أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 15th December,2000العدد:10305الطبعةالاولـيالجمعة 19 ,رمضان 1421

مقـالات

وجوم موظف
د, سليمان الرحيلي
تضم الادارات المختلفة في مجتمعنا اعدادا كبيرة من الموظفين الأكفاء الذين يفخر المرء بحسن إداراتهم ومواظبتهم وحسن تصرفهم وثراء عطائهم فيما يواجههم من مواقف وما يقدمون لدوائرهم ومراجعيها من إنجازات وخدمات ويتفاوت هذا النوع من جهة لأخرى، بل من قسم لقسم داخل الادارة ذاتها واذا كان هذا السلوك الاداري والمستوى الوظيفي الحميد الذي يتحلى به هؤلاء هو القاعدة والنتيجة المبتغاة التي تهدف الادارة الصالحة إلى غرسها في منسوبيها قبل غيرهم وأن تكون اللغة والسلوك اللذين يخاطب أو يواجه بهما الموظفون في مختلف قطاعاتهم الناس وتقديم خدماتهم إليهم أو هكذا ينبغي ان يكون.
اذا كان ذلك هو الأصل فانه توجد شرائح موظفين في ادارات عديدة بغير هذا المستوى أو المفهوم ويقبع هؤلاء في مراتب ومكاتب عديدة ما بين مكاتب الصادر والعام وحتى المدير أو الرئيس العام للإدارة ومنهم السكرتير والاداري أو المفتش أو المستشار وحتى المهندس والطبيب، يؤدي هؤلاء أعمالهم بشكل روتيني مغرق كل همه قضاء وقت الدوام برتابة والتأفف من وضع الادارة أو وضعه الوظيفي والوجوم في وجه المراجعين له من خارجها وتأجيل أمورهم أو الاعتذار بالانشغال أو صرفهم الى موظف غير موجود أو مكتب آخر ثم الانسلال من مكتبه,, وغير ذلك من مظاهر التصريف والتعقيد في الادارة ومراجعيها.
ومن هؤلاء من يعامل الناس بكبرياء وعلية حتى ولو كان في وظيفة صغيرة جدا,, كل ما في الأمر ان المراجع أو المتلقي لخدمات تلك الادارة هو أنه يراجع واقفا أمام موظف يقبع خلف مكتب وبتجاهل هؤلاء أنه لا الموظفون ولا المراجعون بعلو مراتبهم أو صغرها أو بمكانتهم الاجتماعية أو عدمها وانما بحسن استقبالهم وجودة أدائهم لأعمالهم واتقانهم لها، وخدمة المحتاجين لها وسهولة تقديمها لهم دونما تعقيد او تمييز أو منّة في ذلك.
ان اسلوب مراجعة أداء الادارة أيا كان حجمها ومسؤولياتها ضرورة في عصر المتغيرات وتسارع الادارات نحو الأداء الأمثل والشفافية في أعمالها وخدماتها وعلاقاتها بالجمهور.
ولم يعد المراجعة والارتفاع في مفاهيم الادارة يقفان عند مراجعة وظائفها وأدواتها الفنية وانما يتجاوزان ذلك الى كوادرها البشرية وتعهدهم بالتجديد والتدريب وحتى تغيير أو تبديل المواقع اذا لزم الامر,
وقد أصبحت كثير من الادارات لدينا في حاجة الى تقويم أداء موظفيها: كبارهم وصغارهم وترقيتهم وفق تجديد خبراتهم وما اكتسبوه من تدريب ودورات حديثة وحسن أداء أعمالهم ومهامهم وفق ما تتطلبه مهنية العمل كما ينبغي وما يحتاجه مراجعوها أو المتلقون له، أما أن يعتمد أولئك على خبرات عتيقة وحضور جسماني ومضي وقت وقصور معاملة وسوء مقابلة تطول أحيانا الزملاء فضلا عن المراجعين فإن ذلك مردود وقد آن الأوان لخلخلة الادارات لدينا من هذه الشريحة من الاداريين بشكل رأسي وأفقي في الادارة الواحدة وفروعها وان توضع برامج متتابعة لتغيير أداء هذه الشريحة من الموظفين ورفع انتاجيتهم وتعديل سلوكهم وتطوير مفاهيمهم والذي لا يستجيب ينظر في أمره فيحال الى وظائف ثانوية خاصة تلك البعيدة عن مواجهة الجمهور ولا سيما ونحن في عصر الانتقاء والبقاء للأصلح في العمل الوظيفي ووفرة القوى البشرية الوطنية المؤهلة تأهيلا حديثا أو القادرة على التأهيل والاستجابة لمتطلبات الادارة الحديثة ومفاهيمها ومقتضياتها المتغيرة وهو ما يتيح لنا تغيير اولئك الموظفين بآخرين أكفاء ينتظمون في العمل ويحسنون التفاني فيه والالتزام بمسؤولياته بحق وحتى أدبياته وشرف أدائه بإخلاص ونتخلى تدريجيا من شريحة أخرى عفا عليه الزمن تعاني كثيرا من القصور المهني وتعكس كثيرا من عدم تحقيق منافعها ومطامعها الشخصية وظروفها العائلية ونحوها على أعمالها الوظيفية والمستفيدين منها ليس مرة وانما شطرا وأكثر من عمرهم الوظيفي.
وأخيرا فإن هذه المقالة هي صدى شاهد لأداء وسلوك وظيفي في بعض الادارات وفروعها ويعبر الكثير بزفرة أو تمني جهة يرجع إليها في الابلاغ عنه, أما الآخرون فيعبرون عنه بنفثة قلم.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved