أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 15th December,2000العدد:10305الطبعةالاولـيالجمعة 19 ,رمضان 1421

الاخيــرة

دوافع النوازع
موسم الحصاد
من الحكمة ان يكون المرء حريصاً على اغتنام الفرص التي تعود عليه بالخير، ومن المصابرة أن يجتهد في استغلالها بغض النظر عما يقدمه من تضحيات، ويبذله من طاقة.
والفرص تتاح بين الفينة والأخرى، فمن جاهد في النيل فاز، ومن تكاسل فقد خاب، والأنفس تألف الكثير من الفضل، مع القليل من العناء، وهما نقيضان قلما يلتقيان، وصراع الأنفس بين العطاء والكسل صراع دائم ومرير، وبمقدار انتصار أحدهما يكون حجم النوال أو ضياع المنال.
وشهر الصوم الكريم موسم عطاء للباقية، مع خير للفانية, فهل نغتنم فضل هذا الموسم فنزيد في ميزان الآخرة، قبل أن نعجز عن ادراك ذلك؟
ونحن الآن على أبواب العشر الأواخر من رمضان فعلينا أن نعد العدة في هذا الموسم، قال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، وإن إمرؤ قاتله أو شاتمه فيلقل: إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يدع طعامه وشرابه وشهواته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها فتح الباري مجلد 4 صفحة 125 .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه قال ابن حزم في المحلى: ليلة القدر تأتي مرة واحدة في العام من شهر رمضان، في العشر الأواخر خاصة، في ليلة واحدة بعينها لا تنتقل أبداً إلا أنه لا يدري أحد من الناس أي ليلة هي من العشر المذكورة، إلا أنها في وتر منه ولابد, قال بعض السلف: من يقم العام يدركها، قال تعالى: إنا أنزلناه في ليلة القدر وقال عز وجل شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن فصح انه أنزل في ليلة القدر في شهر رمضان، وضح ضرورة أنها في رمضان لا في غيره.
وعن أبي سعيد الخدري قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له، ثم أبينت له أنها في العشر الأوخر فخرج على الناس فقال: أيها الناس إنها كانت أبينت لي ليلة القدر وإني خرجت لأخبركم بها فجاء رجلان يسأل عنها معهما الشيطان فنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان التمسوها في التاسعة، والسابعة والخامسة ويستحب الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم التمسوها في العشر الأواخر وانما تلتمس بالعمل الصالح لا بأن لها صورة أو هيئة يمكن الوقوف عليها بخلاف سائر الليالي.
كم هو مغنم ان ينتهي الشهر وقد بذل المرء فيه الكثير من الجهد، وكم هو رائع ان يلهث المرء بالدعاء طالباً العطاء قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً، يطلب من الباري دون وسيط فهو لا يحتاج إلى ذلك فالله هو القريب المجيب الداعي اذا دعاه.
ندعو الله أن يعيننا على الاجتهاد في هذه الأيام المباركة وان يقبل دعاءنا، ويغفر ذنوبنا وييسر لنا أمورنا إنه على كل شيء قدير.
د, محمد بن عبد الرحمن البشر

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved