| عزيزتـي الجزيرة
من جديد,, أعود فأشمر عن ساعد قلمي لأسطر لما (لا ناقة لي فيه ولا جمل) لمعاناة اهلها أحق مني في صياغتها وترجمتها بحكم التجربة وخوض غمار الوصب والتعب والنصب,, اسطر لا لشيء إلا لأن من يتحدث بلسانه يتهم بمجافاته للصواب وبعده عن الحقيقة,, يتهم بالبعد عن المصداقية والواقعية ولعل هذا وللاسف ينطبق على كثير من الامور التي تقيدها رتابة المجتمع وإصراره على التمسك بالتقاليد البعيدة كل البعد عن المصداقية والحقيقة فأنتِ أيتها المعلمة يا من قدر الله لك خوض غمار هذه التجربة احكمي على حرفي بعد قراءته الذي ادرك تماما انه غفل عن اشياء كثيرة بحكم الفارق بيننا فأنت مجربة وأنا فقط متحدثة وأنت أيها المسؤول امام الله قبل كل شيء تأمل معاناة المعلمات ثم كن بعدها حكما فاضلا لتعين المعلمة على تحمل مآسي اليوم الدراسي وعنائه,.
من يتأمل الفصل الدراسي الاول لهذا العام يجده فصلا دراسيا طويلا لدرجة الملل والشعور بالفتور من الناحية الدراسية الذي بدوره انعكس سلبا على بقية النواحي الحياتية الاخرى، فهذا الفصل الدراسي طويل طويل بل أخذ أكثر من نصابه المفترض اخذه، فها هو شهر رمضان قد حط رحله بين ثنايا ايام هذا الفصل مع ان هذا الفصل لا يحتاج لايام لتضاف لسجله فكيف إذا كانت الايام المضافة ايام فضيلة كهذه الايام التي ينتظرها المسلم ببالغ الشوق علَّه يستزيد من الاعمال الصالحة؟!
فإذا كانت المعلمة (الأم) أو المسؤولة عن ادارة منزل تعود على مشارف اذان العصر أو قبيله بدقائق معدودة وقد أخذ منها التعب كل مأخذ لتؤدي دورها (الاجباري) كمسؤولة في المنزل من رعاية للشؤون المنزلية التي يأتي طهي الطعام واعداد وجبة الافطار في قائمته الرئيسة خصوصا لمن لا يوجد من يساعدها على ذلك فهذه المتعبة كيف ستدخل المطبخ لتعد وجبة افطار وعشاء في آن واحد؟! قد يقول قائل: وما المشكلة لقد كانت تُعد طعام الغداء قبل حلول هذا الشهر الكريم؟! فمع احترامي لهذا القول إلا أنني ارده على قائله لاسباب:
أولها: ان وجبة الغداء ليست كاعداد مائدتي الافطار والعشاء في رمضان وما يتخلل اعدادهما من تنويع في الوجبات صحيح ان هذا بأيدينا جلبناه وعلى انفسنا جنيناه ولكن ما الحل إذا كان من حولها يطالبها أشد المطالبة بتطبيق مبدأ التنويع في اعداد الاصناف؟!
وثانيها: ان المعلمة المسؤولة عندما تُعد وجبة الغداء ينتهي دورها إلى حد ما في فترة الظهيرة لتخلد بدورها بعد العصر للنوم او الراحة بعكس ايام هذا الشهر، فإذا كانت تخرج كما اشرت قبيل العصر هل ستخلد للنوم أو الراحة؟!
بالطبع لا ليكون بذلك قد ضاع عليها الظهر والعصر!
ثالثها: صحيح ان المرأة تؤجر بإذن الله على اعدادها للطعام وتفطير الصائمين إلا ان التعب (المضاعف) ينعكس سلبا على دورها كامرأة يتحتم عليها القيام بالعبادات من قراءة للقرآن واستعدادها بالراحة طبعا لصلاة التراويح وقيام الليل فكيف يتسنى لها ذلك؟! يا ترى من يملك الاجابة على تلك الاسئلة التي بالكاد تعكس أهمية قصوى على حياة كل امرأة مسؤولة فكيف إذا كانت مسؤولة عاملة؟ لابد ان ذلك يتطلب قوة فولاذية ونفسا صبورة خالية من الأمراض!
مهلا!
لم تنته المأساة بعد بل ان هناك ما هو جدير بأن يناقش ويثار ولعلي حين اهتف باسم كل من تحف الرحمة جنبات قلبه بأن ينظر إلى حال تلك المعلمة التي تعمل في مناطق بعيدة كيف سيكون وضعها في هذا الشهر؟!
إذا كان واقع المعلمة السابقة مؤلما فإن واقع هذه أشد ألما ومضاضة لن اسرد تفاصيل معاناتها التي لن افيها حقها من الشرح ولكن حسب من خاض التجربة المريرة سواء معلمة او من أولياء الامور والاحبة يدرك مدى المعاناة وعمق ابعادها والتي تسد فتحات الامل المطلة على واقعها حسبي أن اقول:
هذه المعلمة والتي تتمنى ان تعيش جواً روحانيا يتوافق مع هذا الشهر الفضيل لا تصل إلا قبل اذان المغرب او قبيله لعلها تدرك افطارها مع من ينتظر قدومها بفارغ الصبر فضلا عن حسرتها على وقت صلاة العصر ومعاناتها في تأديتها او لعلها تستأجر لها سكنا قريبا من مقر عملها وما يتبع ذلك من آلام ومتاعب جديدة هذه المعلمة لا تملك إلا بضع (لقيمات) ترميها بفتور وتعب لتخلد بعدها للراحلة فلا تنهض من نومها إلا وقد انتهى الحرم المكي من صلاة التراويح فأين دورها كمسلمة؟!
الا يحق لها أن تعيش هذا الجو الايماني؟!
ومما يزيد الامر سوءاً ان هذه المعلمة لابد ان تذهب للمدرسة (وقت ذهاب الطلاب والطالبات لمدارسهم في الدوام الشتوي قبل رمضان!) وقد انتهت المناهج الدارسية فضلا عن عدم تخفيض عدد الحصص باستناء السابعة او السادسة (الحصة الأخيرة) فقط!!
فهل يا ترى حال المعلمة في هذا العام يختلف عن العام الماضي الذي روعيت فيه من قبل ولاة الامر حفظهم الله؟ أم يا ترى انتهت مشكلتها بقرب انتهاء عام 2000؟!
مجرد رحمة بهؤلاء المعلمات ونظرة بعيدة المدى معهودة منكم لاهلهن وذويهن خصوصا في العام القادم الذي يتوقع ان يكون اشد وأقوى من هذا العام فهذا الرجاء يرفع إلى معالي الرئيس العام لتعليم البنات بأن ينظر من جديد فيما استجد على ساحة هذا العام ولعلي اقول له ما قاله معلم البشرية رسول الله صلى الله عليه وسلم: رفقاً بالقوارير يا معالي الرئيس.
إشارة!
الأخت الفاضلة أم محمد عنيزة أشكر لك ذلك الاطراء ولكن يا عزيتي انتن اهل مكة وأدرى بشعابها فاستلي قلمك من غمده واكتبي بل وليكتب كل من عرف شعابه فهو المتحدث الرسمي أولا ولانه يعلم مالا يعلمه غيره ولا يلقي بالاً لمن قد يتهمه بالبعد عن الحقيقة ومجانبة الصواب,.
ولكِ تقديري وسلامي لشخصك الفاضل.
عزيزة القعيضب
|
|
|
|
|