| عزيزتـي الجزيرة
في ليلة شاتية كان دفئها تلك المشاعر المتدافعة نحو باحة وفناء دارة الشيخ المربي عثمان الصالح الذي ما فتئ ينهض بعبء كبير في ريادة الفكر واحتضان الثقافة ولم شمل محبيه في ريادة صالحية مشهودة محفوظة.
لقد جسدت تلك الليلة الجميلة في دارة الشيخ عثمان عمق أصول وجذور الوفاء في هذه البلاد.
الوفاء سلسلة لاتنقطع وهرم لاسقف له تتتابع أجياله ويتعاقب مريدوه وإذا كانت تلكم الثلة المختارة من النخب الثقافية ومحبي العلم قد سارعت إلى احتضان فكرة إنشاء مؤسسة حمد الجاسر ومركزه الثقافي.
فهي فكرة يستحق محتضنوها التكريم وجدير بمتبنيها الاحتفاء والتقدير انهمرت في تلك الليلة الإشادات وصفق الجميع بصدق لكل من أحب الشيخ حمد الجاسر حياً أو ميتاً.
تذكروا تلك الأمسية المعطرة بروحانية رمضان وجود شهر الرحمة والغفران المتوجة بحضور أمير الخير والبر ورجل الإحسان سلمان بن عبدالعزيز ليرسم بكل مصداقية وفاء الدولة لرجالها وتكريمها لعلمائها بعيداً عن المزايدة مبرهناً على سمو إنسانيته وشفافية مشاعره وتسامي فكره وثقافته.
ان أشد مطالبة ينادى بها للسادة أعضاء اللجنة التأسيسية والتنفيذية لمؤسسة حمد الجاسر ومركزه الثقافي ان يساهموا في ملء الفراغ العلمي والثقافي الذي خلفه الشيخ/ حمد الجاسر رحمه الله ،وان يمارسوا دوراً فاعلاً في إحلال وصنع مرجعية ثقافية تحظى بالثقة وتتمتع بالقبول والتقدير كتلك التي ظفر بها ونالها الشيخ حمد الجاسر، كان يختلف مع الكثيرين ويختلف معه كثيرون ولكنهم في النهاية يسلمون له الريادة ويذعنون إليه بالمرجعية الثقافية الكبرى.
كما أن تلك اللجنة مطالبة بردم الهوة الحاصلة بين جيل الرواد الكبار وبين الأجيال الثقافية الصاعدة التي تحتاج إلى ابرام عقد ثقة بينهما وأن يتم اشراك تلك النخب الناشئة في أي منجز ثقافي وان يفسح لها مجال أرحب لحضور فاعل في المشهد الثقافي الذي تعيشه المملكة.
ان هذه اللجنة بكفاءاتها القادرة تجسد وفاء الوطن بشتى شرائحه وانتماءاته حاملة الهم الوطني الذي امتزج في مشاعر أبنائه بعيدا عن المهاترات العقيمة التي يحاول إثارتها بعض أنصاف المثقفين في شنشنة أخزم وحيلة عاجز.
والله كان في عون أهل الوفاء,,.
محمد بن عبدالله المشوح
|
|
|
|
|