| مقـالات
هنالك (نزعة فوضوية) يمر بها الشعر الشعبي فصار من لا يستطيع أن يكون شاعراً صار شاعراً، ومن لا يستطيع أن يكتب أي شيء صار ناقداً أو أديباً، ومن لا يعرف الصحافة صار رئيس تحرير.
هذه النزعة الفوضوية فرَّغت الشعر الشعبي من محتواه الحقيقي وروحه الأدبية، وأدخلته في أقبية مظلمة، وانتشرت (الثقافة التافهة) وصار الشعر الشعبي اليوم يسير إلى لا شيء أو أنه يسير في طريق مسدود, ولعب الشارع في تشكيل (البيئة) الشعرية الجديدة ولعبت الوصولية والانتهازية والجسارة وطرح الحياء في تحويل الشعر الشعبي للتسخير الاقتصادي المتذرع بالاستعلاء رغم أن تلك البيئة الشعرية لا تستطيع أن تنتج أدباً لأن الأدب يحتاج إلى الإبداع والثقافة والتفرغ والجد ولكن تلك البيئة الشعرية الصحفية كفيلة أن تقتل أدباً, قبل أكثر من خمس سنوات أفرزت الصحافة الشعبية الشهرية تياراً تعاظم أثره وخصوصاً بعد النكسة التي أصابت الصفحات الشعبية في الصحافة اليومية باستثناء بعض الصفحات الجادة هذا التيار تبنى أساليب جديدة هي ما يعرف بثقافة الصورة أو نستطيع أن نقول (ثقافة الجسد) هذه الثقافة أتاحت للشعر الشعبي أن ينزع عن نفسه صفة الأدب الجاد وانهزم (الشعر) أمام الصور الفارغة والأصباغ والمساحيق الجميلة، وبدأ الانفلات غير المنضبط يتهدد الصحافة الشعبية وخصوصاً (المجلات الشعبية)، وبدأت تلك المجلات تفرض نفسها على الحياة الاجتماعية والثقافية وصارت تلك المجلات وسيلة لكسب الشهرة والثراء وقد جاء اليوم مع الأسف الذي بدأ يختفي فيه الأدب الجاد ويحل محله الصورة الفارغة والكلام الهزيل التافة.
وسعت تلك الصحافة إلى تبنّي نماذج مما أطلقت عليهم (نقاداً) فانحدروا بالكتابة الأدبية انحدارا خطرا وتبنوا نزاعات هامشية أغرقت الشعر الشعبي بالثرثرة والجدل, إن هنالك مشكلة كبرى يعاني منها الشعر الشعبي بل يعاني منها وسطنا الثقافي وهو هذا الغثاء الذي تعج به الصفحات.
إننا مدعوون جميعاً إلى الارتقاء بالكتابة والصحافة بالالتزام والأمانة والنزاهة لكي تكون ضمير المجتمع.
|
|
|
|
|