| الريـاضيـة
هذه القاطرة الهلالية الزرقاء المندفعة للإمام وبتهور وكأنها بدون كوابح ,,تجتاح الفرق وتلتهم البطولات وتجعل الأساطير حقيقة والأحلام واقعاً وتسطر الإنجازات وتكتب الامجاد وتقزم الآخرين,, هذه القاطرة ليس اسهل من الحديث عنها,, فيكفي ان تمسك القلم بيدك لتجده يتراقص على الورق بانسيابية وسلاسة وبدون عناء,, لان امامك صيداً ثميناً وبحراً غزيراً لا يجعلك في حيرة من أمرك,, فهذه الفرق الحية,, الحديث عنها لا ينضب والبحث فيها لا ينتهي,, فهي مادة دسمة وعامرة لمن يرغب في دراستها وسبر اغوارها والخوض فيها,, فليس السعوديون هم من يحق لهم الفخر بهذا الأزرق الاسطوري الذي روض فرق شرق آسيا المتطورة,, وكسر شوكة الأندية العربية القوية,.
وحيث تذكرت مقولة كابتن الفريق العربي الكويتي عندما قال,, اننا نفخر نحن الخليجيين بأن لدينا مثل هذا الفريق يشرفنا ويبيض وجوهنا عند الآخرين ,, وقرأت تقريراً صحفياً يقول ان الكويتيين اصبحوا يرون الهلال مثلاً جديدا وفارساً للاحلام ساحبا البساط من الأندية العالمية ميلان وبرشولنة وبايرن موينيخ,, الخ,, واصبح اسم الهلال ومبارياته مادة دسمة في الدواوين الكويتية وفي تسمية فرق الدورات الرمضانية باسم الهلال,, إذن هو غزو كروي ازرق لمعقل الكرة المنافسة للكرة السعودية,, وعلى كل حال فهذا ليس وليد اللحظة او هذه السنة بل هي هيمنة زرقاء ظهرت منذ أعوام طويلة,, فمنذ القدم والهلال هو النادي المفضل والأول لدى الخليجيين.
والخليجيون لا يختلفون على ان المنتخب الكويتي كان المنتخب رقم واحد والمنتخب الحلم في الخليج حتى عام 84م,, حيث خطف الرآية منه المنتخب السعودي ولازال,, أما الفريق الحلم فلن يختلف الخليجيون على ان اهلال هو الفريق رقم واحد لديهم,, واعظم فريق انجبته منطقة الخليج والجزيرة,, وأراهن انه لو عمل استفتاء خليجي لحقق الهلال النسبة العربية الشهيرة 99,9% .
وانضمام الهلال للمحفل العالمي,, اتى بعد كفاح واصرار هلالي شديد,, حققه بمهارات لاعبين ودعم اعضاء شرفه ومشجعيه,, بعد ان حرم من حق التأهل بصفته بطل القارة لابطال الدوري كما هم ابطال القارات الأخرى,, وحيث نكص الاتحاد الآسيوي عن مشروعه بالعودة لترشيح بطل هذه المسابقة للمونديال واجلها للموسم القادم !,, حتى مع مماطلات شيميزو في تحديد موعد ثابت للسوبر,, واكاد احلف انه لو كان الهلال هو بطل الكؤوس وشيميزو بطل لأبطال الدوري لطبقوا المشروع الجديد وتم تأهيل شيميزو لكأس العالم مباشرة وبدون سوبر,, بل انه كان من المتوقع ان يشارك الهلال في المونديال قبل هذه بصفته بطل سوبر 97م,, ولكن رفض بحجة وجود فارق زمني لا يمكن كسره اي هين ,.
وفعلا من لا يأكل بيده لا يشبع , فالآن صعد الهلال عنوة وقهراً للمونديال,, وعن طريق الملاعب وليس المكاتب وما اعظم الفرق بينهما,, فهذا منح التأهل الهلالي مذاقاً خاصاً وطعماً مختلفاً,, فعلى ارض الملعب احتفل لاعبو الهلال مع جماهيرهم بالتأهل للعالمية وهم في ذروة التعب والارهاق وعرقهم لم يجف بعد,, واعلان التأهل من الملعب وبمتابعة القنوات التلفزيونية والفضائيات منح هذا الانجاز بعداً وانتشاراً إعلامياً كبيراً,, ووقعاً أكبر ولا ينسى لدى عشرات الملايين.
والمخيف لمنافسي الهلال اين المنافسون يا حسرة ,, ان الزعيم يحقق هذه الانجازات القياسية بفرق يعتبر معدل اعماره متوسطاً,, فمن ابرز نجومه مجموعة من الشباب او الشبان,, التمياط والدوخي والشلهوب والغامدي,, الخ,, والذين بالعرف الكروي لم تحن انتاجياتهم وقطف ثمرتهم بعد,, انتظارا لاشتداد عودهم وزيادة خبراتهم وتجاربهم!,, ولكنهم الاجيال الزرقاء وخريجو المصنع الأزرق,, لا يعترفون بخبرة او انتظار او اعداد,, وتخيل ان هؤلاء الشبان لعبوا خلال 14 شهراً ,, ثماني مباريات نهائية مع نهائي المنتخب ,, أي نهائي في كل شهر ونصف الشهر,, فأي خبرات متراكمة وتجارب وتمرس في حصيلتهم الآن.
ومن أطرف ما قرأت عن كاتب يرقص نفسه ,, يقول ان مستقبل الهلال في خطر حيث انه يفتقد للمواهب الناشئة,, اي ان فريق الهلال مصاب بالشيخوخة ولا مستقبل له,, ولا نلومه ربما تكون لديه قناعة او انه تعود على ان عدد سبع او ثماني بطولات هو النسبة المعتادة التي يحققها كل جيل رياضي حيث يدخل بعدها مرحلة الاعتزال والترهل العمري,, وربما نسي ان هذا الهلال وان ما حققوه تم خلال موسم واحد تقريباً وليس عشرة مواسم,, اي ان هذه البطولات فتح باب بمشيئة الله.
ويخشى منافسو الهلال إذا كانوا موجودين ,, ان يكون لاعبو الهلال اصيبوا بالسعار البطولي والذي يجعلهم لا يشبعون من جمع البطولات ولا يكلون ولا يملون من افتراس الفرق,, لان هذا سيعني ان دور الكومبارس الذي تلعبه تلك الفرق سيكون دوراً مؤبداً,, أي تأبيدة .
Salehs88@yahoo.com
|
|
|