أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 15th December,2000العدد:10305الطبعةالاولـيالجمعة 19 ,رمضان 1421

شرفات

العنب,,, و,,, السرطان
عُرف العنب منذ أقدم العصور حيث توضح الأحافير القديمة أن الإنسان كان يأكل العنب منذ عصور ما قبل التاريخ, ويطلق اسم العنب على الشجرة والثمرة في آن واحد.
وللعنب قيمة غذائية وطبية كبيرة سواء أكان ثماراً طازجة أو زبيباً أم حصرما أم عصيراً، وحتى الأوراق لا تقل قيمتها الغذائية والطبية عن الثمار, وقد ثبت حديثا أن تناول 100 جرام من العنب يعطي الجسم كمية من الطاقة تعادل حوالي 68 سعرا حراريا, وترجع هذه الطاقة أساساً الى احتراق وتمثيل المواد الموجودة بالعنب داخل الجسم.
كما أن الثمار غنية بمركبات الحديد الضرورية لبناء كرات الدم الحمراء والعنب من أشهر النباتات في القرآن الكريم ومن أكثرها ذكراً، حيث ورد ذكره إحدى عشرة مرة في إحدى عشرة سورة.
فلقد ذكر الله سبحانه وتعالى العنب في مواضع عدة في كتابه الكريم في جملة نعمه التي أنعم بها على عباده في هذه الدار وفي الآخرة, وهو من أفضل الفواكه واكثرها نفعاً، وهو احدى الفواكه الثلاث التي هي ملوك الفواكه: العنب والرطب والتين.
وفي ذلك يقول رب العزة: (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون فأنشأنا لكم به جنات من نخيلٍ وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون) المؤمنون 18 19.
ويقول تبارك وتعالى: (وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجّرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون) يس 34 35.
وفي هذه الآيات الكريمة يذكر القرآن الكريم العنب ضمن النعم التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها على الناس في الدنيا.
ويقرر القرآن الكريم أن هذه النعم تستحق النظر فيها والتفكر في قدرة خالقها ثم شكر المنعم عليها، ولذلك ختمت الآيات بقوله تعالى: (أفلا يشكرون)، ومن الملاحظ من الآيات الكريمة أن العنب جاء تخصيصاً وذُكر بالاسم وربما يكون سبب ذلك أن العنب يقوم مقام الطعام، ومقام الإدام، ومقام الفاكهة رطباً ويابساً.
وأخبرنا القرآن الكريم بأن العنب هو إحدى نعم الله على الناس في الدنيا وهو إحدى صور النعيم الذي ينتظرهم في جنة الخلد.
حيث قال تعالى في سورة النبأ: (إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب أترابا وكأساً دهاقا لا يسمعون فيها لغواً ولا كذابا جزاء من ربك عطاء حسابا), النبأ 31 36.
وقالوا عن العنب إنه افضل ما تثمر الغصون وقد وصفه ابن الرومي في الأبيات الآتية:


كأن الرازقي وقد تباهى
وتاهت بالعنقود الكروم
قوارير بماء الورد ملأى
تشف ولؤلؤ فيها يعوم
فكل مجمع منه ثريا
وكل مفرق منه نجوم

(الرازقي: نوع من العنب ينبت في منطقة الطائف أبيض طويل الحبة) والحقيقة أن العنب كله فوائد حتى البذور فهي مصدر لزيت يعرف بزيت العنب يستخدم في صناعة الصابون والأصباغ والبويات, أما مخلفات البذور بعد عملية استخلاص الزيت فتستخدم علفاً للماشية.
والأبحاث الطبية الحديثة اثبتت فاعلية العنب في علاج مرض السرطان حيث لاحظ الأطباء والباحثون في مجال العلاج بالنباتات ان مرض السرطان يكاد يكون معدوماً في البلاد التي يكثر فيها العنب.
وعندما شرعوا في استخدام العنب كعلاج للسرطان وجدوا ان المريض يتخلص من آلامه خلال بضعة أيام ولم يعد يحتاج الى عقاقير مهدئة أو منومة, وفي الحالات القابلة للشفاء كان المريض يتقدم ببطء نحو الشفاء وقد يرجع ذلك الى تأثير العنب في تنقية الدم وإزالة سموم النمو السرطاني الخبيث.
وعلى الرغم من أن العلماء لم يتوصلوا الى وجود المادة الفعّالة في العنب والتي تضاد النمو السرطاني إلا أنه يمكن القول بأن هناك ثلاثة عناصر أساسية وضرورية في ثمار العنب وهي: أملاح البوتاسيوم والبروتين والحديد وقد وجد أن مرضى السرطان تفتقر أجسامهم لهذه العناصر الثلاثة.
وهناك قول يقول ان قدرة العنب على إيقاف النمو السرطاني قد ترجع الى مقدرته على إذابة النمو السرطاني وتحويل أنسجته الى جزئيات دقيقة تخرج الى تيار الدم حيث يتخلص منها الجسم عن طريق البول والعرق والبراز، وبذلك يتم تنقية الدم من هذه المخلفات والسموم ويعود للمريض الحيوية والنشاط.
وهناك بعض الأعراض التي قد تظهر على المريض أثناء مروره في فترة العلاج بالعنب، وهذه الأعراض يأتي توقيتها مع خروج السموم من النمو السرطاني الى تيار الدم, ومن هذه الأعراض حدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم وظهور الطفح الجلدي مع زيادة العرق.
وبعد أن يجتاز المريض هذه الفترة العلاجية ويتخلص من السموم تبدأ أعراض وعلامات الشفاء حيث يتحسن لون الجلد ويعود بريق العينين ويستعيد المريض حيويته ونشاطه وقدرته على التركيز.
واستخدام العنب للعلاج من السرطان يحتاج الى نظام غذائي معين يعتمد أساساً على العنب ويبدأ هذا النظام أولا:
بفترة صيام تتراوح من يومين الى ثلاثة أيام يكتفى خلالها بشرب كميات كبيرة من الماء مع عمل حقنة شرجية يومياً بحوالي لتر من الماء الدافىء ثم يلي فترة الصيام هذه تناول اول وجبة من العنب وذلك بعد تناول (1 2) كوب من الماء البارد على الريق في الصباح ويفضل ان تبدأ أول وجبة في الثامنة صباحاً ثم تكرر كل ساعتين حتى الثامنة مساء (اي 7 وجبات يومياً) ويستمر هذا النظام الغذائي لفترة تتراوح من اسبوعين الى شهرين وتتكون الوجبة من حوالي 30 90 جراماً.
وأخيراً يعتبر التداوي بالعنب من أقدم الطرق المستخدمة في العلاج إلا ان استخدام العنب في علاج مرض السرطان قد يكون أحدثها وتثبت الأبحاث العلمية يومياً فاعلية العنب في علاج العديد من الأمراض وليس أدل على ذلك من باسيل شاكلتون في كتابه (التداوي بالعنب): العنب يحتوي على مواد مذيبة تستطيع إذابة كل الأجسام الغريبة التي بالجسم دون ان تلحق الأذى بخلاياه السليمة.
د, رينا بركة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved