| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظراً لما يحدث لإخواننا المسلمين في فلسطين المحتلة وتضامناً معهم لما أصابهم من عدوان غاشم وتسلط في هذه الأيام المباركة من تلك الفئة الباغية والشرذمة الهالكة دولة إسرائيل أردت أن أشارك إخواني المسلمين في فلسطين ولو بالشيء القليل اليسير في هذه المحنة العظيمة وأبين إلى بعض من يرون ان دولة إسرائيل أمة لا تهزم وعرش لا يهز بأن لنا القدرة والقوة ونحن العرب والمسلمين على ان نجعل دولة إسرائيل في قبضة أيدينا.
ولكي تكون دولة إسرائيل في فلسطين العربية المحتلة في قبضتنا فإن الأمر ليس بالسهل والهين، ولا يتم لنا هذا البتة في يوم وليلة إلا إذا توفرت عدة عوامل وركائز أساسية، فالتاريخ في ماضيه وحاضره قد سجل نماذج من دول أصبحت في قبضة سيطرة دول أخرى واختفت على الفور بمجرد توفر تلك العوامل.
ولكي نجعل إسرائيل تتبدد وتزول مع الوقت وتصبح في متناول أيدينا يتطلب منا نحن العرب والمسلمين أن نبحث عن هذه العوامل وان نبحث بدقة متناهية عن العوامل التي تقودنا لنجعل دولة إسرائيل في أيدينا في سبيل إعادة دولة فلسطين الحرة وبيت المقدس إلى أمة الإسلام والمسلمين, وهذه بعض العوامل:
قطع المساعدات الخارجية الغربية لإسرائيل ولا يتم ذلك إلا إذا أحسسنا نحن العرب والمسلمين شعوباً وقبائل، وحكومات ومؤسسات بأن نكون صفاً واحداً وأن تكون كلمتنا قولاً وعملاً والوقوف بقوة أمام الدعم الخارجي اللامحدود.
ولكي نصل إلى نتائج إيجابية في هذا الجانب لابد أن نأخذ في الحسبان الاحتياطات اللازمة التي تضمن لنا نحن العرب والمسلمين الاستمرارية بعد نفاذ كافة الأساليب المؤدية إلى تحقيق ما نريد خاصة وأن لنا تجارب عديدة ومريرة مع تلك الحكومات التي تستغل نقاط الضعف بأي طريقة حتى لو أدى ذلك إلى زلزلة استقرارنا وأمننا الذي قد يصبح عرضة للإخلال به بين حين وآخر.
إن طرق قطع المساعدات الخارجية سواء الغربية أو غيرها من الدول إلى إسرائيل طرق محفوفة بالمشاكل والمشاق.
وقد لا نحصل على تحقيق هذه الغاية إلا بعد مضي كثير من الوقت وذلك عن طريق الحد بقوة وحزم من الاعتماد الكلي عليهم أي على الغربيين اليهود خصوصاً في مختلف المجالات مع أنه لابد من معرفة مصادر تمويل الاقتصاد الإسرائيلي التي ربما قد تكون في الآتي:
1 المساهمات التي تتلقاها الحكومة الإسرائيلية في الأفراد والمؤسسات الخاصة الأمريكية والغربية بما في ذلك الشركات الرائدة في العالم التجاري.
2 المساعدات التي تتلقاها أيضاً الحكومة الإسرائيلية من بيع صكوك الحكومة الإسرائيلية القابلة للتداول والتي تمثل قروضاً وهي تفوق الف مليون دولار سنوياً.
3 المساعدات التي تحصل عليها الحكومة الإسرائيلية على هيئة استثمارات أمريكية مباشرة في الاقتصاد الإسرائيلي وهي تشكل حوالي النصف من مجموع الاستثمارات الأجنبية.
4 التسهيلات التي تقدمها الحكومة الأمريكية للحكومة الإسرائيلية وذلك من إعفاء البضائع الإسرائيلية من الضرائب الأمريكية وغيرها من الإعفاءات.
5 المساعدات الأمريكية الحكومية ويمكن أن تقسم إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى: تتعلق باتفاقية التعاون الاستراتيجي التي وقعت بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والتي نفذت كما خطط لها وتعطي هذه الاتفاقية إسرائيل حق الاستفادة من المساعدات العسكرية الأمريكية في تطوير صناعتها الحربية كما ترغم هذه الاتفاقية الحكومة الأمريكية والمؤسسات الصناعية العسكرية الأمريكية على شراء المعدات العسكرية وقطع الغيار الإسرائيلية الصنع!
المجموعة الثانية: تتلخص في استغلال المساعدات الأمريكية لسد الديون الخارجية لإسرائيل، تتيح فيها تلك المساعدات لإسرائيل الاحتفاظ بمستوى معيشي عال، رغم ما لإسرائيل من قاعدة ضعيفة في الاقتصاد مما يشجع كثيراً من اليهود على الهجرة إلى فلسطين العربية.
المجموعة الثالثة: من مجموع المساعدات الأمريكية الرئيسية فإن المساعدات الأمريكية غير المشروطة تسمح للدولة الإسرائيلية بمقاومة جميع الضغوط الدولية العربية من أجل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
وإلى جانب قطع طرق المساعدات الغربية، أيضا قطع الطرق التي تؤدي إلى توطيد العلاقات الإسرائيلية الأوروبية أو الإسرائيلية الأفريقية ودول شرق وجنوب آسيا عن طريق التنسيق بين مواقفنا نحن المسلمون والعرب
والعمل الجاد على وضع أولويات تبادل مصالحنا العامة مع هذه الدول ودعمها مادياً ومعنوياً حتى تكون دائما في صفنا ومع قضايانا الإسلامية العربية بشكل دائم ولعل لنا تجربة مع المقاطعة العربية الإسرائيلية وذلك خير شاهد على مدى قدرتنا وفاعليتنا نحن المسلمين في المواجهة الرادعة القوية.
ثالثا: تفريغ الأراضي الفلسطينية من اليهود المهاجرين ويتم ذلك عن طريق :
أ, القيام بعمليات فدائية بطولية في داخل الأراضي المحتلة سواء كانت على شكل هجمات مسلحة على الدوريات التابعة للجيش الإسرائيلي أو الشرطة الإسرائيلية أو على شكل رشق بالحجارة.
ب, السعي إلى زيادة تدهور الأوضاع الاقتصادية الإسرائيلية في داخل فلسطين المحتلة وهذا يعود اصلا إلى وضع الاقتصاد الإسرائيلي المتدهور وقد كشف أحد وزراء العمل الإسرائيلي ان هجرة الشبان الإسرائيليين الذين ينهون الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي قد ازدادت بشكل كبير .
واعلن أحد المسؤولين الإسرائيليين :إن من أبرز أسباب هذه الهجرة تدهور الأوضاع الاقتصادية إضافة إلى الوضع الأمني غير المستقر داخل إسرائيل .
كما أن الهجرة إلى فلسطين المحتلة يجب ان تأخذ بعين الاعتبار إما بمنعها أو في التقليل منها بقدر المستطاع بالطرق الدبلوماسية مع الدولة الأجنبية الصديقة.
رابعاً فضح المخططات اليهودية بأسلوب متزن خصوصاً وأن هذه المخططات أصبحت معروفة ومكشوفة ولا ينقصها سوى نشرها بشكل واضح ومبسط ليفهمها رجل الشارع العادي بكل يسر بعيداً عن التعقيد والإطالة، كما أن توفر الأدلة والبراهين خير شاهد إلى ما تهدف إليه إسرائيل من نشر للقلاقل، وبث الفتن، ونشر الفساد، وتحطيم القيم والأخلاق والباعث من ذلك ضم المزيد من المؤيدين للقضية الفلسطينية.
إذا أيها العرب أيها المسلمون لكي نجعل إسرائيل في قبضتنا فعلينا التركيز الفعلي في عوامل السيطرة ونقاط ضعف تلك الفئة الباغية والشرذمة الهالكة دولة إسرائيل.
فهل نحن فاعلون؟
تركي محمد الحميداني الرياض
المراجع:
(1) تطور الاقتصاد الإسرائيلي تأليف نبيل السهلي.
(2) الصراع الداخلي في إسرائيل تأليف جلال الدين عز الدين عالي.
(3) الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تأليف طلال محمد نور عطار.
(4) مستلزمات الردع ومفاتيح التحكم بسلوك الخصم تأليف ديفيد جارنم.
|
|
|
|
|