معنويات الجيش المملوكي، كما حاول استنزاف العثمانيين في حرب طويلة عن طريق المعارك الصغيرة فأرسل جيشاً من 10 آلاف مملوك بقيادة عامل دمشق السابق جان بردي الغزالي, لكن الجيش العثماني بقيادة سنان باشا تمكن من الحاق الهزيمة بالمماليك قرب بيسان.
آنذاك استطاع سليم الأول ان يعبر صحراء سيناء ويصل الى دلتا النيل معلناً انه قادم لقتال المماليك، فاستقبل بحفاوة بالغة من الشعب المصري الذي يتمثل غالبيته من الفلاحين العرب الذين قدموا له المساعدة، مما جعل طومان باى يسحب قواته الى القاهرة حيث جمع حوالي 40 ألفاً منهم 20 ألف فارس مملوكي، وبالقرب من الريدانية وهي ضاحية في شمال القاهرة حفرت الخنادق وأقيمت الدشم لمئة مدفع وكذلك الحواجز المضادة للخيول على غرار ما فعله سليم الأول في معركة مرج دابق, لكن الجيش المملوكي كان يفتقر الى التماسك والانضباط أمام الجيش العثماني الذي يفوقه في العدد وفي حسن استعماله لسلاح المدفعية وفي اعتماده على خيانة أمراء المماليك ومنهم جان بردي الغزالي, مع ذلك فان هذا الأمر لا يقلل أبداً من الوقفة الجريئة التي أبداها طومان باى ولو بعد فوات الآوان فقد كان موقناً ان العثمانيين ليسوا بفرسان خيل وانما يعتمدون على النار لا على السيف.
لم ينفعه ادراك هذه الحقيقة كثيراً نظراً للظروف الصعبة المحيطة به خاصة ان الجيش المملوكي فقد هيبته الشديدة في مرج دابق.
بدأت معركة الريدانية في 22/1/1517م حيث اصطف الفريقان في تشكيلات قتالية من المطرية حتى جبل المقطم، ونجح سليم الأول في محاصرة المماليك في المقطم ورغم بطولة طومان باى وفرسانه الا انه لم يستطع قهر الجيش العثماني وتراجع هارباً مخلفاً وراءه حوالي 25 ألف قتيل.
وبعد 3 أيام تقدمت قوة صغيرة من العثمانيين لاحتلال القاهرة فخرج اليها طومان باى على رأس مجموعة صغيرة من فرسانه في ليل 29 يناير لتشهد شوارع القاهرة حرباً نضالية لعدة أيام تمكن طومان باى خلالها من سحق القوة العثمانية.
ثم جاء انتقام السلطان سليم الأول عنيفاً حيث استباح القاهرة وقتل 50 ألفاً من أهلها وقبض على 800 فارس مملوكي وأعدمهم علانية, وكان طومان باى نجح في الفرار الى البدو الذين سلموه الى سليم الأول فشنقه تحت قنطرة باب زويلة يوم الاثنين 22 ربيع الأول 923ه.
|
|
|
|
|