|
| شرفات
يزداد الاتجاه للطب البديل والتداوي بالأعشاب يوما بعد يوم حتى ان شركات إنتاج الأدوية العالمية أصبحت تنتج كميات كبيرة من أدوية النباتات والأعشاب الطبيعية التي ثبتت فعاليتها لأنها لا تحدث آثارا جانبية كما في الأدوية الكيماوية، والوصفات الشعبية جزء لا يتجزأ من تراث العديد من شعوب العالم ومن أقدم الأطباء العرب في هذا المجال ابن سينا وكذلك كان الفراعنة والهنود والصينيون فقد كانوا أكثر الشعوب استعمالا للأدوية البديلة، وفي السودان التداوي بالأعشاب معروف منذ القدم ومايزال ساريا خاصة في المناطق النائية بشمال وشرق وجنوب وغرب السودان حيث تكثر الأعشاب في هذه المناطق ويقبل العديدون على التداوي بها.
الجزيرة التقت بخبير التداوي بالأعشاب الجيلي سالم النور في هذا الحوار حول كيفية التداوي بالأعشاب ومدى الاقبال عليها في السودان.
* كيف اكتسبت الخبرة في مجال التداوي بالأعشاب؟
اكتسبتها من والدي فهو من أبرز العاملين في هذا المجال ولديه تجربة رائدة في التداوي بالأعشاب التي أخذها عن أسلافه في منطقة قرية الدوين في شمال كردفان بغرب السودان التي ينتشر بها الكثير من الأعشاب المعروفة التي ورد ذكرها في كتب التاريخ مثل البقدونس والينسون وبذرة الخلة والكافور وحلفا البر والدمسيسة والقرض والحرجل وكلها موجودة بكثرة في مناطق وادي النيل وكان الفراعنة يستعملون البقدونس لعلاج كسل الكبد، وقد اكتشف في عصرنا انه غني بفيتامين ج وأ ويحتوي على عنصر الحديد وهو يساعد في إعادة تكوين الأنسجة في الجسم ويساعد على نمو الأطفال ويحتوي على مادة ابيول التي تسهل عملية الهضم وهي مادة فعالة في تجميل الجلد وجعله ناعما ويقضي على النمش.
وفي السودان يوجد نبات الدمسيسة او كودي تنوم باللغة النوبية لأهل الدناقلة والمحس فهو نبات طبي معروف في شمال السودان لعلاج مرض السكر وقد كان للباحث السوداني الأصل حسن العبد السبق كأول باحث يعمل على هذا النبات رسالة ماجستير وذكر في رسالته ان العلماء الامريكيين أول من عمل على هذا النبات وقد توصلوا لاكتشاف اربعة أنواع منها في أمريكا والمكسيك واكتشفوا ان هذا العشب يقلل كثيرا من نسبة السكر في جسم الفئران والخنازير اذا اعطيت لهم خلاصة الدمسيسة في شكل جرعات صغيرة وقد توصل الباحث السوداني إلى ان أحد هذه الأنواع المذكورة سابقا ينمو كعشب بري بجوار مياه النيل واستعمل الباحث خلاصة هذا النبات لحقن الأرانب في جامعة الخرطوم وتوصل إلى نتائج باهرة في خفض نسبة السكر ولكن هذا الباحث لم يواصل المشوار لمعرفة أثر هذا العشب الطبي إلى ان واصل المشوار الأستاذ الباحث النور محمد حسن ويستعمل الدمسيسة الآن كعلاج وهو شديد المرارة ويفيد ايضا في احتباس البول وانتفاخ الامعاء وسوء الهضم حيث يتم غلي ملعقة من الدمسيسة على 3 أكواب ماء متوسطة ويشرب منه 3 مرات فيشفى المريض ان شاء الله.
* هل ارتبط وجود الأعشاب بالمناطق النائية بالسودان لكثرة تواجد الرعاة بها وبالتالي لديهم خبرة التعامل معها؟
لزمن قريب كان الرعاة يترحلون بالبادية التي لا يوجد بها مراكز صحية ولا وسائل مواصلات للوصول إلى المدن وعندما يمرضون فجأة يقومون باحضار نبات السدر النبق وينزعون لحاءه ثم يغلى على النار ويسقى منها المريض كوبا كل 4 ساعات وعندما يشكو المريض من الحمى الشديدة او يعاني آلاما اخرى في بدنه يقوم بغلي نبات المحاريب ويشربه.
العلاج السحري
* هل هناك عشب معين موجود في السودان دون غيره من الدول؟ وكيف يتداوى به السودانيون؟
لدينا عشب الغبيش وبرطانة أهل غرب السودان اسمه السابرا ويعتبر علاجا سحريا بمعنى انه يعالج الكثير من الأمراض خاصة الضغط الشرياني ومرض السكر الذي ينخفض من 4 صلائب إلى صليب واحد بعد استخدام شراب هذا النبات لمدة اسبوع ويفيد أيضا في حالات التهاب المفاصل والروماتيزم واحتباس البول والقولون حتى عندما يجرح الإنسان من سكين او موسى يتم وضع الغبيش المطحون على الجرح فيبرأ في الحال ويستعمل في التداوي من الأورام الحبل والدمامل التي لم تشف باستعمال الأدوية الكيماوية وفي إصابة الإنسان بأي مرض فهو يغلى مثل الشاي ويشرب وطعمه مستساغ يشبه طعم الينسون.
* هل أسعار هذا العشب في متناول اليد؟
سبع ملاعق كبرى من الغبيش غير المطحون بحوالي دولار أما المطحون بحوالي 5 دولارات وللأسف معظم السودانيين لا يعرفون هذا النبات لأنه غير متواجد إلا في منطقة أم روابة في أقصى غرب السودان حيث ينبت في المناطق الرملية.
ونحن في السودان نستخدم أكثر من 500 نوع من الأعشاب للتداوي واحيانا يخلط عدة أعشاب معا، فلعلاج الرطوبة مثلا نقوم بإعداد ملعقتي حنظل مطحون مع ملعقتي سلميكا وملعقتين من عشب الهبيل ثم تضاف هذه الكميات إلى رطل زيت سمسم ويغلى على النار لمدة 10 دقائق ثم يبرد وعند النوم يدلك جسم المريض به لمدة تتراوح بين اسبوع إلى عشرة أيام وهذه الوصفة مجربة ومنتشرة في السودان ومن تداوى بها مرة واحدة يرجع إلي ليأخذ كميات أخرى ويؤكد أنها افادته اكثر من الحقن والحبوب التي تكون دائما لها آثار جانبية.
* انك تقدم وصفات كثيرة للمرضى مع ان خبراء التداوي بالأعشاب يعتبرون هذه الوصفات أسرارا؟
الإنسان غير مخلد في الحياة وعليه البوح بسر أي علاج يفيد البشر بل والعمل على نشره على مستوى العالم والآن توجد كتب كثيرة متخصصة في التداوي بالأعشاب منها كتاب أعشاب ولكنها دواء إعداد الأستاذ مختار سالم وكتاب قاموس الطب العربي للدكتور عبدالقادر سيد احمد استاذ الكيمياء بجامعة القاهرة وهناك البرديات المصرية للفراعنة عندما عثر عليها بعد آلاف السنين وجد بها العديد من الوصفات للتداوي بالأعشاب وإذا لم تكتب قديما ما تعرفنا على أسرار النباتات والأعشاب ليومنا هذا.
عطيات عبدالرحيم
|
|
|
|
|
