أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 15th December,2000العدد:10305الطبعةالاولـيالجمعة 19 ,رمضان 1421

أفاق اسلامية

بنات النبي
منى عبدالله الذكير
من السيدات اللواتي أعتز بهن كثيراً الدكتورة عائشة عبدالرحمن الملقبة ببنت الشاطىء , فهي ذات فكر إسلامي مضيء، متألقة البيان, كرست جل حياتها رحمها الله في خدمة الدين الإسلامي وكتبت ونشرت العديد من البحوث والكتب تُظهر فيها محاسن المسلمين وعلى رأسهم سيد رجال العالمين الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, كانت تبحث في شخصيته كإنسان وكنبي, أصدرت كتابها أم النبي محاولة لفهم جانب النبوة في الوليد اليتيم الذي تحول إلى مبعوث سماوي كآخر الأنبياء والمرسلين ودور أمه السيدة آمنة في غرس مبادىء الخير والحب نحو البشرية, ثم اليتم والحرمان في تكوين شخصيته الشاملة للإنسانية.
الدكتورة بنت الشاطىء عرجت في مؤلفاتها الى جانب آخر من حياة النبي العاطفية والذكورية ففي كتابها نساء النبي طرحت وجهة نظرها في الزوج والرسول,, فقد كان صلى الله عليه وسلم يمارس حياته في بيته ببشرية سوية لم تجردها النبوة من العواطف والرغبات.
وجاء كتاب الدكتورة عائشة الآخر بنات الرسول الذي أُحب قراءته دوما ففيه نماذج من سيدات العرب بكفاحهن وصبرهن وقوة عزيمتهن.
لقد شغلت شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فكرة الدكتورة وغاصت في تفاصيل عاطفته الأبوية نحو بناته وذلك الحنان الفياض الذي أسبغهُ عليهن.
لقد تزوج الرسول قبل البعث بخمسة عشر عاماً من زهرة سيدات قريش أجملهن وأكثرهن جاها ومالاً السيدة خديجة أعجبت بأمانته حين عمل لديها وعاد بقافلتها تزخر بالربح والخير,, فعرضت عليه أن يتزوجها فوافق,, وكانت ثمرة ذلك الاقتران المبارك أربع بنات, جميعهن ولدن في الجاهلية يوم كانت القبيلة تفضل ولادة البنين لما في ذلك من عزوة في الحروب والغزوات ولصيانة الحمى والمال,, حتى بلغت بهم الحال الى وأد البنات خوفاً من الفقر والحاجة التي تحط من كرامة المرأة,, أو العار من السبي في الغزوات.
والدكتورة بنت الشاطىء تُقدم موجزاً لحياة كل ابنة على حِدة,, بشكلٍ عبقري مبدع,, كانت البنت الكبرى هي زينب التي أحبها ابن خالتها أبوالعاص وخطبها من والدها الكريم فكان رده صلى الله عليه وسلم يناسب عظمته حين قال: نعم الصهر,, ولكن لابد من مشورة الابنة فهي صاحبة الشأن, وجاءت موافقة زينب وعمت الأفراح في قريش, وعندما نزل الوحي على الرسول كانت زينب سباقة الى الإسلام وهاجرت مع النبي وأولادها الى المدينة تاركة زوجها في مكة فقد رفض الاسلام حتى لا يخذل قومه,, بعد ست سنوات من الهجرة وقد أضنى الهجر زينب جاء أبوالعاص وأسلم وطالب برد زوجته وضم أولاده,, فكان له ذلك,, ولكن بعد عام واحد كان الفراق الأبدي ورحلت زينب عن الدينا سعيدة بقرب والدها وزوجها, أما الأختان رقية وأم كلثوم فقد تزوجتا من ابني عمهما عتبة وعتيبة والدهما أبولهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك قبل البعث,, وما أن تلقى النبي رسالة ربه حتى هاجت قريش وماجت واشتدت عداوة أبي لهب وامرأته للرسول حتى نزلت فيهما الآية الكريمة تبت يدا أبي لهب وتب واشتدت قسوته وامرأته على الابنتين ورداهما لوالدهما مطلقتين.
وتقدم عثمان وتزوج رقية وكانا أجمل عروسين في قريش, وهاجر معها الى الحبشة ثم الى المدينة وسميت رقية ذات الهجرتين, ولكن ثكلت بوفاة ولدها الوحيد عبدالله وقبله موت أمها السيدة العظيمة خديجة فاشتدت الحمى عليها وماتت وهي تسمع الهتاف بانتصار المسلمين في مكة, وتزوج عثمان اختها أم كلثوم التي عاشت في المهجر ستة أعوام وحضرت صلح الحديبية على يد زوجها عثمان وماتت في بيته دون ولد.
أما الزهراء فاطمة أحب الخلق الى قلب والدها فقد تزوجت علي بن ابي طالب ابن عم والدها, اسلم وعمره عشرة أعوام وشغلته الحروب من أجل الاسلام عن التجارة وجمع المال فعاشت معه الى الفقر والخشونة اقرب مما ترك اثرا في صحتها,, وكاد علي أن يتزوج عليها فحزنت وغضب لها والدها الكريم صلى الله عليه وسلم وجاءت بعد ذلك الذرية الصالحة (الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم)، لقد آثر الله سبحانه فاطمة الزهراء فحضر في ولدها ذرية النبي المصطفى, توفي والدها الرسول وبشرها أنها أول من سيلحق به من أهل بيته فاستبشرت وضحكت, وأسلمت الروح بعد ستة أشهر من وفاة والدها العظيم, وكُتب اسمها في سجل الخلود,.
رحم الله بنت الشاطىء الكاتبة المبدعة الإسلامية التي كانت من أوائل النساء العربيات اللواتي حصلن على جائزة المغفور له الملك فيصل آل سعود رحمه الله .

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved