| عزيزتـي الجزيرة
قال تعالى (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم) وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث علم ينتفع به أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له) من خلال القرآن والسنة يتضح أهمية التنشئة الصالحة للابناء ومخرجاتها الثمينة لأن الابناء في هذه الحياة يعتبرون قطاعاً شبيها بالقطاع الاستثماري واقرب ما يكون القطاع الزراعي فحين يولي صاحب المزرعة اهتماماً خاصاً لمزرعته ويراعي استثمارها بالماء والمركبات الكيميائية فان النتائج بإذن الله تكون سليمة وتصبح النتائج مستقبلاً على شكل متوالية حسابية بخيراتها وهذا ينطبق على رعاية افراد الاسرة لان تربية الابناء ليست بالشيء الهين , حيث تحتاج الى صبر واحتساب وتنازل وتضحية ومال , فلا يمكن أن نجد مستثمراً ناجحاً دون أن يبذل الوقت والجهد وتنازلات ومخافة الله على حساب نفسه وجسمه للحصول على المكاسب المتوقعة والابتعاد عن الخسارة.
لذا فان الابناء يحتاجون من الاب الوقت الكافي لرعايتهم ومتابعتهم وتوجيههم التوجيه السليم وتحقيق متطلباتهم وذلك في علاقاته الاجتماعية واتجاهاته الاسرية والعلمية , فعامل الوقت والتخطيط امران مهمان في التخطيط والتنشئة الاجتماعية للابناء والاستثمار على حد سوء كما ان عملية الصبر أمر ضروري عند التاجر والمزارع بصفة خاصة لان قطف المكاسب والثمار يحتاج الى وقت كاف وصرف مالي وذلك من اجل تحقيق الارباح , ومن هذا يتضح أيضاً ان تربية الابناء شبيهة جداً بذلك حيث تحتاج الى الوقت الكافي والصرف والتوجيه والتربية لقطف ثمار الصلاح فلا يعني تعثر احد الابناء او عدم طاعته لوالديه في وقت ما ان ذلك نهاية الطريق، بل التربية عبء مثلها مثل الاستثمار الذي قد يحصل له بعض العثرات ولكن بسبب الامل المرتبط بالله سبحانه وتعالى يعود الابن الى الطريق الصحيح وهذا نجاح لتجارة الاب مع الابن والبنت حتى آخر حفيد يضاف الى ذلك المشاركة بالاعمال الصالحة التي ربي عليها الابناء هنا يقال صلاح الآباء يدركه الابناء الذين يدعون ايضاً لوالدهم ووالد والدهم وهكذا التجارة التي تتضاعف بزيادة المكاسب.
إبراهيم أحمد الضبيب
|
|
|
|
|