| عزيزتـي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد
الأطفال في رعايتهم مسؤولية الآباء والامهات خصوصاً فيما يتعلق بقواعد السلامة خارج المنزل وبالذات حالات دهس الأطفال في الشوارع، لم أكن أتمنى أبداً أن أوضع في موقف مثل الذي حصل لي ولكن قدر الله وما شاء فعل وكأن فيما سوف أقول تحذيرا ونصيحة في آن واحد ,, اذ كنت أمشي بسرعة معتدلة داخل أحد الأحياءوفجأة وفي لمح البصر ظهرت أمامي طفلة لم تتجاوز ربيعها الثالث متجهة الى الجانب الثاني عندها حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن أوقف السيارة لتفادي دهس الطفلة وكنت أنتظر لحظتها صوت ارتطامها بالسيارة ولكن لطف الله كان الحاجز بين أن تصبح الطفلة في عداد الموتى وأمها في عداد الثكلى ,, وكنت سوف أكون في موقف لا أحسد عليه لولا عناية الله ولطفه ومما زاد من صعوبة الموقف ان السيارة لم تقف بعيداً عن جسد الطفلة سوى سنتيمترات قليلة كانت كفيلة بأن تعيد الطفلة من حيث أتت وقد ارتسم على محياها كل خطوط الخوف والذهول ,, كما كان نصيبي ان تسارعت دقات قلبي وكاد الدم أن يتحول الى كتل من الثلج الأحمر في عروقي لو كانت تلك الطفلة تحت وطأة اطارات السيارة .
ورغم كل الخوف لحظتها تساءلت كيف خرجت هذه الطفلة بهذه السرعة وأين كانت عين أمها عنها ومن علمها أن تعبر بدون أن تنظر الى جانبي الطريق وماذا لو أصبحت تلك الطفلة مهشمة تحت حديد السيارة الذي لن يعطيها فرصة حق للتنفس، أكملت الطريق وأنا في ذهول وحيرة من مما حدث.
طلفتي التي هي في عمر تلك الطفلة والتي تعودت أن أحضنها دائماً حضنتها هذه المرة بحرارة الأبوة الحانية وكأني لم أحضنها من قبل، وكنت في قرارة نفسي لا أتمنى أبدا أن يحصل لها ما حصل لتلك الطفلة.
ترى كيف سوف يكون الوضع لو أننا فقدنا كل يوم لا سمح الله طفلا أو طفلة على جنبات الطرق وداخل الأحياء بالذات , وأين التوعية لهؤلاء الأطفال ؟ وهل يحصل هؤلاء الأطفال على قدر من التوعية المرورية في مدارسهم ومنازلهم خصوصاً في التعامل مع الطريق والسيارات وكيفية عبور الشارع بسلام؟
أتمنى ذلك وأتمنى ان لا يصاب أي طفل بحادث دهس ينشطر معه قلب أم أو أب, حفظ الله الجميع من كل مكروه.
ناصر بن فهد العتيبي اخصائي اجتماعي بنادي الشباب
|
|
|
|
|